نساء مؤمنات قانتات يستبقن الخيرات

> «الأيام» د. محمد حامد الحداد :

> بدأت رسالة الإسلام السماوية في القرن السابع الميلاي تنزل وحياً على الرسول محمد (ص) تؤازره في ذلك وتشد من عضده في أحلك الأوقات وحين نزول الوحي رفيقته الأولى خديجة بنت خويلد سيدة نساء الأعمال العربية والتي اصطفاها الله أن تكون أول امرأة تتلقى بشارة الوحي وأول المؤمنين بالدين الأسلامي الحنيف.. أوليس في هذا تكريم لنساء أرجال رجال. أعز الله المرأة وشرفها بالإسلام فدخلت في الدين أفواجاً وكانت خير نصير، وها هي ءم عمار تستل سيفها وتقاتل باستماتة منقطعة النظير دفاعاً عن رسول الله فاستحقت بهذا شرف الشهادة وكانت أول شهيدة في الإسلام وأنصع مثال لعمق المحبة وصدق الانتماء.. أوليس في هذا تشريف لنساء أرجل رجال .

وفي ميادين التصدي والصمود كان للمرأة حضور، فها هي في الميدان ممرضة ومداوية تارة حاملة الطعام وساقية للعطشى تارة أخرى، مستطلعة ومنقذة مرات ومرات تتصدرهن بنت رسول الله فاطمة البتول سيدة نساء الجنة.. أوليس هذه وعطاءات نسوية تبهر الشمس بنساء أرجل رجال.. نعم، كانت النساء العربيات يمتلكن مواهب شتى في فنون الحرب وإدارتها وقد سخرنها بامتياز لنصرة دين الحق، وتواصلت سيرة العطاء هذه في معارك التحرر والاستقلال، فها هي القادسية وأختها اليرموك معارك قومية كبرى أبلت فيها المرأة بلاء حسناً وحققت بذلك تحرير الأرض والإنسان وكان نصير معمداً بالدم على سرابيل الذكورة.. أوليس في هذا رباطة جأش وبأس شديد لنساء أرجال رجال. ولما كانت المرأة العربية أقدر على صياغة خطاب الحشد وإلقاء شعارات التعبئة، فقد أوكلت لها هذه المهمة وها هي إحداهن تنبري هاتفة بعنفوان «لستم لنا ببعولة إن لم تمنعوا عنا هؤلاء الأعلاج»، أوليس في هذا دعوة للذود عن الشرف الرفيع من نساء أرجال رجال. وفي أماكن احتدام الصراع لتكون كلمة الله هي العليا نرى عركشة بنت الأطرش تستل سيفها وتعتلي رأس الجبل مخاطبة الجند «أيها الناس ابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا تنصرم هموها» ثم تلحق بها حفيدتها الأخرى داعية باعلى صوتها «يا معشر المهاجرين والأنصار قاتلوا على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم» وكانت هذه آية من آيات الجرأة والحشد التي تجيدها نساء أرجال رجال. وتستمر عطاءات المرأة في صدر الإسلام تتدفق من كل ألوان الطيف الاجتماعي فها هي زرقاء الهمدانية تدشن إحدى المعارك بقولها «ألا إن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء». وعلى التو تصافحها وتشد على يدها أختها الكبرى أم البراء الهلالية مستخدمة الشعر نافذة تطل منها على قلوب المؤمنين وفي ميادين الدفاع عن العقيدة والهوية والانتماء تتقدم الصفوف أم سنان المدحجية حاشدة عشيرتها أجمعين لنصرة الحق في الميدان دعاؤها في ذلك ودعواها :

يا آل مدحج لا مقام فشمروا

أن العدو وبآل أحمد يقصد !

هذه نماذج مشرفة رواها التاريخ وحفظتها لنا بطون الكتب تحكي قصة ملاحم من صنع النساء وبماركة مسجلة، مؤمنات قانتات صالحات يستبقن الخيرات في الدفاع عن العقيدة والهوية والشرف الرفيع .

جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى