الأسواق الشعبية السعودية.. قبلة السياح الصائمين جميلة وقديمة تتباهى بأصلها

> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

> ما أن يبدأ شهر رمضان إلا وتجد أن هناك طقوسا ومزارات يحرص الناس على أدائها وزيارتها تعيدهم قليلاً إلى عبق الماضي وأصالته، وأيضا إلى رمضان القديم الممزوج بالحنين وذي النكهة الروحانية التي تزيدهم شغفاً بها. وإن كان حديث عن التاريخ القديم فما زالت هناك طقوس من الماضي الحاضر وهي حرص الصائمين على زيارة الأسواق الشعبية المنتشرة في عدد من المناطق السعودية، وفي أوقات محددة من شهر رمضان.

ففي جدة يحرص الصائمون على زيارة الأسواق والأماكن الشعبية، خصوصاً بعد الظهيرة إلى قبيل الإفطار، وإن لم يكن ألامر ملحاً لشراء الحاجيات، إلا أن الزيارة أصبحت ضرورية، لتصبح في النهاية ما يشبه “السياحة الرمضانية” للصائمين. ومن أبرز تلك المزارات الشعبية في جدة، التي يحرص “الصائمون السياح” على زيارتها سوق شارع “قابل”، التي تشتهر بالمحلات القديمة والبسطات التي من خلالها يقدم ما هو مطلوب في ذلك الشهر، وأيضاً أسواق البلد التي تمتد بمحاذاة شارع الملك عبد العزيز، إذ تنشط حركتها التجارية، خصوصاً في شهر رمضان لكثرة زوارها من أهالي جدة ومن خارجها، إضافة إلى الأسواق الشعبية كـ”سوق باب شريف وسوق الندى”. يقول: محمد سنبل من سكان جدة “انه من الحريصين على زيارة الأسواق الشعبية خلال شهر رمضان كسوق شارع قابل وباب شريف، كونه يتحين الفرص عندما يطلب منه شراء حاجيات رمضانية لتكون تلك الأسواق وجهته من دون غيرها من الأسواق الحديثة”.

ويضيف سنبل أن الأسواق الشعبية القديمة تشعره بروحانية الشهر من خلال زيارتها والتجول في أزقتها وشراء ما هو مخصص في رمضان فقط، سواء من دكاكينها المتلاصقة أو من البسطات المنتشرة في السوق، إذ يحرص على شراء حاجياته الأساسية من الأسواق الشعبية كـ”السوبيا”، و”الفول اليماني”، و”التمييس الأفغاني”، مؤكداً في ختام حديثه وشغفه بزيارة تلك الأسواق أنه طيلة شهر رمضان يزور عددا من الأسواق الشعبية بشكل متكرر، مصطحباً معه أطفاله، ليكون مع اقتراب الزوال موعد الخروج من السوق استعداداً للإفطار مع الأهل. أما يوسف الشويعر فيكون اهتمامه بالأسواق الشعبية وحرصه على زيارتها بعد صلاة التراويح، بعد أن انتقل سكنه إلى شمال جدة بعيداً عن تلك الأسواق، مضيفاً أن في السابق كانت زيارته لتلك الأسواق قبل الإفطار، ولكن لبعد المسافة وكثرة الزحام أجل تلك الزيارات لتكون مسائية. وقال الشويعر “إنه ما زال يحرص على زيارات الأسواق الشعبية في مدينة جدة القديمة، ليكون متنفسه الوحيد في رمضان، مشيراً إلى زيارة المقاهي العتيقة ومطاعمها الشعبية التي تقدم الأكلات الشعبية والتي من أهمها “الكبدة البلدي”، و”البليلة”، إضافة إلى الاستمتاع بالألعاب الشعبية التي تقدم في تلك الأماكن الشعبية. وفي مكة المكرمة “المدينة التي لا تهدأ” بكثرة أسواقها الشعبية المشهورة كـ” “سوق غزة”، و”سوق البدو”، و”سوق المعلاة”، و”سوق الجودرية”، و”سوق المدعى”، التي يحرص أهالي مكة وزوارها من المعتمرين والحجاج على زيارتها في شهر رمضان. يقول: “محمد المقاط صاحب محل شعبي لا تتجاوز مساحته 4 أمتار في سوق غزة الشعبي ان دخل المحلات في سوق غزه يزداد مع شهر رمضان وأيام الحج، مضيفاً ان الفترة التي يحرص الباعة على وجودهم فيها بعد صلاة العصر إلى قبل الإفطار لكثرة مرتادي السوق الشعبي من أهالي مكة ومن زوارها في تلك الفترة”. وتابع المقاط “أن الباعة يحرصون على ما يطلبه الزوار كالأكلات الشعبية مثل:

سSSSالتمريات، والمكسرات الفستق اللوزوالبهارات ومقادير الأكلات الرمضانية التي يزداد الطلب عليها في الشهر نفسه، مضيفاً أن غالبية زوار الأسواق الشعبية للتنزه، كونه أصبح نوعا من العادة التي نعتاد عليها في شهر رمضان”.

وحول صحة ما المح إليه البائع المقاط يؤكد عبد العزيز حارث حرصه على زيارة تلك الأسواق الشعبية المشهورة في مكة المكرمة، في وقت “العصرية”، للتنزه في الغالب، والعودة إلى رمضان القديم في مكة والذي لا يمحى من ذاكرته بسبب تلك الأسواق. الإقبال على تلك الأسواق الشعبية في رمضان وبشكل لافت أصبح سمة السعوديين، كونها تعيدهم إلى أجواء رمضان في الماضي من جهة، من جهة أخرى تقدم لهم الوجبات الرمضانية الشعبية، والتي لا يجدها محبوها إلا في تلك الأسواق لتكون المحصلة النهائية، الأسواق الشعبية في السعودية مقصد السياح الصائمين في رمضان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى