أسباب العتق من النار في رمضان (1)

> «الأيام» إبراهيم أحمد بامفروش:

> شهر رمضان ليس مثله في سائر الشهور، ولا فضلت به أمة غير هذه الأمة في سائر الدهور، الذنب فيه مغفور والسعي فيه مشكور، والمؤمن فيه محبور والشيطان مبعد مثبور، والوزر والإثم فيه مهجور وقلب المؤمن بذكر الله معمور، وقد أناخ بفنائكم هو عن قليل راحل عنكم، شاهد لكم أو عليكم فحري بالمسلم أن يغتنم هذا الشهر بالفوز بالجنة والعتق من النار. ونضع بين يديك أخي القارئ بعض أسباب العتق من النار في هذا الشهر المبارك:

إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام

قال صلى الله عليه وسلم «من صلى الله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق» رواه الترمذي وحسنه الألباني(6365) في صحيح الجامع. وهذا مشروع إيماني ينبغي أن تفرغ له نفسك، إنها مائتا صلاة، فاعتبرها مائتي خطوة إلى الجنة، فهل لا تستحق سلعة الله الغالية أن تتفرغ لها؟

وطريقك إلى ذلك أن تتخفف من أعباء الدنيا طوال هذه المدة، وعليك بالدعاء مع كل (صلاة) أن يرزقك الله الصلاة التالية تدرك تكبيرة الإحرام فيها، وهكذا.

واعلم أن إصلاح النهار سبيل إلى إصلاح الليل، والعكس صحيح وهذا يكون باجتناب الذنوب والحرص على الطاعات ووظائف الوقت من أذكار ونحوها، فقط اجعل الأمر منك على بال واجتهد في تحقيقه، واستعن بالله ولا تعجز، فإن تعثرت في يوم فاستأنف ولا تمل، فإنها الجنة، إنه العتق من النار، والسلامة من الدرك الأسفل فيها.

البكاء من خشية الله تعالى

قال صلى الله عليه وسلم «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبداً» رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني(7778) في صحيح الجامع.

فهنيئاً لك إذا صحت لك دمعة واحدة من خشية الله، فإن القلوب تغسل من الذنوب بماء العيون، والبكاء قد يكون كثيراً لاسيما في رمضان ومع سماع القرآن في صلاة التراويح والتهجد، ولكن كما قال سفيان الثوري: إذا أتى الذي لله مرة واحدة في العام فذلك كثير ويكفي أن من رزق تلك الدمعة قد اختصه الله بفضل لا يباري فيه فهو في ظل عرش الرحمن يوم الحشر: فإن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله، (رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) والله يحب صنيعه هذا، فقد يكون هذا سبباً في أن يحبه الله تعالى، وساعتها لا تسال عن نعيمه وفضله.

فنعوذ بالله من عين لا تدمع من خشيته، ونسأله عينا بالعبرات مدرارة وقلباً خاشعاً مخبثاً.

مشي الخطوات في سبيل الله

عن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال: لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال ابشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار) رواه الترمذي.

فاحتسب كل خطوة تخطوها في سبيل الله، ممشاك إلى المسجد وأعظمهما تلك الخطوات إلى صلاة الجمعة.

قال صلى الله عليه وسلم:(من غسّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، واستمع وأنصت، ولم يلغ، كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها) أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه الألباني(6405) في صحيح الجامع.

وقد قيل: إن هذا أعظم حديث في فضائل الأعمال، فهنيئاً لك تلك الخطوات إن كانت في سبيل الله. فاحتسب خطاك في الدعوة إلى الله وإغاثة الملهوف، وقضاء حاجة أخيك المسلم، وعيادة المرضى وشهود الجنائز ونحوها مما تقتضي منك العرق والجهد، فلعلك بها تعتق من النار.

سماحة الأخلاق

قال صلى الله عليه وسلم:(من كان هيناً ليناً قريباً حرمه الله على النار) قال المناوي: ومن ثم كان المصطفى صلى الله عليه وسلم في غاية اللين، فكان إذا ذكر أصحابه الدنيا ذكرها معهم، وإذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم، وإذا ذكروا الطعام ذكره معهم. فكان كما قال الله تعالى ?{?بالمؤمنين رؤوف رحيم?}? التوبة 128.

فكن سمحاً في سائر معاملاتك مع الناس باشاً في وجوههم وتبسمك في وجه أخيك صدقة، حليماً غير غضوب، لين الجانب قليل النفور طيب الكلم، رقيق الفؤاد فإذا اشتد أخوك فعامله بالرفق لا الخشونة ولا تنس أنه العتق من النار.

اللهج بهذا الذكر العظيم بعد صلاة الفجر

قال صلى الله عليه وسلم:(من قال دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير» عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها منهن حسنة، ومحيى عنه سيئة ورفع بها درجة، وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله) رواه النسائي في الكبرى وحسنه الألباني(472) في صحيح الترغيب، و في رواية: وكن له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل.

التكبير مائة قبل طلوع الشمس

قال صلى الله عليه وسلم: (من قال «سبحان الله» مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة، ومن قال «الحمد لله» مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها، ومن قال:«الله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة»، ومن قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال قوله أو زاد) رواه النسائي في الكبرى.

الوصية بهذا الذكر في أذكار الصباح والمساء

قال صلى الله عليه وسلم:(من قال «اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك، وأشهد من في السموات ومن في الأرض: أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك» من قالها مرة: أعتق الله ثلثه من النار ومن قالها مرتين: أعتق الله ثلتيه من النار، ومن قالها ثلاثاً: أعتق الله كله من النار) رواه الحاكم في المستدرك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى