براون: بريطانيا ستسحب نحو الف من جنودها قبل نهاية العام من العراق

> بغداد «الأيام» فيل هيزلوود

>
رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال زيارة مفاجئة الى بغداد
رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال زيارة مفاجئة الى بغداد
اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خلال زيارة مفاجئة الى بغداد أمس الثلاثاء ان بريطانيا تعتزم سحب نحو الف من جنودها من العراق بحلول رأس السنة كما اعلن عن تسليم المسؤولية الامنية في البصرة في غضون شهرين للقوات العراقية.

وحرص براون الذي قام باول زيارة للعراق منذ توليه منصبه في حزيران/يونيو خلفا لتوني بلير احد مهندسي الحرب على العراق، على تأكيد دعم بريطانيا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولا سيما في مجال التنمية الاقتصادية الحيوي.

وقال براون للصحافيين بعد لقائه بالمالكي ان "الف جندي بريطاني يمكن ان يعودوا الى الوطن بحلول عيد الميلاد".

ولم يحدد براون جدولا زمنيا للانسحاب لكن يجري حاليا سحب 250 جنديا من القوة البريطانية في البصرة والتي تعد 5500 جندي، على ان يصبح عديدها 4500 عنصر قبل نهاية السنة تطبيقا للانسحاب المعلن عنه.

واضاف براون ان الجنود البريطانيين الذين سلموا قبل شهر السيطرة على مدينة البصرة الى قوات الامن العراقية، سيسلمون باقي المحافظة الى تلك القوات خلال شهرين.

وقال براون "اعتقد اننا خلال الشهرين المقبلين نستطيع نقل السيطرة على محافظة البصرة الى الحكومة المحلية، وبذلك سيكون الملف الامني تحت سيطرة قواتها الامنية".

ورد المالكي عليه بقوله ان القوات العراقية مستعدة لتسلم مسؤولية الملف الامني في محافظة البصرة في "اقرب وقت ممكن".

وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض انه لا يرى اي مشكلة في سحب الجنود البريطانيين، معتبرا ان ذلك يتطابق مع خطط لندن ويثبت تقدم القوات الامنية العراقية.

وصل رئيس الوزراء البريطاني قبل الظهر الى بغداد حيث التقى المالكي في المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد والتي تضم المؤسسات العراقية وقيادة القوات الاميركية.

وردا على سؤال عن تخفيض محتمل للقوات في 2008 قال بروان "سنتخذ قرارا بهذا الصدد بناء على تقييمنا للوضع على الارض".

وقال براون الذي التقى كذلك نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، ان اعادة اعمار العراق امر "حيوي"، موضحا ان بريطانيا ستقترح تشكيل هيئة للتنمية والاستثمار في البصرة للمساعدة على ايجاد الوظائف وتحسين الوضع الامني.

وبعد ذلك التقى براون الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية والسفير الاميركي راين كروكر والسفير البريطاني الجنرال بيل رولو، قبل ان يتوجه الى البصرة لتفقد القوات البريطانية.

وفي القاعدة العسكرية البريطانية على اطراف البصرة، وجه براون التحية لنحو 200 جندي وصفهم بانهم "شجعان وبواسل"، مؤكدا انه يفتخر بهم,وغادر براون البصرة في وقت متأخر من بعد الظهر.

وقتل 170 جنديا بريطانيا في العراق منذ الغزو الاميركي البريطاني لهذا البلد في 2003.

وسلمت القوات البريطانية المهام الامنية في المحافظات الثلاث التي كانت تسيطر عليها وهي ميسان والمثنى وذي قار وجميعها في جنوب البلاد.

وفي 3 ايلول/سبتمبر، غادر 500 جندي بريطاني قصر صدام حسين سابقا وسط البصرة على ضفاف شط العرب حيث كانوا ينتشرون للانضمام الى قاعدتهم خارج المدينة.

ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة التي تضم مليوني نسمة غالبيتهم من الشيعة احداثا لكن لا يمكن مقارنتها بالعنف الذي كانت بغداد تشهده حتى امد قريب.

ويوم أمس الثلاثاء، قال متحدث عسكري بريطاني في البصرة هو الكومندان مايك شيرير انه يتوقع ان توافق الحكومة العراقية على نقل السلطات الامنية في المحافظة "هذا الخريف .. بنهاية تشرين الثاني/نوفمبر". وقال "نحن قريبون جدا من ذلك".

ورأى مراقبون سياسيون ان الاعلان عن خفض عديد القوات البريطانية قد يساعد براون الذي يتوقع ان يدعو الى اجراء انتخابات عامة مبكرة موضحين ان هذه الخطوة قد تكون عاملا مساعدا في المنافسة مع المحافظين وسط المطالبة الشعبية بسحب القوات.

ووصف المحافظون البريطانيون زيارة براون للعراق بانها من باب الدعاية الاعلامية مع كثرة الحديث في الصحف عن عزمه على تنظيم انتخابات مبكرة.

وانتقد المتحدث باسم حزب المحافظين لشؤون الدفاع ليام فوكس عدم ايلاء براون اي اهتمام للعراق في خطابه امام المؤتمر السنوي لحزب العمال الاسبوع الماضي، حيث لم يخصص سوى "دقيقة واحدة من 67 دقيقة للحديث عن العراق وافغانستان وقواتنا مجتمعة".

واضاف فوكس خلال المؤتمر السنوي للمحافظين في بلاكبول، شمال غرب البلاد، "وها هو اليوم يبدو سعيدا باستخدام قواتنا المسلحة للقيام بحملة دعائية قبل الانتخابات. معظم الناس سيتعاملون مع هذا التصرف على ما هو عليه، بوصفه في سبيل المنفعة.. لا يمكن تحويل جنودنا الى كرة قدم سياسية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى