سعيد بالخلط بين الاصل والصورة..حاتم علي: الملك فاروق زعزع القناعات المسبقة

> «الأيام» عن «الحياة»:

> يشير المخرج السوري حاتم علي الى أن تقبل أبناء جلدته لمسلسله المصري «الملك فاروق» الذي يتواصل عرضه طيلة شهر رمضان المبارك، اتسم في بادئ الأمر بشيء من الحذر، «نظراً الى طبيعة الموضوع المصري الخالص، لذلك كان طبيعياً من البداية أن يكون الاهتمام الجماهيري فيه أقل من اهتمام الجمهور المصري. ومع هذا، فإن الأصداء التي وردتني، إن من خلال الاتصالات، أو عبر الصحافة المكتوبة والمرئية، تؤكد إن العمل مشاهد إلى حد مقبول». ويضيف: «لقد قرأت بعض المقالات الحذرة، وأخرى المشككة، إضافة الى مقالات يُبيت أصحابها نيات غير حسنة انطلاقاً – ربما – من الخلاف الايديولوجي بين أصحابها والعمل، ولكنني أظن أن هذا أمر صحي ومطلوب. فإحدى مهمات العمل الفني أصلاً تكمن في أن يثير مثل هذه النقاشات».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان ساوره أي ندم بخصوص اسناد دور الملك فاروق للمثل السوري تيم الحسن يقول علي: «لا... ولا تنس إن الأمر نسبي. فأنا شخصياً لا أستطيع أن أرى الآن ممثلاً آخر في هذا الدور، لأنني أعتقد بأن هناك ميزات يتمتع بها تيم كممثل هي درجة ما في التشابه من ناحية الشكل مع الأصل، أضف إلى ذلك أنه ممثل مجتهد ومخلص لعمله، ويقدم في لحظة التصوير اقتراحات تعبر عن فهم مختلف للعلاقة مع مهنة التمثيل، وهذه أشياء تبهجني، وتستفزني بغية انشاء علاقة خاصة مع الممثل. وأظن أن النتيجة أثبتت أنه كان أفضل خيار ممكن».

ويتحدث عن معضلة الدراما التاريخية، ويقول: «تكمن المعضلة في طريقة تناولنا التاريخ، إذ سادت فترة طويلة نظرة انتقائية للتاريخ تركز فقط على الصفحات الناصعة فيه، وهذه ربما تعود إلى حجم خيباتنا المعاصرة التي تجعلنا نعود دائماً إلى الماضي لننبش فيه أمجاداً غابرة. شخصياً لا أحبذ هذا النوع من التناول لأنه عادة ما يسقط العمل الفني في مطب الدعائية.وهل يعتقد أن آخر ملوك مصر ظلم في مسيرته، بخاصة أنه يبدو متعاطفاً كمخرج مع شخصية فاروق التي اكتسبت طابعاً مرحاً وقريباً من قلوب المشاهدين بعكس الصورة التي تناقلت عنه في الفترة الماضية؟ يجيب: «بلا أدنى شك، علماً أنه لم يظلم وحده. فهناك أيضاً محمد نجيب أول الرؤساء. وكلاهما كان ضحية فترة انتقالية اشكالية من تاريخ مصر الحديث. أنا لا أخفي ذلك، لأنني ضد اطلاق أحكام أخلاقية أو سياسية جاهزة على الشخصيات الدرامية. لقد كان ممكناً لفاروق أن يكون ظالماً، وهو في الوقت ذاته، كان مظلوماً، ليس فقط في حياته وإنما في مماته أيضاً. وحتى في فترة اعتزاله ساهمت ماكينة اعلامية ضخمة في تشويه صورته وعصره كله».

فهل يشكل هذا الكلام إدانة صريحة للمرحلة الناصرية؟ يجيب: «بالتأكيد ليس هناك ادانة إلا إذا كان انصاف عصر الملك فاروق يعتبر في جانب منه ادانة لما تلاه».

على صعيد آخر، وفيما يتردد عن عمل مشترك يجمع حاتم علي إلى الكاتب أسامة أنور عكاشة بعنوان «الابحار في الزمن الصعب»، يتردد أيضاً أن مسلسل «الملك فاروق» لم يحظ بإعجاب عكاشة، وعما إذا كان رأيه هذا سيؤثر بطريقة ما في عملهما المقبل يقول علي: «لقد سمعت رأي الأستاذ عكاشة، وجملة آراء أخرى مشابهة على رغم قناعتي بأن هذه الآراء لا تستند إلى ناصية العمل ذاته، انما تأتي من خارجه، وهي تعبر عن موقف ايديولوجي مختلف. أنا أفضل أن ننتظر حتى ينتهي المسلسل، وبالتالي تكتمل صورته في نستطيع مناقشته موضوعياً، على رغم ايماني بأن الاختلاف أمر بديهي ومطلوب لأن العمل في النهاية، حتى لو كان تاريخياً، فإنه يمثل وجهة نظر صانعيه من مؤلف ومخرج ومنتج...».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى