الزكاة يا عباد الله

> «الأيام» ناصر سالم حسن /رصد - يافع

> تتجلى عظمة هذا الركن من أركان الإسلام (الزكاة) في جوانب كثيرة من جوانب الحياة الاسلامية، فهي تقوي دعائم الإسلام وتقوي عرى الترابط داخل المجتمع المسلم، وما موقعها في الترتيب الثالث إلا لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى في تسهيل قبول الناس للإسلام وليس الانتقاص من أهميتها، بل إنها في مقدمة الفرائض الواجبة على الإنسان المسلم في المجتمع الاسلامي الذي يولد مسلما بالفطرة فيجد نفسه تلقائيا أمام هذا الركن .

والزكاة أمرها عظيم، فهي التي دفعت خليفة المسلمين الأول أبوبكر الصديق رضي الله عنه إلى محاربة المرتدين لامتناعهم عن أداء الزكاة، وهي ملازمة للصلاة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم. قال تعالى: ?{?الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون?}? وقال عز وجل: ?{?ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة?}? وقال : ?{?وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً?}?.

لكن الكثير من المسلمين اليوم ممن بلغ لديهم النصاب في المال والأشياء الاخرى يحجمون عن إخراجها، متناسين أنها وبال عليهم، وأن الرقيب هو الله سبحانه وتعالى.

وتجد أن البعض يتحجج بعدم وجود بيت مال للمسلمين كما كان في العهد الذهبي للدولة الاسلامية، وأنه إن دفعها للدولة ستذهب إلى أيد غير مستحقة، فنقول إن هناك مسالك عديدة يستطيع بها المرء تطهير ماله وبراءة ذمته، فما أحوجنا ونحن في شهر الفضيلة الذي من حكمه الشعور بمعاناة الآخرين، شهر رمضان الذي به تتضاعف الحسنات، ما أحوجنا إلى رجال يبحثون عن إخوان لهم تعودوا الصيام لأشهر عديدة في زمن بلغ فيه الغلاء حد قطع الرقاب، فأين الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .

إن الزكاة بها يبنى مجتمع متوازن يطمئن فيه الفقير وترتاح فيه نفس الغني، وتسود الألفة وحب الخير للآخرين، ويجد فيه الانسان المسلم متعة في الذود عن ممتلكات المسلمين عامة، لأنها اصلا ملكه، وتختفي مع ذلك ظواهر سلبية اخرى كالسرقة والرشوة والمغالاة والاتجار المحرم، وبها (بالزكاة) تستطيع الدولة المخلصة تأمين الغذاء والدواء لمواطنيها ودعم الجوانب التعليمية وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى