خواتيم رمضان واستقبال العيد في القطن

> «الايام» محمد الحداد:

>
ترتبط العادات والتقاليد بواقع الشعوب، وينطلق الشعب في اتجاهات تحددها له العادات والتقاليد والاعراف، وتصبح هي الحاكمة والمتحكمة في مسيرته ويصبح الانسان محكوما لها، فالعادات ما يعتاده المجتمع والتقاليد ما يتبعه المجتمع ويقلد في اتباعه من سبقه جيلا بعد جيل، ولقد اعتاد مواطنو حضرموت وغيرها أن يحيوا عددا منها في شهر رمضان المبارك، وتشهد مدينة القطن في خواتيم الشهر ازدحاما كبيرا في أسواقها المختلفة وتزدهر الحركة في محلاتها المختلفة حيث يتسوق الاهالي من القرى والمناطق والأرياف والوديان بوادي حضرموت لموقعها الجغرافي استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك.

خواتيم رمضان

يفضل الكثير من الشباب الذهاب إلى النادي لمتابعة الانشطة والفعاليات التي تقام منذ بداية الشهر حتى آخره، منهم من يلعب الورق (الترب) او الدمنة وغيرها حتى قرب وقت السحور، وتقام في المساجد العامرة صلاة التهجد.

الوريقة

تقام ليلة 27 رمضان وهي مظهر احتفالي في عدة مناطق بحضرموت، يقوم المفلح (المسحراتي) بجمع الاطفال من الحي اوقات الصباح والمساء حسب كثافة الحي السكني الذي يقوم فيه بإيقاظ الاهالي للسحور أو طباخته، ويدق على الهاجر المربوط حول عنقه بيديه، ويردد الاطفال معه:

وريقة حيا وحيتي.. وريقة منين جيتي

وريقة من الضيقة.. هاتوا طعام من الجراب

وريقة عسى العيادة.. وريقة لي في زيادة

وريقة سلم بو مقعط (القعيطي).. وريقة لي في العمل يشعط.بعدها يتوقفون قليلا تحت المنزل، وفي تلك اللحظات يقوم اهل المنزل بإعطاء المسحراتي كمية من القمح والأرز أو مبلغا من المال مقابل قيامه بإيقاظهم للسحور، وعند مغادرتهم المنزل يقول المسحراتي:

عودم من السالمين.. وكبر الصغيرين.. واغفر للميتين.

ويردد الاطفال من بعده: آمين .. آمين. ويتحركون ينشدون الاناشيد السابقة على الايقاعات الشعبية إلى جميع منازل الحي، وعند الانتهاء من ذلك يعودون إلى منزل المسحراتي الذي يقوم بتوزيع الحلويات والمكسرات على الاطفال تكريما لهم ومشاركتهم فرحتهم بهذا اليوم السعيد على قلوبهم.

خواتيم رمضان واستقبال العيد

وقد يطلب أهل المنزل من المسحراتي ان يقوم بترديد اناشيد تسمى (خوتام) للمواليد الذين ولدوا بعد رمضان الماضي.

كما تقام ليلة 27 رمضان عادة رمضانية اختفت وأُعيد إحياؤها في بعض المناطق ومنها العنين وهي (الكوبار)، ويجتمع فيها الاطفال لتناول الحلويات والمرطبات وغيرها التي اعطيت لهم من قبل أهلهم، ويرددون: كوبار كوباري .. حقي وحق اختي..إلخ.

العيد في القطن

تبدأ التحضيرات لاستقبال عيد الفطر المبارك منذ خواتيم شهر رمضان بتجديد طلاء جدران غرف قديمة أو نوافذ وأبواب ومداخل البيوت بالنورة وغسل المفروشات المنزلية وشراء الملابس ومحتاجات ومتطلبات العيد، والبحث عن المواشي التي عادة ما يزيد سعرها منذ ما قبل رمضان.

بعد صلاة العيد في الجوامع أو المصلى في الهواء الطلق يقوم الناس بمصافحة بعضهم داخل المسجد وخارجه وبالمثل في المصلى، ويتزاور الناس، وأفضل ما فيه التجمع بين أهل الحي والقرى المجاورة وزيارة كل بيت فيه، وهو ما يخلق الود والمحبة، وتخصص زيارات للأهل والاقارب والخلان أثناء العيد وتسمى (العواد)، الذي يستمر عادة لثلاثة أيام متتالية أو اكثر حسب علاقات الاسر وترابطها، ويقدم الشاي الحضرمي بألوان مختلفة وهو لذيذ الطعم والمذاق، كما تقدم أنواع المشروبات أو الحلوى مع القهوة بدون سكر، إضافة إلى الدوران بالبخور ليشم رائحته الجميع ويلوحون بايديهم تجاه وجوههم أو ملابسهم.

كما تقام الاهازيج والالعاب الشعبية كالشبواني في مدينة القطن والعنين، والبعض يذهب إلى المناطق الريفية الخالية لنصب اهداف في الجبال والتدرب على الرماية أو القيام بنزهات في المزارع المحيطة وكذا مشاهدة فعاليات رياضية وتقام الولائم للأرحام والاقارب كما في أيام رمضان وتبدأ من اليوم الثاني للعيد.وفي اليوم الثالث للعيد يصادف عواد بمنطقة حوطة احمد بن زين الحبشي بمديرية شبام، ويذهب اليه البعض ويقام به سوق وطقوس دينية منذ عشرات السنين، كما انه في اليوم السابع يكون عواد في مديرية حريضة ويسمى بعيد الست وهو اليوم الذي يعقب صيام الست من شوال.

خواتيم رمضان واستقبال عيد الفطر في القطن

ويفضل الاهالي ذبح الاغنام بعد صلاة العيد اتباعا لسنة الله ورسوله، إما في بيوتهم أو في المسلخ الخاص، وهناك من يفضل اكل لحم الابل (الجمال)، والبعض يقوم بتوزيع الاضحية على الجيران والأقارب في عيد الفطر بعكس عيد الاضحى الذي توزع على المحتاجين أو بواسطة الجمعيات الخيرية.

والعيد عند الأطفال له نكهة خاصة وفرحة جميلة، حيث يقومون بزيارة لكل بيوت الحي او القرية وتعطى لهم الحلويات والمكسرات او مبالغ نقدية خاصة من اهاليهم، ويشعرون بفرحة كبيرة وغامرة لهذا العطاء لأنه وقع في ايام العيد، ويكون بعض الاطفال مشغوفين باللعب بالالعاب النارية رغم أنها ظاهرة غير حميدة ولها مساوئ كثيرة ورغم قيام الامن بضبط كميات من الالعاب من المحلات والاسواق المنتشرة إلا أن الحملات تأتي دائما متأخرة (أي بعد انتشارها وتسويقها للاطفال) فلماذا لا تضع الدولة والجهات الامنية ضوابط لمنع ادخالها خاصة تلك التي تلحق الأذى بمستخدميها.

عيد مبارك وكل عام والجميع بخير وعساكم من عواده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى