بوتو تؤكد انها عائدة اليوم الى باكستان ومناصروها يعدون لها استقبالا مهيبا

> دبي «الأيام» علي خليل :

>
رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو مع ابنتيها أمس في دبي
رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو مع ابنتيها أمس في دبي
اكدت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو في دبي انها ستعود اليوم الخميس الى باكستان بعد ثماني سنوات في المنفى فيما منصاروها يعدون لها في كاراتشي استقبالا مهيبا.

وردا على سؤال حول اذا كانت لا تزال تنوي مغادرة دبي صباح اليوم الخميس الى كراتشي اجابت بوتو امام مجموعة من الصحافيين "نعم ساعود"، وذلك بينما كانت تهم للدخول الى فندق لعقد مؤتمر صحافي.

وقالت بوتو في المؤتمر "بينما استعد للمغادرة، ادعو الله ان يمنح الديموقراطية لبلادي".

واضافت "ادعو الله الى تحقيق تطلعات شعب وطني".

وكانت بنازير بوتو اختارت طوعا عام 1999 الاقامة في دبي ولندن هربا من ملاحقات قضائية ضدها بتهمة الفساد، الا انها تستعد للعودة الى باكستان الخميس بعد ان منحها الرئيس برويز مشرف عفوا من الاتهامات بالفساد في اعقاب مفاوضات بينهما بهدف تقاسم السلطة.

لكن السلطات الباكستانية كثفت ضغطها على بوتو كي ترجئ عودتها في حين تقول بوتو انها تخشى مؤامرة قد يحيكها ضدها ضباط سابقون في الجيش.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت تخشى على حياتها مع عودتها الى باكستان، قالت بوتو "انا لا اعتقد ان مسلما حقيقيا يمكن ان ينفذ هجوما ضدي (..) الاسلام يمنع التفجيرات الانتحارية".

واضافت تعليقا على الاستعدادات في كراتشي لاستقبالها "انا اشعر بالفخر لان هؤلاء الناس لم يستسلموا للترهيب" في اشارة الى مضايقات مفترضة مورست ازاء مناصريها,وتابعت "انا اشكرهم من اعماق قلبي".

وعن موضوع طلب السلطة تاجيل عودتها، قالت بوتو "انا قائدة شعب، وقد اعطيت كلمتي لشعب باكستان، وبالنسبة لي، ليس هناك اي امر في الدنيا اهم من الكلمة التي نعطيها".

وفي سياق تطرقها الى الوضع السياسي في باكستان، قالت بوتو "ليس علينا ان نتفق على كل شيء (..) فليقرر الشعب اي سياسات يريد" في اشارة الى الانتخابات المقبلة.

كما اعتبرت بوتو ان المفاوضات التي اجرتها مع مشرف ليست صفقة بالنسبة اليها.

وتابعت في هذا السياق "اود او اوضح امرا، ان الجهات الاخرى هي التي ابرمت صفقات، اما نحن فلم نبرم صفقة بل اتفاقا. لقد فاوض حزب الشعب الباكستاني من اجل الديموقراطية، والجهات الاخرى ابرمت صفقة".

من جانبه، توقع احد قادة حزب بوتو حزب الشعب الباكستاني، نزول اكثر من مليون من انصارها الى شوارع كراتشي (جنوب) احتفالا بعودتها "التاريخية" الخميس.

وباتت كراتشي عاصمة باكستان الاقتصادية البالغ عدد سكانها 12 مليون نسمة مكسوة بالاعلام وبصور ابنة رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو الذي اطيح به عام 1977 واعدم عام 1979 في ظل نظام ضياء الحق العسكري.

كما بدات المدينة تمتلئ بمناصري بوتو الذين قدموا من مناطق اخرى لالقاء التحية على زعيمتهم.

وفي الشوارع المكتظة، يقسم احدهم باضرام النار في جسده وجسد ابنائه اذا ما ازيلت صور الزعيمة العائدة بينما يجهر آخر بانه انطلق في رحلة استمرت اسبوعا كاملا على دراجته الهوائية ليكون حاضرا في استقبال بوتو.

فبوتو، المراة الوحيدة التي تسلمت رئاسة حكومة جمهورية باكستان الاسلامية (1988-1990 و1993-1996) تتمتع لدى مناصريها بمحبة تصل لدرجة التقديس.

وتجوب شوارع كراتشي سيارات وشاحنات وحافلات مليئة بالمناصرين فيما تصدح مكبرات الصوت في هذه السيارات باغاني تمجيد بوتو، ويرقص ويغني مئات الشباب على الطرقات متسببين في بعض الاحيان بعرقلة حركة السير.

ويقول الطالب عباس بلوش (18 عاما) "انا سعيد جدا. انها تاتي بالتغيير الى البلاد".

اما محمد اشرف رضا (35 عاما) الذي قاد دراجته الهوائية 700 كيلومتر للوصول الى كراتشي فيقول "لقد سافرت طيلة اسبوع كامل ولم اتعب لانني احب بنازير بوتو".

ويرى محللون ان هذه الهالة التي تتمتع بها بوتو (54 عاما) والجو العاطفي الذي يدور حول شخصها في الاوساط العمالية والريفية، يعود الى والدها ذو الفقار الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة واعدم.

اما حزب بوتو فيطرح نفسه حاليا كمدافع عن الحقوق الاساسية للفقراء في مجتمع اقطاعي لدرجة كبيرة، حتى ولو ان عائلة بوتو نفسها من اكبر مالكي الاراضي.

ويقول صفدار عباسي النائب في حزب الشعب الباكستاني لفرانس برس "من السهل انتقاد هذه الهالة التي تحاط بها السيدة بوتو، الا انها اكتسبت هذه الاهمية بعد موت والدها، والجميع في الحزب يعتقد انها الشخص الذي يمكن ان يحصل على اكبر عدد من الاصوات" لاسيما في الانتخابات التشريعية المقبلة في منتصف كانون الثاني/يناير 2008. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى