أسطوانة (عالمية الأسعار)

> «الأيام»بلال غلام حسين:

> لكل حكومة ودولة من الدول مستشارون ومحللون اقتصاديون تناط بهم دراسة الأوضاع الاقتصادية لبلدانهم وللدول المجاورة لهم والبعيدة منها، ووضع دراسة اقتصادية كاملة لحكوماتهم لغرض وضع آلية لتحديد وضبط اقتصاد بلدانهم.

وفي بلدنا كل يوم يطلع لنا مسؤول من هنا وهناك، وطبعاً لا توجد لديه خبرة لا في الاقتصاد ولا غيره، ويصرح بكل بساطة بأن الأسعار العالمية في صعود وارتفاع وهي السبب في زيادة الأسعار في بلدنا مستغفلاً بذلك خبرة الناس في الأمور العالمية من خلال ما ترد إليها من أخبار في وسائل الإعلام والانترنت وغيرها من الوسائل وكأن المواطن يعيش في القرون الوسطى ولا يعي ما يجري من حوله.

إن الأسعار في بلدنا تحدد بطريقة عشوائية دون استشارات اقتصادية ولا دراسات، وبتجاهل مستوى معيشة الفرد لدينا وما علّمنا ديننا الحنيف من تآخ وأن نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا، ونضرب مثالاً ما حصل في عام الرمادة للمسلمين من قحط ومجاعة وكيف أن أصحاب رؤوس الأموال من الصحابة تبرعوا بكل ما لديهم من أجل سد رمق المسلمين من إخوانهم. ولكن ما يعمله أصحاب بيوت الأموال في زمننا هذا هو العكس برفعهم للأسعار بطريقة عشوائية دون حسيب ولا رقيب من قبل الحكومة ودون فتح باب المنافسة لغيرهم حتى تستقر الأسعار.

أقول لكل أولئك المتشدقين بأن الأسعار عالمية، أية أسعار عالمية تتحدثون عنها؟ وأن حدثت زيادة في بلدانهم تكون زيادات طفيفة بالمقارنة مع رواتبهم ودخول الأفراد وبعد دراسة السوق والتضخم الاقتصادي لديهم. ثم أسأل هل رواتب الأفراد في بلدنا تتطابق مع رواتب الأفراد في بلدانهم؟؟ والجواب طبعاً لا.. وهل مواطنونا يتسلمون رواتبهم بالدولار الأمريكي أو الجنية الاسترليني؟؟ الجواب لا.. إذا لماذا أسعارنا تتطابق مع أسعارهم مع الفارق الشنيع بين دخلنا ودخلهم، وكل ذلك يحصل لأن الارتفاع في الاسعار يحصل نتيجة أهواء ومزاج أصحاب رؤوس الأموال المحدودين عندنا.

نشعر بغيظ وكرب شديدين من هول ما نلمسه ونشعر به كل يوم وفي كل وقت من آلام الفقراء والمعسرين من أبناء هذا البلد، واستشيط غضبا من جشع وطمع أصحاب بيوت الأموال المتحكمين بأقوات البشر والذين لا توجد في قلوبهم ذرة رحمة تجاههم، ولا يفكرون غير في ملء جيوبهم وبطونهم وليذهب الناس إلى الجحيم.

أقول لكل صاحب رأس مال وتاجر ومسؤول عن أقوات الناس: اتقوا الله في أموالكم وتجارتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأقسم بالله العظيم أن الله لن يبارك في أرزاقكم ولا تجارتكم التي يأتي دخلها من ظلم البشر في قوتهم، واعلم أخي أن كل فلس حرام تكسبه من ظلم الناس لن يبارك الله في.

وأقول لأحبتي وإخواني من المستضعفين والمعسرين في بلدنا: عليكم بالصبر والدعاء في جوف الليل، واعلموا أنه لا ينزل بلاء إلا من معصية ولن يرتفع إلا بالدعاء. واجعلوا مطعمكم من حلال حتى وإن كان قليلا، واعلموا بأن كل فلس نبت من حرام فالنار أولى به، ومهما تعسرت عليكم أمور الحياة وأصبتم بنقص في الأموال فعليكم بالصبر وسوف يفرج الله عنكم بإذنه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى