تسليمه نسرين ترفع لواء حقوق الانسان برغم الفتوى الصادرة بحقها

> تايبيه «الأيام» ديفيد تشانج :

> سماء تايبيه ملبدة بالغيوم والشوارع قذرة ومزدحمة بالمرور. لكن بالنسبة للكاتبة البنجلاديشية تسليمه نسرين فان تايبيه جميلة وتكاد تكون هى الجنة.

وتقول وهي تجلس على اريكة في ردهة احد فنادق تايبيه وبالقرب منها شرطية لحراستها " جميل أن يكون بمقدورك أن تسير في الشارع".

تعيش نسرين في المنفي منذ عام 1994 عندما أصدر اصوليون مسلمون فتوى بإهدار دمها. الحياة كانسانة عادية هي نعمة بعيدة المنال بالنسبة لها.

وفي مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) قالت نسرين" صار الامر هكذا منذ الهجوم على في حيدر أباد في آب / أغسطس ... أننى حبيسة منزلي في كلكتا منذ ثلاثة شهور ولم اخرج إلا ثلاث مرات... ومن ثم فان المجئ إلى تايوان هو بمثابة راحة بالنسبة لي".

ودعت حكومة مدينة تايبيه نسرين - 45 عاما- لحضور مهرجان الشعر في تايبيه عام 2007 .

ولدت نسرين من اسرة مسلمة في ميمينسنج الواقعة على مسيرة نحو ساعتين بالسيارة شمال العاصمة البنجلاديشية دكا وبدأت الكتابة في سن الـ 15 .

وبعد التخرج من كلية الطب عملت طبيبة في احد مستشفيات داكا.

وقامت بتأليف الكتاب الاول لها عام 1986 حيث حقق اكثر الارقام مبيعا مما دفع صديق لان يطلب منها كتابة عمود صحفي باحدى الصحف .

استقبلت مقالاتها الداعية إلى مساواة المرأة بالرجل استقبالا جيدا ولقيت قبولا واسع النطاق مما دفع صحفا أخرى وناشرين اخرين لطلب التعاون معها و سمح لها دخلها من الكتابة بشراء منزل وسيارة.

لكن موهبتها جلبت لها أيضا كارثة. فقد اتهمها متطرفون اسلاميون بالتجديف والاساءة الى الإسلام والسعي لمراجعة القران الكريم وهي تهمة نفتها.

وقد احرقوا كتبها وأصدروا فتوى بحقها واجبروها على الاختفاء ومغادرة بنجلاديش عام 1994 .

عاشت نسرين في السويد لمدة أربع سنوات ولم تتمكن من العودة إلى بنجلاديش إلا بضربة حظ . وعندما حطت طائرتها في مطار دكا في الصباح الباكر لم يتعرف مسئولو مكتب الجوازات عليها حيث كان النعاس يداعب اجفانهم لتتمكن من المرور.

لكن بعض الركاب على الطائرة كانوا قد تعرفوا عليها وابلغوا أجهزة الاعلام,وأثارت تقارير إخبارية عن عودتها موجة جديدة من الاحتجاجات والتهديدات بالقتل مما اجبر الشرطة على توجيه النصح لها بمغادرة البلاد.

كان جواز سفرها البنجلاديشي قد انتهي اجله وحصلت على جواز سفر سويدى.. عاشت في أوروبا والولايات المتحدة تحت حماية الشرطة في السنوات القلائل الاولى.

وبسبب عجزها عن العودة إلى وطنها تقدمت نسرين بطلب للحصول على الجنسية الهندية حتى تستطيع أن تعيش في ولاية البنغال الغربية حيث يتكلم الناس نفس لغتها ويقاسمونها نفس الافكار.

لم تمنحها الهند الجنسية لكنها في عام 2005 منحتها تصريح إقامة يتعين تجديده كل 6 أشهر.

ومنذ ذلك الحين تعيش نسرين في شقة في كلكتا حيث تقوم قوة من الشرطة الهندية بحراستها على مدار الساعة.

وكان يسمح لها في الماضي بالخروج فى حماية الشرطة لكن هذا تغير منذ الهجوم عليها في حيدر أباد في آب / أغسطس .

وتقول نسرين " لقد تم تشديد الحراسة علي ولم يعد يسمح لي بالخروج ". وتضيف " أننى في الواقع أعيش بالفعل حبيسة الاقامة الجبرية فى منزلى . أستطيع أن أنام لكن إدراكي أن الشرطة على بابي يجعلني اشعر بالاختناق". وقد نشرت نسرين 24 كتابا وكتبت العديد من المقالات عن حقوق الانسان .

وانتقدت المجتمع والعادات والتقاليد الابوية والذكورية المناهضة للمراة فضلا عن الاديان التي تسمح بقمع النساء. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى