> يافع «الأيام» صلاح القعشمي:

أحمد عمر بن فريد
وكان المحتشدون قد تدفقوا إلى ساحة المهرجانات وهم يرددون الزوامل الشعبية.
وفي المهرجان ألقى الأخ علي قاسم المطري، كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان.
ثم ألقى العقيد صالح أحمد العيسائي، رئيس جمعية المتقاعدين بيافع كلمة حذر فيها من وصفهم بأنهم «مازالوا يتشدقون باسم الوحدة».. منوها بقوله: «نقول لهؤلاء بشكل واضح وصريح من هنا، إننا نحن الوحدويون، إننا نحن الذين قدمنا نظاما بكل ما تعنيه الكلمة، نحن الذين قدمنا الأرض والثروة ولكن للأسف لم تكن نوايا أولئك المتشدقين بالوحدة صادقة بل كانت نواياهم عدائية ومبيتة، وإنهم ظلوا يعتمدون على الفتاوى ابتداء من عام 1078م عندما صدرت فتوى إسماعيل بن القاسم وحتى صدور فتوى ناصر الشيباني الأخيرة».
وقال العيسائي: «إن اي عمل لا بد أن يقدم من أجله التضحيات ونحن عملنا سلمي وأهدافه وحدوية، ولكنها ليست الوحدة التي قامت على سلب الحقوق والأرض»، مضيفا «إن أفضل ما قدمه لنا هذا النظام هو وحدة أبناء الجنوب»، مؤكدا العزم على مواصلة الحراك السياسي بطريقة سلمية «تعكس وعينا من أجل الوصول إلى نيل حقوقنا ونناضل من أجل خروج رفاقنا من السجون وفي مقدمتهم المناضل الصلب حسن باعوم والعميد الركن ناصر علي النوبة».
بعد ذلك ألقى الشيخ عبدالخالق بن شيهون، عضو مجلس النواب كلمة اللقاء المشترك بيافع قال فيها: «إن ما نعانيه اليوم هو تردي الأوضاع في كافة المستويات وتسلط من قبل الحزب الحاكم خاصة على أبناء محافظات الجنوب».
وأضاف قائلا: «عندما نطالب بحقوقنا المشروعة وبالطرق السلمية يصفوننا بأننا انفصاليون، وإننا نتساءل من هم الانفصاليون هل هم الذين يطالبون بحقوقهم بطرق كفلها لهم الدستور؟ أم الذين يمارسون الاستبداد ونهب الثروات والاستيلاء على الأراضي وطرد الموظفين عسكريين ومدنيين من أعمالهم وممارسة كل أنواع الفساد المستشري وقتل الأبرياء والعزل؟».. منوها بأن من يمارس تلك الأعمال هو من يمارس الانفصال واقعا ملموسا، وأن من يمارس هذه الأعمال لا يريد الوحدة بل يريد إشعال الفتن ليس ضد المحافظات الجنوبية فقط، بل ضد جميع محافظات الوطن ليكون الكل ضد الكل.
كما ألقى العميد حسن البيشي، نائب رئيس مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين، كلمة في الاعتصام أشار فيها إلى أن أكثر من (6) آلاف من المتقاعدين العسكريين قد عادوا تحت ضغط الحاجة وقسوة الحياة المعيشية إلى المعسكرات «وهم موجودن في معسكر ضلاع رهائن ومعتقلين ولم يتم وضع أي حلول لمشاكلهم، مما حملهم هناك على قطع الطريق المؤدية من صنعاء إلى المحويت».
وقال «إننا من هنا نتضامن معهم وعلينا جميعا أن نلتزم بقنوات مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين الذي يطالب وبإصرار بإصدار قرار سياسي بعودة كل العسكريين والمدنيين إلى أعمالهم، وعلى العسكريين إذا أرادوا العودة أن لا يعودوا إلا إلى وحداتهم السابقة وإلى مواقعهم ومناصبهم السابقة ويجب أن يتم تعويضهم التعويض العادل عن كافة حقوقهم وما لحق بهم خلال الـ 14 سنة الماضية، أما الاخوة المدنيون الذين طردوا من الوظيفة ونهبت أراضيهم وأملاكهم، فما زالوا محلك سر».
بن فريد: من يطالب بحقه هو كريم وشريف وشجاع ومن يتهاون عنه ذليل وجبان وخانع
المعطري: إننا نقود ثورة نعم .. ولكنها ثورة من نوع آخر .. ثورة سلمية
العيسائي:أفضل ما قدمه لنا هذا النظام هو وحدة أبناء الجنوب
وأشار البيشي في كلمته إلى أن ثروة الجنوب قد نهبت كاملة ودمرت البنية التحتية التي بناها الشعب في الجنوب طوال السنين الماضية.
ودعا البيشي كافة أبناء الجنوب إلى الالتحاق في النضال السلمي المدني وأن يحافظوا على استقلاليته وعدم الانجرار إلى أي جهة أو حزب كان، وأن يلتفوا حول قضيتهم الجنوبية.

فادي حسن باعوم
وقال «إن قضيتنا الجنوبية قضية شعب وهي فوق الأفراد والأحزاب، وإرادة الشعوب لا تقهر».
وألقى د.عبده المعطري، الأمين العام لمجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين بالضالع كلمة قال فيها: «إن قضيتنا هي قضية الجنوب ومن يريد ان يكون معنا فليتفضل، ولن نقبل من يريد أن يعيدنا إلى المربع الأول، نقول هنا إن وحدتنا هي وحدة 22 مايو، أما هم فإنهم يتحدثون من منظورهم ومصالحهم ووحدتهم هي تلك التي فرضها 7 يوليو، والفرق بيننا هو أن وحدتهم وحدة قوة ودم ونهب واحتلال ووحدتنا أخوية وتساوٍ، لذا نرفض ولن نقبل بوحدة 7 يوليو أبدا فاذا أرادوا الوحدة فلنعد جميعا إلى ما قبل يوم 7 يوليو 1994م.. نعم إننا نقود ثورة ولكنها ثورة من نوع آخر هي ثورة سلمية ولن نرد عليهم بالرصاص الذي يوجهونه إلى صدورنا».

وأضاف بن فريد قائلا: «ومنذ ذلك التاريخ أدركوا تماما أن الجنوب لن يستكين ولن ييأس ولن يخضع، وعندما أدركوا ذلك شكلوا عشرين لجنة للنزول إلى عدن برئاسة المتزلفين والخاضعين الذين يغالطون أنفسهم ويحاولون أن يقنعوا الناس بأنه لا توجد قضية جنوبية تحمل طابعا سياسيا وإنما قضية جنوبية تحمل طابعا حقوقيا، ونزلت هذه اللجان وفشلت فشلا ذريعا حتى في تقديم الحقوق للناس في أراضيهم وخير دليل ما يحدث اليوم في أرض اللحوم والذين أنزلوا الأطقم على المستثمرين من إخوانكم أبناء الجنوب.. ثم كانت انتفاضة كل محافظات الجنوب وخرجت الجماهير إلى الشوارع وأثبتت للقاصي والداني في الداخل والخارج بأن هناك شعبا حيا يرفض أن يستسلم ويرفض أن يخضع ولا يمكن أن يقبل إلا بإرادته الحرة على أراضيه، خرجت الجماهير في كل مكان في محافظات الجنوب، وكانت قمة الروعة في يوم 14 اكتوبر عندما نزل إلى الساحة في منصة الحبيلين مئات الآلاف من أبناء الجنوب فاهتزت عروشهم يومها».
وأوضح بن فريد قائلا: «أن من يطالب بحقه هو كريم وشريف وشجاع ومن يتهاون في حقه فهو ذليل جبان خانع، وحاشا لله أن يكون أبناء الجنوب من هذه النوعية، إننا نؤكد على حقيقتين اثنتين هما: أولاً لا يمكن على الإطلاق لأي نخب سياسية أن تثبت وجودها ما لم يكن لها إرادة حرة تستمدها من الجماهير، فأنتم طاقتنا وأنتم وقودنا وأنتم وقود هذه القضية فنستحلفكم بالله وباسم الجنوب وباسم من سقطوا شهداء من أجل هذه القضية أن تستمروا في نضالكم السلمي حتى نحصل على حقوقنا كاملة غير منقوصة، أما الحقيقة الثانية فنوجهها لهم بالقول إن أبناء الجنوب قد استوعبوا تماما كل عبر ودروس التاريخ وقد تجاوزوا عن كل الصراعات والجروح التي حلت بجسمهم الواحد، هم اليوم جسد وروح وقلب واحد».

إلى ذلك ألقيت كلمتان من قبل الناشط السياسي المحامي علي هيثم الغريب وعيدروس الحقيس، رئيس جمعية المناطق الوسطى بمحافظة أبين.
وألقى الشعراء الشيخ محمد سالم الكهالي وأحمد محمد اليونسي وفضل ناجي نصر (ابو نادر) وناصر محسن الحربي وفؤاد السرحي وحمود عبدالمحسن بن عبادل ومحمد علي السلماني والشجاع محمد زين بن شجاع اليافعي وطاهر سالم طماح، القصائد الشعرية المعبرة عن هذا الاعتصام.
وفي نهاية الاعتصام تلا الزميل صلاح القعشمي البيان الصادر عن هذه الفعالية التي حضرها الإخوة د.ناصر الخبجي، عضو مجلس النواب وعوض بن عوض الصلاحي، عضو محلي محافظة لحج والسفير قاسم عسكر جبران وشلال علي شائع وعدد من الشخصيات والناشطين.