عصر التوأم كاتشينسكي انتهى رسميا في بولندا

> وارسو «الأيام» جان لوك تيستو :

>
التوأم كاتشينسكي
التوأم كاتشينسكي
انتهى رسميا عصر الاخوين التوأم كاتشينسكي اللذين حكما بولندا لعامين اثارا خلالهما الكثير من الجدل، وذلك اثر استقالة رئيس الحكومة المحافظ ياروسلاف كاتشينسكي أمس الإثنين بعدما خسر الانتخابات التشريعية قبل اسبوعين.

وسيعين الفائز في الانتخابات، زعيم الحزب الليبرالي دونالد تاسك (50 عاما)، رئيسا جديدا للوزراء قبل نهاية الاسبوع الجاري كما اعلن مسؤول في الرئاسة أمس الإثنين.

وبذلك بدد الرئيس ليخ كاتشينسكي، الباقي في منصبه حتى 2010 والذي تقلصت سلطته كثيرا برحيل توأمه ياروسلاف، شائعات كثيرة حول امكانية لجوئه الى محاولة اخيرة لصد الليبراليين عبر تعيين رئيس وزراء آخر.

وكان من شأن هكذا محاولة، لو لجأ اليها الرئيس ان تذهب سدى، لعدم تمتعه بالاغلبية النيابية، فضلا عن انها كانت ستقابل باستياء شعبي واسع. فبحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه البوم الاثنين اعرب 73% من البولنديين عن املهم بان يحصل تعيين تاسك بصورة سريعة.

وقال رئيس الحكومة المنتهية ولايته في خطاب طويل القاه في مقر الرئاسة "ننهي مهمة حكومتنا ورأسنا مرفوعة والوضع الاقتصادي جيد، مع تعزيز موقع بولندا في اوروبا خلال السنتين الماضيتين".

وخسر حزب القانون والعدالة المحافظ بزعامة الشقيقين كاتشينسكي الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في الحادي والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر الماضي امام حزب القاعدة المدنية الليبرالي بزعامة دونالد تاسك,وعاقب الناخبون التوأم كاتشينسكي بسبب ميله الدائم الى اثارة الخلافات داخل بولندا كما مع الاتحاد الاوروبي.

وحصل الحزب الليبرالي على 209 مقاعد نيابية من اصل 460 مقعدا، اي اقل من العدد اللازم لضمان الغالبية المطلقة في مجلس النواب (231 مقعدا). ولكن رئيسه سارع الى التحالف مع حزب الفلاحين الوسطي الذي يتزعمه فالديمار بافلاك والذي سبق له وان تحالف مع تاسك في عدد من المناطق. وبهذا التحالف اصبح الحزبان يملكان 240 مقعدا في المجلس.

وحصلت مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية بين هذين الحزبين في زمن قياسي، حيث اعلنا قبل عطلة عيد جميع القديسين اتفاقهما على توزيع كامل الحقائب الوزارية.

ومن المقرر بحسب هذا الاتفاق ان يتولى بافلاك (48 عاما) منصب نائب رئيس الوزراء وحقيبة الاقتصاد. كما سيحصل حزبه على حقيبتين اخريين اولاهما الزراعة وثانيهما البيئة او العمل.

دونالد تاسك
دونالد تاسك
وعلى مدى ايام عدة عمل محافظو حزب القانون والعدالة على عرقلة مشروع دونالد تاسك ايلاء وزارة الخارجية الى رادوسلاف سيكورسكي الذي يصفونه بانه "خائن". وسيكورسكي (44 عاما) كان وزيرا للدفاع في حكومة كاتشينسكي ولكنه استقال اثر خلاف مع الرئيسين التوأم ثم انضم في الصيف الماضي الى صفوف الليبراليين.

الا ان الرئيس ليخ كاتشينسكي ابدى أمس الإثنين تنازلا حتى في هذا الموضوع.

وقال سكرتير الدولة لشؤون الرئاسة ميخال كامينسكي أمس الإثنين ان "الرئيس سيعرض تحفظاته بشأن ترشح رادوسلاف سيكورسكي".

واردف "ولكن (...) في اي حال من الاحوال، لن يمنع الرئيس تعيين اي كان في اي منصب كان".

ولكن التعاون بين الحكومة الليبرالية المقبلة والرئيس المحافظ يبدو صعبا للغاية.

فقد انتقد الرئيس كاتشينسكي منذ الآن رغبة الليبراليين في اقرار الشرعة الاوروبية للحقوق الاساسية التي رفضها الاخوان كاتشينسكي. كما اعلن الرئيس مسبقا انه سيستخدم الفيتو ضد اي مشروع لاقرار ضريبة ثابتة على الدخل.

وكان دونالد تاسك وعد في مقابلات صحافية عدة أمس الإثنين بان يكون التغيير هادئا، ولكنه اكد ان البرلمان سيشكل لجانا للتحقيق مع اجهزة الاستخبارات التي سخرها الاخوان كاتشينسكي لغايات سياسية كما يقول معارضوهما.

كما اكد رئيس الوزراء العتيد نيته انهاء مهمة القوات البولندية العاملة في العراق "بشكلها الحالي". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى