علمتني الحياة

> «الأيام» سامية سعيد مرجان:

> أدركت أن الحياة مشوار طويل له عدة طرق، ما أجمل هذه الطرق ! وما أصعب بعضها ! وما أمر هذه الطرف ! وما أحلى بعضها !

أدركت أن الحياة بها عقبات ومطبات وسهول وجبال ومنحدرات ورياح قوية، إما ترميك بعيدا عن هدفك أو تقربك منه .

أدركت أن الحياة لا نحصل فيها على كل ما نريد، ولا نستطيع إبعاد ومحو ما نشاء حتى أفكارنا بالماضي .

أدركت أن الحياة لا توجهني إلى ما أريد، وإنما أنا أوجهها إلى طريقي، إن كان هذا الطريق صحيحاً أو خاطئاً.

أدركت أن الحياة قد تأخد مني ما أحب، وقد تعطيني أشياء لا أحبها أو لم تخطر ببالي ولم أفكر بها يوماً.

أدركت أن الحياة محطات فعند بلوغي الهدف الذي أريد، لا أكتفي بهذه المحطة وأتوقف عندها، وإنما أواصل طريقي بهدف آخر أهم وأكبر من السابق، وأواصل هذا المشوار بتخطي العقبات والمصاعب ولا أقف عند أول جدار يمنعني من المواصلة في تحقيق هدفي وحلمي .

أدركت أن الحياة عبارة عن قطار سريع، إذا لم أستفد من وقتي وعمري في ما يفيد فقد أخسر تلك الحياة بما لا ينفعني .

أدركت أن الحياة يجب أن تكون فيها قوياً، لكي تواجه من حولك من الأقوياء، لأنك لو ظهرت أمامهم بالضعف ولو مرة واحدة، فقد ينتهزون هذه الفرصة في القضاء عليك، لأن قانون الحياة القوي يأكل الضعيف.

أدركت أن الحياة فيها بشر قلوبهم من حجر لا تفرق بين طفل أو امرأة أو عجوز، وأن الحروب أصبحت سنة الحياة لا مفر منها، أصبحت شيئاً اعتيادياً لدرجة أن قلوبنا لا تهتز عند سماع خبر بمقتل مائة شخص أو أصابة كذا شخص، سواء مع كثرة العدد أو قلته نرى أن هذا الشيء عادي ولو حزنا نحزن في ذلك الوقت ثم ننسى وكأن شيئا لم يكن، هذا لأننا نسمع ونرى هذه الأحداث كل يوم .

أدركت أن الحياة كوردة تبدأ حياتها بالنمو حتى تظهر هذه الوردة فتتفتح شيئا فشيئا تنشر عطراً وتسرنا.

ولكن لابد من ذبول هذ الوردة يوما، لأن العمر الذي كتبه الله لها قد انتهى، وهكذا حال الإنسان كالوردة فيجب أن يستفيد من حياته في شيء مفيد وقيم، لأن آثار الفائدة ستظهر عليه وعلى من حوله .. هكذا علمتني الحياة ومازلت أتعلم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى