مناورات حزب الله تفرض تحديا جديدا على لبنان

> صور «الأيام» ويدا حمزة :

> قال مصدر أمني لبناني أمس الإثنين إن المناورات المزعومة للآلاف من عناصر حزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل بالجنوب اللبنني دفعت قيادة الأمم المتحدة في المنطقة إلى إجراء تحقيق فيما سارعت الحكومة اللبنانية بنفي هذه المزاعم.

وقالت صحيفة "الأخبار" الموالية لحزب الله إن أمين عام الحزب حسن نصر الله أشرف بنفسه على ما وصفتها بأنها أكبر مناورات تجريها الحركة الشيعية طوال تاريخها والتي ا ستمرت ثلاثة أيام على الحدود الإسرائيلية.

وستمثل المناورات التي لم يتم تأكيدها بعد تحديا كبيرا لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) التي تراقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة المنظمة الدولية وأنهى حرب إسرائيل ضد حزب الله في عام 2006

وجاءت المناورات بعد بضعة أيام من إصدار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريرا جديدا يقول إن إسرائيل تزعم أن حزب الله أعاد تسليح نفسه بصواريخ جديدة بعيدة المدى قادرة على ضرب تل أبيب.

وقال تقرير بان كي مون إن إسرائيل تزعم أن حزب الله زاد عدد صواريخ بر بحر التي بحوزته من طراز "سي - 802" بواقع ثلاثة أضعاف وأنه شكل وحدة للدفاع الجوي مسلحة بصواريخ أرض جو.

وسارع السنيورة بنفي التقارير قائلا إن السلطات اللبنانية أجرت مراجعات مع قيادة الجيش التي أكدت عدم حدوث شيء على الأرض في الأيام القليلة الماضية.

وقالت مصادر أمنية في جنوب لبنان إن بعض أنشطة حزب الله تتم في مناطق بنت جبيل ومارون الراس ومناطق أخرى على الحدود الإسرائيلية.

وأضافت المصادر أن الأمم المتحدة مسئولة عن المنطقة التي جرت فيها المناورات وأن ذلك يعد "انتكاسة" لمهمتها بجنوب لبنان حتى وإن جرت دون أسلحة أو زي عسكري.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: "أعتقد أن حزب الله أراد أن يظهر لحكومة إسرائيل ولحكومة السنيورة المدعومة من الغرب أن حزب الله لا يزال أقوى من أي وقت مضى".

وأفادت التقارير بأن حسن نصر الله أبلغ أنصاره أن المقاومة اللبنانية مستعدة للتصدي لكل التهديدات الإسرائيلية.

ورفض زعماء حزب الله التعليق على المناورات التي جاءت بعد أيام من إجراء إسرائيل تدريبات عسكرية كبيرة في الشمال بالقرب من الحدود اللبنانية. ووصفت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله المناورات الإسرائيلية بأنها مقدمة لحرب جديدة محتملة.

وأجريت مناورات حزب الله جنوب نهر الليطاني دون أسلحة ودون أن يرتدي المشاركون فيها زيا عسكريا. وتخضع هذه المنطقة لسيطرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1701.

وقال القرويون من سكان المنطقة إنهم شاهدوا "حركة غير عادية" من قبل أنصار حزب الله في المنطقة لكنهم رفضوا إعطاء تفاصيل.

وقال قروي من بلدة عيترون رافضا الإفصاح عن هويته إنه رأى عددا كبيرا من السيارات المدنية تحمل شبابا يرتدون قمصانا بيضاء وسراويل عادية يمرون بالمنطقة لكنه لم يشاهد أي أسلحة. لكن السيارات المارة كانت مملوءة وقد مرت في قوافل صغيرة.

والتزمت قيادة الأمم المتحدة الصمت حيال هذه القضية لكن وفقا للأمن اللبناني فقد اتصلت قوة يونيفيل بقيادة الجيش اللبناني في محاولة للوقوف على الحقيقة بشأن المناورات المزعومة.

يذكر أن حجم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بجنوب لبنان زاد إلى 13500 جندي تقوم بدوريات في المنطقة العازلة بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع 15000 جندي لبناني.

وتشكل القوات الإيطالية والفرنسية والأسبانية والألمانية الجزء الأكبر من قوة الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان منذ عام 2006.

وكان نصر الله قد قال في الفترة الأخيرة إن حزب الله لديه أكثر من 30 ألف صاروخ يصل مداها إلى تل أبيب.

وقال المحلل جورج علم إنه سواء جرت هذه المناورات أم لا فإنها تعني بالتأكيد أن الوضع في هذه المنطقة آخذ في الغليان وأن مسألة اندلاع حرب تتوقف على الوضع الإقليمي وتطوراته.

وأضاف المحلل السياسي أن التوتر الحاصل جنوبي لبنان والوضع السياسي الداخلي في البلاد ربما يدفعان بعض الدول الأوروبية إلى سحب قواتها من جنوب لبنان مشيرا إلى أنه إذا حدث ذلك فإن البلاد ستصبح مفتوحة أمام جميع الاحتمالات. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى