أيها اليمنيون .. تعالوا إلى كلمة سواء

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي /المعلا - عدن

> تتقلب الدنيا بأهلها، وتذيقهم من حلوها ومرها، وهم يتجاذبونها بحق أو بباطل،فيقع الاختلاف ، ويظهرالشقاق!!

فبظلم من الإنسان وجهل منه نرى اليوم في يمننا الميمون أمارات ذلك بادية في أفعال وأقوال كثير من اليمنيين من الخاصة والعامة.

فيا أيها اليمنيون .. أأمركم الله بهذا؟ أيرضى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي تحبونه جميعاً بما يجري اليوم من أحوال وأمور تسوق الناس إلى فتنة عمياء صماء لا عاصم منها إلا الله ؟ وليس هذا من دينكم الذي تنتسبون إليه في شيء.

أليس لكم فيمن حولكم عبرة ؟

ففي عراق الرشيد، وبغداد العلم والسلام ما يذرف الدموع، ويحزن القلوب، ويقرح الأكباد، من تبدل أمنها خوفاً واضطراباً، واستقرارها فوضى و احتراباً، وقتلاً وسلباً ونهباً لا منتهى له، فتذكرنا الحكمه المشهورة:سلطان غشوم خير من فتنة تدوم. وفي فلسطين الحبيبة ما يهز النفوس ويطئطئ الرؤوس،تقاتل أبناؤها فيما بينهم وتفرقوا، وكأنهم اتفقوا على أن لا يتفقوا، وصاروا على بعضم أشداء، وفي أعدائهم رحماء!!! وفي الصومال وأهلها عظمت البلوى، فهل تنفع - بعدئذ- الذكرى؟!

أيها اليمنيون .. تعالوا إلى كلمة سواء، لن تختلفوا عليها، وهي موضع اتفاق بين الراعي والرعية، هي قوله تعالى:?{?فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً?}?(النساء59) إنها أمر من الله إليكم بالرجوع إلى كتابه وسنة نبيه في جميع خلافاتكم ومنازعاتكم دينيها ودنيويتها، فالشريعة سياسة إلهية، ومحال أن يقع في سياسة الإله خلل يحتاج معه إلى سياسة الخلق. هذا هو الحل الوحيد لواقعنا الأليم، لا إقرار الحزبيات المفرقة، و الولاءات القبلية، ولا المناهج الشرقية والغربية، ولا الاستنصار بحكوماتها التي لا تفكر إلا في مصالحها فقط، ولم تنفع شعوبها بمنهج رشيد يحقق مصالح المعاش والمعاد، ويفي بحاجة الروح والجسد.

أيها الراعي.. أيتها الرعية

الناس إلى عدل سلطانهم أحوج منهم إلى خصب زمانهم. قال الأحنف لمعاوية:أنت الزمان، فإن صلحت صلح الناس. وليس من العدل إهمال وإقرار من فسد من المسؤولين ، وجعلهم في مصاف المحسنين الذين ما عليهم من سبيل، فإما العدل ، وإما العزل وليس من الحكمة إصلاح الأمور ورد المظالم بالخروج وتسيير الجموع الغفيرة المسكينة في الشوارع والمدن ، فليس وراء ذلك إلا تحريك الفتن، وتهييج الشر، وتخريب البلاد . بهذا شهد التاريخ ونطق العقلاء في كل مكان.

إن منطق العقل وقانون الشرع يقضيان بأن الضرر لا يزال بالضرر، والفساد لا يعالج بما يؤول إلى أفسد منه، وما لا يصلح الرفق فلن يصلحه العنف، فالنصح من الرعية، والاستماع من الراعي .

وعلى الحكام أن يــولوا ** رعاياهم عنـــايهْ

وعلى الشعب التواصي ** بالهدى ثم الــــوقايهْ

إنما الدّين خـــلاص ** من رزايا وزرايـــــه+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى