أسرار وخفايا رحلة المالديف:الخسارة قد يكون سببها فنيا والمدرب لم يهاجم من البداية

> مختار محمد حسن

>
المدرب ومساعده وحديث مع قائد المنتخب قبل المباراة
المدرب ومساعده وحديث مع قائد المنتخب قبل المباراة
كنا قد تطرقنا في الحلقتين الماضيتين إلى الرحلة من كل الجوانب ، وسنركز اليوم حول المباراة وماحدث فيها وكيف جاءت الخسارة .

البداية كلها قلق

ومنذ انطلاقنا ( بالزورق) من الفندق الى الملعب لاحظت أن الجهاز الفني وعلى رأسهم المدرب المصري محسن صالح كان قلقاً جداً ، وبما أني قد عشت الكثير من اللحظات في كثير من المباريات مع العديد من المدربين أكان عندما كنت لاعباً في فريق التلال أو عندما عملت كمدرب للحراس مع عدد من الأجهزة الفنية أو من خلال رحلاتي الداخلية والخارجية مع الاندية والمنتخبات فقد لاحظت أن القلق كبير جداً في هذه المباراة وكنت اقول في نفسي إذا كان القلق موجودا ضد المالديف فأكيد الخوف والهلع سيكون حاضرا ضد المنتخبات الأقوى.

وبصراحة حاولت البحث عن سبب هذا القلق فلم أجد إجابة من أحد وقد يكون الجواب الوحيد الذي تحصلت عليه هو ماحدث في المباراة من تراجع كبير في المستوى من كل اللاعبين .

علاء الصاصي لخبط الأمور

وأثناء نزول اللاعبين لإجراء الإحماء في جو حار جداً وقبل دخول اللاعبين إلى غرفة الملابس بلحظات قليلة أصيب اللاعب علاء الصاصي بإصابة في العضلة الضامة لفخذ رجله اليمنى وهذا الشيء أربك الجهاز الفني كثيراً وزاد من قلقهم وخوفهم وحاول الجهاز الطبي بالكامل عمل اللازم للاعب لكن في الأخير كان القرار أن لايخوض اللاعب المباراة ولولا معرفتي بشخصية اللاعب علاء الصاصي لكنت قلت أنه هرب من أداء المباراة لأن الاصابة جاءت فجأة ودون سابق إنذار وفي تلك اللحظة كان المفترض أن يقوم البديل إما خالد بلعيد أو على العمقي بعمل الإحماء حتى يكون جاهزا لكن الكل ارتبك مع علاء الصاصي وفي الاخير تم الزج بالعمقي وكانت فترة الإحماء قصيرة بالنسبة له خاصة وأنه كان عائدا من إصابة ولم يخض فترة الاعداد بشكل كاف حتى أن المنتخب نزل إلى أرضية الملعب لأداء النشيد الوطني والعمقي لازال يجري عملية الإحماء.

المهاجم فكري الحبيشي وحده بين أربعة مدافعين
المهاجم فكري الحبيشي وحده بين أربعة مدافعين
العمقي قدها وقدود

وبصراحة كان العمقي في قمة تركيزه أكان قبل المباراة أو بعدها ، فالعمقي كان هو قائد المنتخب في الرحلة وكان جاهزا لأداء المباراة ولكن المدرب كانت له وجهة نظر في أن يلعب علاء الصاصي في مركز الظهير الايسر وهو المعروف عنه أنه يلعب في خط الوسط الناحية اليسرى وهنا تقبل العمقي القرار للمرة الاولى ثم تقبل القرار بالزج به حتى بدون أن يجري عملية الإحماء بالكامل وبصراحة كانت تصرفات العمقي رائعة جداً ولاننسى اللقطة الجميلة تلك والتي تخلى فيها صالح الشهري عن شارة القيادة التي كانت بحوزته وألبسها للعمقي في لقطة رائعة للشهري .

ارتباك الإداري ورئيس البعثة

وفي لحظة أداء النشيد الوطني لاحظ الكل أن إداري الفريق أحضر معه من اليمن النشيد الوطني وليس (السلام الوطني) ، كما أن التلفزيون المالديفي بث علم الجمهورية العربية اليمنية القديم وبعد تلقي رئيس البعثة العديد من الاتصالات من اليمن قام بالحديث مع مخرج التلفزيون وتم تغيير العلم ، وطبعاً كثيراً ما حدث لنا هذا الموقف في المباريات الخارجية .

تشكيلة المباراة ورأينا فيها

ومنذ الوهلة الاولى لاحظنا ان التشكيلة تفتقر الى كثير من الامور ، حيث كان يغلب على التشكيلة الشق الدفاعي وكان من المفترض أن يلعب المدرب بطريقة هجومية لكي يسجل هدفا منذ البداية ويجعل المنتخب المالديفي يتراجع إلى الخلف ، لكن المدرب وبطريقته تلك ساعد على أن يهاجم المنتخب المالديفي مرمى منتخبنا وبغزارة شديدة ، فلو قلنا مثلاً ( يلعب خالد بلعيد في الظهير الايسر ولعب أمامه علاء الصاصي أو علي العمقي في خط الوسط الايسر ، ولو لعب ياسر البعداني في الظهير الايمن ولعب أوسام السيد في خط الهجوم مع فكري الحبيشي كيف سيكون الحال وقتها وهذا ليس تدخلا مني لكن أظن أن الامر سيكون افضل لو لعبنا بهذه الطريقة لأن اللعب بمهاجم واحد في مباراة مثل مباراة المالديف لايجدي أبدأً.

صورة توضح حالة اللاعبين قبل المباراة
صورة توضح حالة اللاعبين قبل المباراة
الوادي لاعب كاراتيه

وقد لاحظت ولاحظ الكل خطورة المهاجم المالديفي رقم (12) علي إشفاق ولاحظنا مدى الجهد الذي بذله المدافع حمادة الوادي في الحد من خطورته في المباراة ، لكني تفاجأت في فترة ما بين الشوطين بالمدرب وهو يقول للوادي أنت لم تلعب جيداً ياحمادة (وأنت مش لاعب كرة قدم ، أنت لاعب كاراتيه) مع عدم التوضيح لحمادة ما هي الطريقة المفترض أن يلعب بها الوادي مع لاعب قوي جداً مثل هذا المهاجم .

الشوط الثاني لم يتغير شيء

وفي الشوط الثاني كنا نظن ان كثيرا من الامور ستتغير في الملعب أكان من ناحية التشكيلة أو من ناحية الاداء الخططي للاعبين ، لكن الأمور ظلت كما هي ولم يتحرر اللاعبون من القيود التي فرضوها على أنفسهم بل زاد الطين بله سقوطهم المتتالي في الملعب وقد لاحظنا سقوط محمد صالح وصالح الشهري وعدم استطاعتهما تكملة المباراة ولو لاحظ الكل أن سقوط محمد صالح تسبب في دخول الهدف الثاني لأن التغطية من زملائه لم تكن جيدة ولم يفكر أحدهم حتى بإخراج الكرة الى خارج المرمى أثناء إصابة محمد صالح مما سهل كثيراً الامر للمهاجم علي اشفاق الذي استعمل قوته مع الوادي وزاهر وتلاعب بهما وواجه الحارس سالم ووضع الكرة في المرمى بكل يسر.. وقد حدثث بعض الامور الخارجة عن اللعب مثل اصطدام الحارس الاحتياطي الثالث السوادي بالجماهير بعد أن تدخل أحد اللاعبين المالديفيين بالقوة على قدم لاعب الوسط ريان هيكل ولأن السوادي كان جالسا بين الجماهير فقد هاجت الجماهير وكادت أن تدخل معه في عراك بعد أن صاح بكل قوته باللاعب الذي خاشن هيكل وهو ماحصل مع المسعف وائل قيراط ، ولولا أن الجماهير من النوع الهاديء لكان حصل ما لا يحمد عقباه خصوصاً ان الجماهير لاتفصلها أي شي عن الملعب .

صورة توضح حالة اللاعبين في آخر دقائق المباراة
صورة توضح حالة اللاعبين في آخر دقائق المباراة
النهاية السعيدة والبحث عن الأسباب

وفي نهاية المباراة كانت الأمور قد انقلبت عند الكل فبعد القلق الذي رأيناه في بداية المباراة تحول القلق إلى سعادة بالتأهل إلى الدور الثاني برغم أني كنت أرى أن القادم سيكون أصعب وأن الامور إذا ظلت كما رأيناها في المالديف لن تتحسن وستظل الامور كما هي إن لم تكن أسوأ ، فبالله عليكم إذا كان هذا حال منتخبنا في مباراة أمام المالديف الذي لم يكن لديه طموح الصعود الى الدور الثاني ، فكيف سيكون الحال الآن ونحن سنقابل المنتخب التايلندي الطموح دائماً للتأهل إلىأبعد نقطة لانتخيلها نحن؟ وعلى الجميع من الآن تقبل الخسارة أمام تايلند ذهاباً وإياباً ما لم تكن هناك تدخلات من قبل القائمين على الرياضة في بلدنا.

في الحلقة الأخيرة

> سيكون التركيز فيها على السلبيات والايجابيات في الرحلة كاملة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى