ذاكرة حضرموت

> «الأيام» د. يحيى قاسم سهل:

> كان تكريم الأديب والمؤرخ والباحث الأستاذ جعفر السقاف من قبل اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كواحد من جيل المؤسسين للاتحاد، سانحة طيبة للاحتفاء به على صفحات صحيفة «الأيام» عرفاناً وتقديراً بوصفه نجماً متلألئاً في فضاء الفكر والثقافة اليمنية.

وقد أفنى السقاف حياته في خدمة الوطن، متسنماً العديد من المسؤوليات الثقافية، بل تماهي مع الوطن حباً وشغفاً ومنقباً وباحثاً وشاعراً.. والرجل معروف لدى المشتغلين بالفكر والثقافة في اليمن وخارجها، أما في وادي حضرموت ومدينته سيئون خاصة فهو علم برأسه نار وبيته مزار لكل الباحثين والدارسين والمهتمين بثرات اليمن وتاريخه وتاريخ حضرموت على وجه الخصوص.

وتأتي هذه المقالة الاحتفائية بعد زيارة قمت بها في أغسطس الفارط إلى مكتبة الأستاذ السقاف ولم تبارح ذاكرتي، لا لكرم الرجل وبشاشته وبساطته ودماثة خلقه، فحسب، بل ولحبه وسخائه في مد يد العون والمساعدة للباحثين وعدم تردده في العطاء والبذل لأي طلب من مكتبته الغنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فقد زودني بمجموعة من قوانين الدولة الكثيرية ودستورها الذي كان له شرف الإسهام في إعداده.

ويحتفظ الأستاذ السقاف بالعديد من الوثائق والمخطوطات والأفلام السينمائية عن وادي حضرموت ورحلات السياح والباحثين الأجانب الذين أهدوه إياها، ومن المخطوطات ما يتعلق بالأنساب، ومخطوطة نادرة عن فرقة المطرفية تحكي قصة إبادتهم من قبل عبدالله بن حمزة ناهيك عن توثيقه للتراث في حضرموت، الذي قد سبق أن طبع جزءاً منه في كتابه الموسوم «لمحات عن الأغاني والرقصات الشعبية في حضرموت» وذلك في ثمانينات القرن الفارط، ولديه كذلك كتاب مطبوع اشترك معه في كتابته الأستاذ علي بن أنيس الكاف، صادر عن دار تريم للدراسات والنشر بداية العام الجاري، عن «أابوبكر بن شيخ الكاف الزعيم الحكيم».

أما كتبه التي تنتظر من ينفض عنها الغبار ويتكفل بطبعها فهي:

-1 بلاد الأحقاف وعاد الأولى والنبي هود.

-2 محاضرات عن المكتبات والتوثيق.

-3 مصطلحات الوثائق الشرعية بوادي حضرموت.

-4 الوثائق اليمنية والتوثيق.

-5 شخصيات يمنية معاصرة.

-6 حامد المحضار كما عرفته.

-7 سلطنة بروناي.

-8 مدينة سيئون.

-9 مدينة شبام.

وعلى الرغم من تجاوز عمره الثمانين ونيفاً من السنين إلا أن للأستاذ جعفر السقاف «مكتب توثيق جعفر السقاف للتراث والثقافة» ومقره سيئون، وللمكتب علاقات واسعة في الداخل والخارج منها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية - الرياض، والمجمع الثقافي والمكتبة الوطنية أبوظبي ونادي تراث الإمارات في أبوظبي ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث (دبي) .

وهوس الأستاذ جعفر بالوثائق والتوثيق يتجلى في اعتزازه بدرع الوثائق الذي كرمته به الجمهورية اليمنية في عام الوثائق 2005م على الرغم من الكثير من الشهادات التقديرية والأوسمة التي لا تعد ولا تحصى والتي هي الأخرى يحتفظ بها بشكل وثائقي بحسب جهة إصدارها والمناسبة وعامها..الخ.

وأخيراً نتمنى للأستاذ جعفر السقاف العمر الطويل، ولحضرموت نقول ما قاله شعراً الملك الضليل امرؤ القيس الكندي:

كأني لم ألهُ بـ«دمون» ليله

ولم أشهد الغارات يوماً بعندل

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى