في بيان صادر عن اجتماع الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني:الوطن أحوج ما يكون إلى تصفية آثار وتراكمات الصراعات وبلسمة جروحها

> صنعاء «الأيام» خاص:

> أصدرت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني في ختام اجتماعها الدوري الأسبوعي المنعقد أمس.. بيانا جاء فيه:«عقدت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني أمس الأربعاء اجتماعها الدوري الأسبوعي برئاسة د. سيف صائل خالد، نائب الأمين العام للجنة المركزية.

وقد ناقشت الأمانة العامة في هذا الاجتماع جملة من القضايا والمستجدات السياسية والتنظيمية المدرجة في جدول اعمالها.

وعند استعراضها لتطورات الأوضاع السياسية في الساحة الوطنية عبرت الأمانة العامة عن أسفها واستنكارها الشديدين للخطاب السياسي الرسمي المأزوم للسلطة، والموجه من أعلى مستوياتها والرامي أساسا إلى نكء جروح الصراعات السياسية الماضية وبعث وإذكاء موروثاتها السلبية وخاصة في المحافظات الجنوبية في إطار محاولة لتفتيت الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني ووأد حركة الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية الجارية في تلك المحافظات والوطن عموما، وإجهاض حركة التصالح والتسامح التي جرت وتجري في تلك المحافظات والتي أثمرت نتائج إيجابية هامة خدمت وتخدم التلاحم الوطني والمصلحة الوطنية العليا للوطن، وهي الحركة التي يمكن أن تشكل نموذجا رائعا يمكن تعميمه على مستوى الوطن كله باتجاه التغلب على أضرار وسلبيات وصراعات الماضي وتعميق قيم التسامح والتصالح وتقوية عملية التلاحم الوطني.

ورأت الأمانة العامة أن هذا الخطاب السلطوي الاستفزازي يعبر في الواقع عن أزمة السلطة وعجزها عن حل المشكلات الوطنية والسياسية المتفاقمة التي يعانيها الوطن في الظروف الراهنة وبدلا من أن تتجه السلطة نحو معالجة تلك الإشكالات الخطيرة لجأت للأسف نحو نكء الجروح وإذكاء حساسيات صراعات الماضي، ومواصلة التحريض ضد المعارضة الوطنية وضد حركة الجماهير واعتصاماتها السلمية ومطالبها الديمقراطية العادلة.

وأكدت الأمانة العامة أن الوطن قد عانى من نزيف وصراعات سياسية كثيرة سواء في الشمال أم الجنوب في فترات تاريخية سياسية مختلفة وكانت لها انعكاسات وآثار سلبية ضارة على التطور الوطني والوحدة الوطنية، والوطن اليوم احوج ما يكون وفي هذه الظروف بالذات إلى تصفية آثار وتراكمات تلك الصراعات وبلسمة جروحها وآخرها حرب صيف 94م المشؤومة وتكريس عملية التصالح والتسامح بما يحقق ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية والسلم الأهلي الاجتماعي وبما يحقق الاستقرار والرخاء والعدالة وتسوية الملعب الوطني كله والتوجه أكثر وأكثر نحو المستقبل.

وجددت الأمانة العامة تأييدها لحركة الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات الشعبية السلمية الجارية في المحافظات الجنوبية وبصورة قوية ومتواصلة وفي اطار التفاف شعبي واسع.

كما تجدد تأييدها لحركة الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية التي بدأت في عدد من المحافظات الشمالية، وتؤكد على أهمية استمرارها وتوسيعها بما يخلق أكبر قدر من الترابط الوطني والحركة الشعبية الوطنية المشتركة والعادلة في عموم محافظات الوطن، وبما يجسد وحدة معاناة الشعب ووحدة نضاله الوطني ضد الظلم والفساد والاستبداد، ومن اجل التغيير والإصلاح الشامل.

وعبرت الأمانة العامة عن رفضها وإدانتها لإجراءات القمع الموجهة ضد الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية السلمية بما فيها ممارسة عملية القتل والتصويب والاعتقالات للناشطين السياسيين في هذه التظاهرات، وتطالب بالكف عن هذه الأساليب اللا ديمقراطية ومحاسبة الدوائر والأجهزة الآمرة والمنفذة لقمع الحركة الشعبية وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والمعتصمين سلميا مما نتج عنه قتل العديد منهم وإصابة آخرين.

كما تطالب بالإفراج عن المعتقلين على ذمة هذه الاعتصامات وفي المقدمة الأخوان حسن أحمد باعوم، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وناصر علي النوبة، رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين.

وترى الأمانة العامة أن المدخل الطبيعي لمعالجة المشكلات الوطنية المتفاقمة والوضع السياسي المأزوم برمته يكمن في تصفية آثار حرب صيف 94م وإصلاح مسار الوحدة واستعادة المضمون السلمي الديمقراطي لوحدة 22 مايو 1990م وإجراء اصلاح وطني سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي شامل، وبناء دولة وطنية ديمقراطية عادلة.

كما أن التحديات والمخاطر الراهنة التي تواجه الوطن تتطلب أكبر قدر من التماسك والتلاحم الوطني العريض وتسريع عملية التغيير والإصلاح الشامل على قاعدة الحفاظ على الوحدة والثوابت الوطنية والقومية والدينية والإنسانية.

ولاحظت الأمانة العامة بأسف أن الحوار الذي بدأ في عدن بين الأحزاب السياسة الممثلة في البرلمان يفتقد حتى الآن للجدية المطلوبة وعدم استشعار الحزب الحاكم بالمسؤولية الوطنية والمخاطر التي تواجه البلاد وعدم تهيئة عوامل الثقة والظروف الملائمة لنجاح الحوار، ولن تكون لهذا الحوار أية فائدة إذا لم يتسم بالجدية والمسؤولية الوطنية وإن لم تكن ضمن أولوياته مناقشة المشكلات الوطنية والسياسية المتفاقمة ومطالب الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية السلمية الجارية في المحافظات الجنوبية والوطن عموما.

وطالبت الأمانة العامة منظمات الحزب في المحافظات بمزيد من الفعالية والارتباط بحركة الجماهير ودعم مطالبها العادلة وتوطيد تجربة العمل المشترك مع أحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني باتجاه تلبية مطالب وتطلعات جماهير الشعب على طريق التغيير لبناء وطن معافى قوي ومزدهر وسعيد حقا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى