قصة حياة الحارس الدولي سالم عوض

> «الأيام الرياضي» عبدالله مهيم:

> نجم هذا العدد هو حارس فريق نادي حسان والمنتخب الوطني لكرة القدم والمحترف حاليا في نادي النصر العماني سالم عبدالله عوض الذي تخرج من أكاديمية حسان لكرة القدم.

بدأ سالم عبدالله عوض ممارسة كرة القدم منذ نعومة أظافره في حي (سواحل) بمدينة زنجبار، التي تنام وتصحو على الساحرة المستديرة، واختار منذ البداية مركز الحراسة الذي أحبه كثيرا، ويتطلع إلى التألق فيه ليصبح الحارس الأول في البلاد مستقبلا.

لفت سالم نظر كل المتابعين مبكرا، عندما كان يشارك في بطولات الفرق الشعبية التي تنظم في زنجبار وضواحيها وخصوصا دوري رمضان الذي ينظمه نادي حسان سنويا ويحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة ويعتمد عليه المدربون في اكتشاف المواهب، فكان حارس فريق (الوصل) هو حديث الناس بعد كل بطولة واطمأن مدرب الحراس في نادي حسان على مركز الحراسة في ظل بروز مواهب مثل موهبة السالم.. وكبرت طموحات سالم مع مرور الوقت، وكان يتمنى أن ينتقل من اللعب في دوري الحواري إلى الدوري الرسمي، ويتطلع إلى المستقبل بروح الواثق.

البداية كانت في خنفر

كانت آمال الموهبة (سالم) تنحصر في الحصول على فرصة للظهور وتقديم أوراق اعتماده للجمهور كحارس قادم بقوة، لكن آماله اصطدمت بصخرة كبيرة تمثلت في وجود حارسين كبيرين في الفريق الحساني الأول هما فوزي بامهيد وجاعم ناصر، فلم يكن أمامه إلا خيارين فقط، إما الانتظار في حسان حتى تأتي الفرصة والتي كانت تبدو بعيدة، أو البحث عن فرصة مع فريق آخر غير معشوقه (حسان) ففضل الخيار الثاني، وشد الرحال إلى الجار (فريق خنفر) الذي كان يستعد لخوض منافسات دوري المحافظة، ولعب معه موسما كاملا أثبت خلاله أنه حارس متميز قادم بقوة.

نقطة التحول

الموسم الذي لعبه سالم لخنفر رغم نجاحه فيه إلا أنه لم يلب طموحه، وكانت أمنيته الذود عن المرمى الحساني، وهي الأمنية التي تحققت فيما بعد وتحديدا في موسم 2000/2001 عندما انتقل الحارس الدولي فوزي بامهيد إلى نادي الهلال الساحلي، وبدأ سالم مشواره في حسان إلى جانب زميله جاعم ناصر، وهذه كانت نقطة الانطلاقة الأولى نحو النجومية،حيث لم يقعد سالم كثيرا على مقاعد الاحتياط فسرعان ما وجد نفسه حارسا أساسيا للشباك الحمراء بعد إصابة جاعم وهي الفرصة التي كان يتمناها منذ الصغر وتمسك بها بعد ذلك.

منعطف مهم

لم يقف طموح سالم عند الوقوف بين خشبات مرمى حسان، حيث كان يرى أن إمكانياته تؤهله إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير وتحقيق أمنية أي لاعب بتمثيل منتخب بلاده.. ومثلما كان يتمنى فرصة حتى وإن كانت مثل خرم الإبرة لإثبات قدراته كانت أمنيته مثل ذلك بالنسبة للمنتخب، ففي عام 2002 كان منتخب الشباب على موعد للمشاركة في تصفيات القارة الآسيوية وأسند الاتحاد العام مهمة قيادة وتشكيل المنتخب إلى الألماني سبيتلر الذي بدأ ينزل إلى المحافظات ويقيم تجمعات يجري خلالها اختبارات للاعبين من أجل اختيار قائمة المنتخب الأولية.. استقبل سالم الفرصة التي كان ينتظرها بسرور وثقة، وعند أول مشاهدة له اختاره سبيتلر ضمن قائمة المنتخب، وكان الحارس الأساسي في تلك التصفيات التي استضافتها سوريا، وأعلن يومها قدوم حارس متمكن سيكون له شأن في القريب العاجل.

الحارس الأول

واصل سالم تألقه في الملاعب مع فريقه حسان وكان أحد أهم أسلحة الفريق الريفي ما جعله دائما في قائمة أي منتخب يتم تشكيله، وظل لسنوات احتياطيا في المنتخب الأول نظرا لوجود حراس متألقين من ذوي الخبرة وفي مقدمتهم الأخطبوط معاذ عبدالخالق، لكنه كان يثق أن الفرصة ستأتي وسوف يصبح يوما ما الحارس الأول في البلاد، وهو ما تم فعلا مطلع عام 2006م واستمر حتى يومنا هذا.

التحليق خارجياً

تألق سالم الدائم جعله محط أنظار الجميع، حيث انهالت عليه العروض المحلية وبمبالغ خيالية إلا أن رفض إدارة حسان التفريط به حال دون اللعب بعيدا عن محافظة النجوم باستثناء موسم فقط مع أهلي صنعاء وهو الأسوأ بالنسبة له نظرا لعدم مشاركته إلا في مباريات قليلة بعدد أصابع اليد الواحدة مكتفيا بالجلوس احتياطيا خلف الدولي معاذ عبد الخالق .. وعلى الرغم من أنه ظل حسانيا وفيا إلا أن ذلك لم يمنع الاستعانة به خارجيا حيث شارك مع ناديي الأهلي والتلال في بطولتي أبطال آسيا وأبطال العرب، وكانت مشاركته مع الأخير رائعة بما تعنيه الكلمة من معنى.

موسم 2006/2007 كان نقطة مهمة في مسيرة سالم الرياضية حيث احترف خارجيا مع فريق النصر العماني ولايزال حتى الآن في موسمه الثاني، ومثلما كان التألق حليفه في الملاعب المحلية كان كذلك على الملاعب الخارجية العمانية، حيث كان الحل لأزمة مركز الحراسة التي يعانيها فريق النصر، وساهم معه في تحقيق كأس خريف صلالة 2007م والوصول إلى نصف نهائي بطولة أبطال الخليج، ولاتزال الفرصة مواتية للوصول إلى النهائي كأبرز إنجاز نصراوي على مستوى الخليج.. أما على المستوى الشخصي فقد لفت سالم نظر الجميع في عمان بمستواه حتى أن مدرب المنتخب العماني كالديرون اختاره ضمن صفوف المنتخب قبل أن يعرف أنه حارس منتخب اليمن ولاعب محترف في عمان، كما أنه حصل على لقب أفضل حارس في البطولتين التي شارك فيهما (بطولة كأس الاتحاد العماني وبطولة كأس خريف صلالة).

وليست هذه النهاية، فلايزال حارسنا الدولي وأسد الشباك ينثر إبداعاته في الملاعب العمانية ناقلا صورة مشرفة للكرة اليمنية.

البطاقة الشخصية

< الاسم: سالم عبدالله عوض سعيد.

< مواليد: 1يناير 1984م.

< الطول: 176 سم.

< المركز: حارس مرمى.

< رقم الفانلة: 25.

< المباريات الدولية: 36 مباراة.

< الحالة الاجتماعية: أعزب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى