قضايا ينبغي حلها

> «الأيام» محمد سيف العمراني:

> المشاكل الجمة التي يعانيها أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية هذه الأيام ليست مجرد مشكلة المسرحين من وظائفهم بعد حرب 1994م ولا مشكلة المتقاعدين من الإخوان العسكريين والمدنيين وحسب، ولا مشكلة من نهبت أراضيهم بل إن المشكلة أعمق من ذلك.

لا شك أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة والعادلة من خلال اعتصاماتهم واحتجاجاتهم، إلا أن السلطة تحاول جاهدة امتصاص غضب الجماهير لتحجيم قضاياهم وتصر على أن الأمور يمكن معالجتها ولا ينبغي أن تصل إلى هذا المستوى من الاعتصامات والاحتجاجات، فحلول معالجتها للأمور هو عودة بعض العسكريين إلى أعمالهم وإصدار الوعود بزيادة المعاشات للمتقاعدين وتسويتها ومعالجة قضايا الأراضي.

إن التحول الكبير الذي حصل لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بعد حرب 1994م أثر على وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، حيث كانوا قبل قيام الوحدة اليمنية معتمدين على النظام القائم آنذاك في توفير سبل العيش الأساسية والرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل، وبفقدانه أثر على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، ولو أجرينا مقارنة نجد أن راتب الموظف البسيط كان يكفي لإعالة أسرة بكاملها لتغطية نفقات معيشتها، لكن اليوم راتبه لا يكفيه لسد نفقات أسرته لمدة أسبوع، نعم إذا قلنا إن الفجوة كبيرة بين ما نعايشه وبين أقاويل السلطة بأنها ستعالج الأمور، لكن في اعتقادي أنها لن تستطيع إيجاد الحلول الشاملة إذا لم تعترف بأن هناك قضايا ينبغي حلها بقرار سياسي، واعترافها أن كل ما جرى بعد حرب 1994م كان نتيجة أخطاء سياسية ارتكبت بحق أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية أدت إلى تهميشهم، ويكفي ما لحق بهم من أخطاء أثناء حكم النظام السابق في الجنوب كالتأميم، لكن بعد أن تحققت الوحدة في الـ 22 من مايو 1990م استبشروا خيرا بأن أمانيهم وتطلعاتهم ستتحقق، لكن كل ذلك لم يحصل، وباتوا غير قادرين على أخذ نصيبهم من العيش الكريم في وطنهم، واصطدموا بواقع أمر مما لحق بهم، فالأوضاع جد صعبة نتيجة الفساد المستشري.

إن الممارسات الخاطئة التي تأتي من بعض القيادات السيئة أدت إلى تعميق الجرح والشعور بأن الوطن لهم وليس للكل، مع أن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية قدموا أرواحهم في سبيل الحفاظ على الوحدة، ومع ذلك شعروا بأنهم انفصاليون، فمطالبتهم بحقوقهم لا تعني تخليهم عن وحدتهم كما يروج البعض. ينبغي على السلطة طرح القضايا ومناقشة أسبابها لإيجاد الحلول دون الهروب، فالحلول الجزئية والفردية لا تفيد، والوطن بحاجة إلى قرارات سياسية شجاعة لتجاوز أخطاء الماضي، ورسم آفاق الوطن ليتسع للجميع دون الشعور بالتمييز بين أبنائه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى