اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعارضون تسلل تنظيم القاعدة الى مخيماتهم

> عين الحلوة «الأيام» لمياء راضي :

>
تؤكد الفصائل الفلسطينية تصميمها على منع تنظيم القاعدة من التسلل الى مخيم عين الحلوة معقل المتطرفين واكبر مخيمات اللاجئين في لبنان.

ويقول ماهر عويد القائد العسكري في مجموعة "انصار الله" لوكالة فرانس برس "ان كل القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، القوى الاسلامية وغير الاسلامية، ستحارب اي دخيل يحاول التسلل الى المخيم".

ويضيف "لن نسمح لتنظيم اجنبي بان يقيم بين الفلسطينيين في لبنان".

ويقع مسجد النور، معقل الاسلاميين، في وسط مخيم عين الحلوة في ضواحي صيدا كبرى مدن جنوب لبنان.

وفي السنوات الاخيرة تمركزت مجموعات متطرفة تربطها علاقات بتنظيم القاعدة في عين الحلوة مستفيدة من ظروف الحياة البائسة في المخيم المكتظ بنحو 45 الف نسمة وفق الاونروا (منظمة غوث وتشغيل اللاجئين) فيما تقدر المصادر الفلسطينيية عدد المقيمين فيه بنحو ثمانين الفا.

وكانت السلطات اللبنانية قد اتهمت في الاشهر الاخيرة فلسطينيين من مخيم عين الحلوة بتنفيذ اعتداءات على القوات التابعة للامم المتحدة والمنتشرة في جنوب لبنان من نهر الليطاني الى الحدود مع اسرائيل.

ويقول مسؤول حركة فتح (بزعامة محمود عباس) في المخيم منير المقدح "لن نسمح بان يتحول المخيم الى ملجأ للمجرمين. لقد اتفقت كل الفصائل على تسليم المشتبه بهم فورا الى الدولة اللبنانية".

ويدل تشدد الفصائل الفلسطينية على خشيتها من تكرار سيناريو مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة.

وكان مخيم نهر البارد الواقع في شمال لبنان مسرحا لمعارك دامية دارت بين الجيش اللبناني ومجموعة فتح الاسلام التي تحصنت داخل المخيم. وقد استمرت هذه المواجهات من 20 ايار/مايو الى 2 ايلول/سبتمبر واسفرت عن سقوط اكثر من 400 قتيل وادت الى نزوح سكان المخيم البالغ عددهم نحو 31 الفا.

وفي حزيران/يونيو الماضي حاولت عناصر من مجموعة "جند الشام" الاصولية المساهمة في فك الطوق عن فتح الاسلام فهاجمت حاجزا للجيش اللبناني في محلة التعمير عند الطرف الشمالي لمخيم عين الحلوة.

لكن خطوة "جند الشام" لم تثمر واعلنت المجموعة بعد اسابيع قليلة عن حل نفسها والتحاق عناصرها بمجموعة "عصبة الانصار".

ويعترف عويد بان للقاعدة وجودا ما في لبنان تجسد في مخيم نهر البارد وفي مناطق من جنوب لبنان، ويقول "ثمة عناصر تتعاون بدون شك مع القاعدة انما على اساس فردي".

وذكرت تقارير صحفية غربية بان حزب الله اللبناني الشيعي يقوم حاليا بتجنيد ناشطين من مجموعات سنية فلسطينية معتدلة خصوصا في عين الحلوة ليواجه بها نمو تنظيم القاعدة الذي يشن حربا لا هوادة فيها على الشيعة في العراق.

وعن هذه المعلومات يقول حسين رحال المتحدث باسم حزب الله "هذه تقارير لا قيمة لها ولا اساس لها ولا تستحق مجرد التعليق عليها".

ويقول مقدح "موقفنا واضح: ان لا نتورط في الخلافات الداخلية بين اللبنانيين وان لا نتحول الى بندقية يستاجرها من يدفع ثمنا اغلى".

ويمر لبنان منذ عام بازمة سياسية مستعصية تفجرت مع استقالة كل وزراء الطائفة الشيعية من الحكومة.

ويرى سهيل ناطور الخبير في الشؤون الفلسطينية "ان الوقوف الى جانب طائفة في هذا الوضع المتحرك يستجر غضب الطوائف الاخرى".

يذكر بان الفلسطينيين تورطوا بعمق في الحرب الاهلية التي شهدها لبنان (1975-1990) ثم دفعوا ثمنا باهظا خلال "حرب المخيمات" التي شنتها عليهم ميليشيات موالية لسوريا.

وعن وجود تنظيم القاعدة يقول ناطور "رغم القرار الفلسطيني فان القوى المقربة من القاعدة ستحاول تجنيد عناصر من بين الاف اللاجئين العاطلين عن العمل".

ويضيف "الحاجز الوحيد في مواجهة هذا الخطر يكمن في تحسين ظروف حياة اللاجئين والاعتراف بحقوقهم المدنية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى