أقراص الخبز (الروتي- الرغيف- الملوج) تصاب بالهزال

> «الأيام» الخضر عبدالله محمد:

>
(تعددت الأمراض والهزال واحد) لم يعد هناك ما يشغل الناس سوى لقمة عيشهم اليومي وفي ظل وضع كهذا لا يمكن للإنسان أن يتحدث عن الكماليات ويدخل ميدان المزايدات السياسية والمشاريع الخارقة دون أن يعرج على الخبز تلك المادة الضرورية التي أصبحت سبب ثراء المتاجرين من أصحاب المخابز في ظل تواطؤ الجهات الرقابية المختصة. وفي حصيلة التحقيق التالي ما يؤكد ذلك.

كل شيء بات يفصح عن انفلات غير مسبوق ولا يوجد ما يدل على أن هناك رقابة أو مواصفات ومقاييس لضبط الجودة وإعطاء كل ذي حق حقه. وعلى هذا الأساس تحول أصحاب الأفران والمخابز إلى متقطعين بأساليب فنية حديثة.. وعليكم إذا ما أردتهم شراء الخبز أن تستخدموا الميزان الحساس لكي تعرفوا فداحة الاحتيال والابتزاز الذي يمارسه أصحاب الأفران والمخابز الذين يجنون الأرباح المضاعفة نتيجة غياب الرقابة الفاعلة التي تلزمهم باعتماد موازين معينة للخبزة الواحدة بحيث يصبح وزنها معروفاً، علاوة على اعتماد الكيلو لشراء الخبز لكي يتم ضبط الاحتيال بحيث يتم تسعير الخبز (بكذا) بهدف الحد من الظلم الفادح للمستهلك الذي لا يشعر أن هناك حكومة أو دولة إلا عند استلام الفواتير ودفع الضرائب والرسوم المتنوعة من تحسين واستهلاك وضرائب أرباح وعقارات وزكاة ومجالس محلية وغيرها الكثير الكثير من صنوف وأنواع الرسوم التي تدفع إلى الخزينة العامة وفي المقابل لا توجد رقابة ولا ضبط ولا ربط وكل يعمل ما يشاء حسب هواه والفران يخبز الخبز كيفما شاء.. هزيلاً ضعيفاً قصيراً بحسب المزاج الأمر الذي حول الأمور الاقتصادية إلى فوضى عارمة وكل واحد حر بخبزه في جميع المحافظات اليمنية وضواحيها وأينما ذهبت الفوضى أمامك.

احنا نعمل ما يخارجنا

سألت صاحب أحد الأفران عن سبب هزال الخبز والروتي والرغيف فرفض الإجابة قائلا: وأنتم ما دخلكم تدخلون أنفسكم في سروال ضيق ما أحد يسألنا إلا أنتم تشغلوا أنفسكم.. قلت له: الحرية والديمقرطية تقصران على الرأي والرأي الآخر فقط ولا تشملان العبث بعيش الناس وخبزهم، فأجاب قائلاً: والله احنا مافيش معانا نظام وكل واحد يعمل ما يخارجه أنا ما يخارجني إلا هكذا أعجبهم مافيش طز.. يشرب من ماء البحر.

الخبز يتعرض للمراوغة

أحد المواطنين كان وقفاً أمام أحد المخابز وقد رد قائلاً:«إن الأمور مربوشة وكل واحد يعمل ما يشتهي وأنتم تعلمون أن الحكومة مايهمهاش عيش الناس والدليل على ذلك عدم انتشار جهة مختصة بالرقابة على أصحاب الأفران والمخابز لكي تعمل على وضع نظام معين لوزن وحجم الروتي والرغيف والخبز حتى لا يطمع هؤلاء ويمارسوا الجشع كما يحدث الآن. لقد كنت قبل أعوام أشتري بعشرين ريال خبز ونحن أسرة مكونة من شخصين والآن نحن أربعة وأشتري بمائة ريال وأحيانا بمئة وخمسين.. وهكذا بحسب قناعة صاحب الفرن الذي أشتري منه مع أنهم الآن كلهم متفقون علىابتزاز المواطن».

أربعة أقراص خبز لا تشبع الزبون

يقول صاحب أحد المطاعم الشعبية في اليمن:«إن الخبز أو الروتي أو الرغيف أصبح يعاني من الهزال وهناك زبائن يتذمرون من ضعف وهزال الروتي.. وكان الزبائن يكتفون بقرصين من الروتي فقط أو حتى واحد أما اليوم فأقل زبون لا يشبع من أربعة أقراص وفوق.. هذا تجده زعلان وغير راض عن خدماتنا مع أنه ليس لنا أي علاقة بصناعة الروتي لأن اصحاب الأفران والمخابز هم الذين يحتالون على المواصفات والمقاييس من أجل مضاعفة مكاسبهم.. وهذا يتم برضى الجهات الرقابية التي لا تسألهم عن هذه المخالفات والاحتيال والواضح وضوح الشمس على قوت الناس وخبزهم اليومي».

من المسؤول عن هذا؟

وخلاصة القول وإن كان الموضوع متشعباً لأهميته إلا أن عدم اهتمام الجهات المعنية بالحكومة بخبز الناس هو الذي دفع الجشعين من أصحاب الأفران والمخابز لممارسة الاحتيال الواضع والكسب السريع على حساب الاستقرار الاقتصادي والمعيشي للمواطن الغلبان، والحكومة هي المسئولة عنكل هذا العبث والفوضى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى