حزب التحرير يريد اقامة الخلافة الاسلامية ويثير الجدل في لبنان

> بيروت «الأيام» رنا الموسوي :

> رغم مرور اكثر من سنة على حصوله على ترخيص بالعمل لا يزال حزب التحرير الاصولي السني يثير الجدل في لبنان بين مختلف القوى السياسية، خصوصا انه لا يخفي سعيه لاقامة الخلافة الاسلامية ولا يعترف بحدود لبنان ولا بدستوره ولا بتركيبته الاجتماعية التعددية.

وقال احمد القصص المتحدث باسم حزب التحرير في لبنان لوكالة فرانس برس "نحن نعتبر ان لبنان ديكور دولة، وهو ثمرة الاستعمار الفرنسي".

واضاف "لا يمكن الحديث حتى عن مجتمع لبناني، لانه لا وجود لشعور واحد يجمع بين ابنائه. انه وضع اسوأ من القبائل"، في اشارة الى الطوائف ال18 المسيحية والمسلمة التي تتعايش معا منذ قرون.

وقد أسس حزب التحرير في العام 1953 رجل دين فلسطيني من القدس هو تقي الدين النبهاني، وانتشر لاحقا في دول عدة عربية واسلامية رغم حظره في معظمها.

ويتواجد هذا الحزب ايضا وبقوة في الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى وفي اندونيسيا.

وهدف هذا الحزب هو اقامة "دولة الخلافة"، اي دولة اسلامية واحدة تضم كل البلدان الاسلامية ويشكل لبنان "ولاية" فيها.

وقد حصل هذا الحزب السني في لبنان على "علم وخبر" في العام 2006 من وزارة الداخلية اللبنانية.

وهذا ما يثير استياء بعض القوى في لبنان حيث ادت المعارك الاخيرة في نهر البارد بين الجيش اللبناني ومجموعة فتح الاسلام الاصولية السنية الى التساؤل حول المخاطر التي تمثلها التيارات الاسلامية الراديكالية.

وتساءل جبران باسيل المسؤول في التيار الوطني الحر (معارضة مسيحية) "كيف يمكن للحكومة ان تعطي علما وخبرا لحزب لا يعترف بالدولة ولا بدستورها ولا بكيانها؟".

واضاف "انها تتبع سياسة التعايش مع واقع التطرف".

ويرفض احمد فتفت وزير الشباب والرياضة حاليا الذي كان وزيرا للداخلية عندما اعطي الحزب ترخيصا بالعمل عام 2006 ان يكون قراره هذا شجع على التطرف الديني.

وقال "من الافضل الا تعمل مثل هذه الاحزاب سرا من اجل امن البلاد" مضيفا ان "هؤلاء الاشخاص متطرفون فكريا انما ليس عمليا".

واوضح القصص ان حزب التحرير "حزب سياسي ولسنا تنظيما عسكريا" مضيفا ان "حزب التحرير لا يقوم باعمال مادية".. واكد "لن نلجأ الى السلاح لبلوغ هدفنا".

ويبدو ان وجود المسيحيين في لبنان لا يطرح اي مشكلة بالنسبة لهذا الحزب. وقال المتحدث باسمه في هذا الصدد "يمكن للمسيحيين ممارسة دينهم بكل حرية لكن من الطبيعي كونهم غير مسلمين الا يصبحوا حكاما".

واكد "طبعا على المراة ان تتقيد باللباس الشرعي في الشارع".

ويعد هذا الحزب المتواجد خصوصا في شمال لبنان "عشرات" الناشطين. لكن القصص يقول ان القاعدة الحزبية اوسع من ذلك.

واقر بان "الغالبية لبنانيون، لكن لدينا انصارا في مخيمات اللاجئين" الفلسطينيين.

عن علاقته بحزب الله الاصولي الشيعي في لبنان قال القصص "نحن نلوم حزب الله على تخليه عن مشروع الدولة الاسلامية".

اما الاحزاب الاسلامية اللبنانية الاخرى فهي تتعاطف مع حزب التحرير لكنها تتمايز عنه في الاسلوب.

وقال رئيس الحركة السلفية في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال لفرانس برس "لا يسعنا انكار حقيقة الاختلاف معه في قضايا فكرية ومنهجية عملية ما قد يؤدي الى تباعد في المسيرة المشتركة".

واضاف "ان حزب التحرير (يتعامل) مع مشروع الدولة المسلمة بشكل اختصر اي شيء آخر تقريبا" مشيرا الى ان "جل الجماعات والدعوات النافذة في العالم الاسلامي لا تعطي الاولوية لهذا المشروع وان كانت تؤمن به وتدعو اليه".

وتابع "ان تحقيق مشروع الخلافة الاسلامية يبدو بعيدا وصعبا".

وبالرغم من حصوله على "العلم والخبر" الا ان هذا الحزب هو اشبه بالتنظيمات السرية و"اميره"، الاردني عطا ابو رشتى، يعيش في مكان سري. واوضح القصص ان الاتصال ب"مكتبه" يتم عبر الانترنت "لكن لا احد يعرف مكانه". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى