> «الأيام الرياضي» محمد صبري:
عبد الرحمن سعيد إسم لطالمنا أمتعنا وأطربنا بأروع السيمفونيات الكروية الخالدة على مدار سنوات طويلة، ولكن كلاعب كرة القدم، وفي الآونة الأخيرة دخل عالم التدريب والبداية كانت مع منتخب الناشئين خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ومن ثم باقي المنتخبات الوطنية كالناشئين والشباب والأولمبي .. وقبل عدة شهور دخل مرحلة جديدة في هذا المجال ألا وهو تدريب الأندية عندما استلم مهمة تدريب الفريق الكروي الأول لنادي الشعب الصنعاني.. بن سعيد أو الملك كما يحلو لمحبيه أن يسموه كان معنا في لقاء شيق وجميل، وحدثنا عن عالمه الكروي الجديد وعن مواضيع أخرى كثيرة .. وبالفعل وبلا مبالغة، فإن هذا اللقاء سأحتفظ به في أرشيفي الخاص، ليس لأنه مع نجم كبير بحجم الكابتن عبد الرحمن سعيد، وليس لأنه أكثر اللاعبين اليمنيين خوضاً للمباريات الدولية، ولا لأنه اللاعب اليمني الوحيد المشارك أربع مرات متتالية في تصفيات كأس العالم .. ولا لأنه رفع بيديه درع الدوري العام كقائد ثلاث مرات، بل للثقافة الكروية العالية التي أبداها هذا النجم وللمواضيع الهامة التي تطرق إليها في هذا اللقاء، وأتمنى من لاعبي اليوم أن يسيروا على دربه المتميز.. وأن يتمعن الجميع في ما قاله في هذا الحوار..!!
? كيف تقيم تجربتك في التدريب بعد مشوارك لموسم كامل مع شعب صنعاء؟
- بدأت باستلام الفريق بتاريخ1/4/2007م أي أن الفترة التي قضيتها مع الفريق هي تقريباً خمسة أشهر فقط مع العمل على الاعتماد على اللاعبين الشباب من أبناء النادي وهذه رؤية الدكتور يحيى الشعيبي وهي رؤية مستقبلية في إيجاد لاعبين شباب بإمكانهم خدمة النادي لسنوات قادمة ومنح استغناءات للعديد من اللاعبين الكبار، ولهم مطلق الحرية في الانتقال للنادي الذي يرغبون في الانضمام إليه أو النادي الذي يطلبهم والعمل بالحديث النبوي (لاضرر ولا ضرار).. قد يرى البعض أن التجربة ناجحة ويرى البعض أنها فاشلة، وأنا أقول .. أنني أستفيد من تجربة الفشل أشياء كثيرة وقد لا أستفيد أبداً من النجاح.
? كيف؟
- لان النجاح تجربة جاهزة تقدم لك في طبق ذهبي وأنت لا تنظر إلى الطريق الذي أوصل إليك هذا الطبق لأنه لا فائدة من تذكره أو ذكره بالنسبة للناجح غالباً.. ولكنك تبهر بذلك المنظر لذلك الطبق.. ولكن الفشل يعلمك ويجعلك تتوقف وتفكر في أسباب الفشل سواء أردت أو لم ترد، فيضيف إلى معلوماتك أشياء جديدة، كما أن الفشل يذكر دائماً بروح الشجاعة والمواجهة فهو للمتفهم معركة وصراع لا يخلو من متسع وإن لم تشعر بها في وقتها، وإذا لم تجرب الفشل فلن تتذوق الطعم الحلو للنجاح.
? قد تقيمه بأنه ناجح بحكم ضخ دماء شابة جديدة في الفريق وبحكم التعلم من الفشل كما قلت، ولكن المطلوب أولاً وأخيراً هو الصعود وهو ما لم يتحقق معك؟
- الصعود إلى الدرجة الأولى حق مشروع لكل الأندية المشاركة في الدوري والصعود سهل جداً.. ولكن البقاء ضمن الكبار هو الصعب، لذلك لا بد من إيجاد دماء شابة، وإكسابها الخبرة ومنحها الثقة ثم العمل على الصعود للمنافسة على المراكز الأولى، أما العمل على أن يكون الفريق موسم صاعد وموسم هابط، فهذا هو العمل العشوائي وإضاعة الوقت وتحطيم الشباب.
? علمنا أن هناك من يحاربك من داخل نادي الشعب، فهل هذا صحيح؟
- لتصحيح هذا السؤال لا يوجد من يحاربني داخل نادي الشعب فالكل يهمهم مصلحة النادي واللاعبين، وإن وجدت محاربة من خارج النادي فهذا أمر طبيعي يحدث في أحسن الأندية لأناس كانت لهم مصلحة فانتهت صلاحيتهم ومصلحتهم.
? هذا يعني وجود من يحاربك!
- أنا لا أعير هذا الموضوع اهتماماً لأنني أتعامل مع إدارة لها وزنها بقيادة الدكتور يحيى الشعيبي والأستاذ راجح القدمي والكابتن فياض بغدادي والأستاذ علي العواضي.
? كيف كان رد إدارة الشعب على تقريرك للموسم الفائت، وهل كانت هناك ملاحظات؟
- التقرير كان مفصلاً عن الفريق منذ استلامي له وحتى آخر مباراة، و يحوي التقرير تقييماً للدورين الأول والثاني وتقييما لأداء اللاعبين وأبرز السلبيات والإيجابيات والتوصيات وكل ما يتعلق بالفريق الأول والرديف.
? هل صحيح أن الدكتور يحيى الشعيبي طلب منك مواصلة مشوارك مع الفريق حتى الموسم المقبل؟
- نعم، طلب مني الدكتور المواصلة مع الفريق ومنحني كافة الصلاحيات وهذه ثقة كبيرة أفتخر بها.
? هناك أنباء عن احتمال سفرك خلال الفترة القادمة لخوض دورة تدريبية في ألمانيا، هل من الممكن تسليط الضوء على هذه الدورة؟
- هذه الدورة معروفة وقد شارك فيها العديد من المدربين اليمنيين بمعهد لايبزج بألمانيا وكان آخرهم الكابتن عادل المنصوب، وهي دورة تستمر لفترة خمسة إلى ستة أشهر، وقد تقدم لها العديد من المدربين والاختيار سيتم لاحقاً عبر السفارة الألمانية بصنعاء لمدرب أو إثنين.
? وماذا إن تعارض موعد الدورة مع فترة تدريبك لفريق الشعب، فلمن ستكون الأولوية؟
- إدارة الشعب متفهمة وواعية ولا تمانع إذا تم اختياري لهذه الدورة كونها ستفيدني كثيراً وعبرها سأقدم ما استفدت عملياً للنادي واللاعبين، لذلك هناك ضوء أخضر من الدكتور يحيى الشعيبي بخصوص هذا الموضوع.
? هناك إشاعات تتردد في مدينة الحديدة بأنك ستقوم بتدريب نادي الهلال، هل هناك مفاوضات أو ما شابه؟
- طالما أن هناك إشاعات فهي تبقى إشاعة ولم يتحدث معي أحد بشأن هذا الموضوع.
? هل هناك أسماء شعباوية شابة ترى أنها سيكون لها مستقبل مع الكرة اليمنية؟
- هناك العديد من الوجوه الشابة بنادي الشعب سيكون لها مستقبل مع الكرة اليمنية بإذن الله تعالى ولكن بشرط التزامهم بالتمارين وعدم السهر والابتعاد عن القات واحترام المشرفين، ومن يسير على غير هذا فلا مستقبل كروي له ولا مستوى ثابت ومتطور، ومن الأسماء التي أرى أن لها مستقبل: شادي عصام، صلاح الزريقي، خالد قائد، إياد هديان، علي البعداني، علي الصيادي، عادل العرجلي، محمد الذاري، رفيق الحدا، علي العراسي، محسن الدوم، أكرم الشاطر، ابراهيم الوصابي، عارف بيرق، وهمام علايه.
? ما سبب ابتعادك عن التدريب في المنتخبات الوطنية في الآونة الأخيرة بعد أن عملت سابقاً مع منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، هل هو تهميش من اتحاد الكرة، أم رغبتك في خوض مغامرة جديدة، أم ماذا؟
- تدريب المنتخبات مسئولية كبيرة، وربما أن اتحاد كرة القدم يريد أن يمنح الفرصة للعديد من المدربين الوطنيين حتى لا يظن البعض أن التدريب حكراً على أحد، وربما لأشياء أخرى، الله أعلم.
? البعض يقول بأن الكابتن أمين السنيني هو من يختارك دائماً لمعاونته ولولاه لما دربت في المنتخبات، ما ردك؟
- للمدرب الحق في اختيار الجهاز والطاقم الذي يعمل معه وهو من يتحمل مسئولية ذلك، والمدرب الوطني القدير أمين السنيني هو من اختارني للعمل كمساعد ضمن صفوف منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي وهو مدرب يعمل بتفان وإخلاص وصاحب شخصية وهيبة، وهو مدرب يحترم نفسه ويحترم من يعمل معه واختياره كأفضل مدرب لهذا الموسم من قبل الجماهير يؤكد صدق كلامي.
? وعلى العكس هناك من يقول أنك مدلل من قبل اتحاد القدم بحكم علاقتك القوية بالشيخ أحمد العيسي رئيس اتحاد القدم، والدليل هو إقامة مهرجان مميز لاعتزالك وبحضور فريق كبير بحجم العين الإماراتي، بالإضافة إلى ميزات أخرى، فماذا تقول؟
- لا يوجد دلال ولا هم يحزنون، جاءت فترة عملت فيها مساعداً و انتهت تلك الفترة .. أما من ناحية العلاقة فعلاقتي بالجميع جيدة ولا أحمل حقداً على أحد ولا توجد مميزات تمنح لي أفضل من غيري، كما أن هناك الكثير من المهرجانات التي أقيمت مثل مهرجاني اعتزال شرف محفوظ و الغرباني.. أما بالنسبة لمهرجان الاعتزال فأشكر كل من سعى وأحضر نادي العين الإماراتي وهذا فخر كبير لي، وبمناسبة ذكر مهرجان اعتزالي أود أن أقول أن يومها تفاعل البعض وأعلن أنه قدم دعماً وتبرعا، ورغم مرور أكثر من عام إلا أن الكثير منهم أخلف وعده، ولا أود هنا أن أذكر أسماء ولكن للتوضيح فقط.
? بعد تدريبك للشعب كيف ترى الفرق بين التدريب في الأندية وفي المنتخبات، وما هو الأصعب؟
- وضع الأندية صعب جداً، من عدة نواحي منها شحة الإمكانيات، الملاعب الترابية، ظروف اللاعبين ومشاكلهم، وعدم انضباط اللاعبين لأنهم هواة، لكن الوضع في المنتخبات يختلف كثيراً، لتوفر كل سبل النجاح من إقامة معسكرات خارجية وداخلية في أرقى الفنادق ووجود الملاعب الصالحة والأدوات الخاصة باللاعبين وإجراء الكشوفات الطبية والتغذية الجيدة، وتقديم الحوافز والمكافآت والمرتبات الشهرية التي تجعل اللاعب أكثر استقراراً.
? الكثير من المحللين والنقاد يقولون بأن زمن الكرة الجميلة واللعب الأصيل قد ولى وبأن الموهبة انعدمت، وبحكم أنك كنت أحد نجوم الزمن الجميل، كيف ترى هذا التعليق؟
- من وجهة نظري، فإن الكرة الجميلة واللعب الأصيل لم ينتهيان، كما أن بلادنا مليئة بالمواهب والمبدعين في كل المجالات لكن تفكير اللاعبين تغير، فأصبح التفكير أولاً في كيفية الحصول على المال في ظل الاحتراف الذي لم نبدأ به بعد، ومن ثم يكون العطاء.
? ولكن من حق اللاعب أن يحسن وضعه المادي؟!
- أنا لا أمانع في أن يفكر اللاعب في تحسين وضعه المادي والمعيشي ولكن أرى أنه إذا فكر في رفع مستواه وطور من نفسه، فإن سعره سيزداد تلقائياً ويحسن دخله، لذلك فإن اللاعب بحاجة إلى توعية وتثقيف وحالياً لا نشاهد لاعباً يؤدي التمارين بمفرده لرفع مستواه وكفاءته كما كان سابقاً في أيام الإجازات بينما الاتجاه إلى القات قاتل الموهوبين والمبدعين هو السائد.
? نشكرك على سعة صدرك .. وكلمة أخيرة؟
- في الأخير أقول لكم كل عام وأنتم بخير، وأشكر صحيفة «الأيام الرياضي» على هذا الحوار وأشكرك أخ محمد، وإن شاء الله أكون وفقت في حديثي معكم.
بن سعيد على هامش اللقاء
- الخطط والبرامج وجهان لعملة واحدة .. فلا خطط بلا برامج ولا برامج بلا خطط بهدف الوصول للأهداف المرسومة.
- من السهل أن يبرز أي شخص السلبيات في عمل ما .. ولكن أتمنى من الذي يبرز السلبيات أن يعطينا البدائل .. بدلاً من الكلام بلا فائدة.
- الفارق كبير بين زمن الهواية والاحتراف حيث تكون العلاقة في الأولى قائمة على الولاء والانتماء للنادي واللاعب نفسه لا يفكر في مغادرة فريقه والانتقال إلى ناد آخر ولا توجد قوانين دقيقة تحدد العلاقة، بينما في زمن الاحتراف فإن العلاقة واضحة وجلية وتحتكم إلى القوانين المحددة للحقوق والواجبات.
- إذا كنا نريد ضمان سير نجاح اللعبة محلياً وتنظيم العلاقة بين النادي واللاعب، فلا بد من أن تنتقل كرتنا اليمنية من الهواية إلى الاحتراف.
- من أجمل ما قرأت: (العلم ليس شهادة والشهادة لا تمثل العلم)، فالشهادة من وجهة نظري ما هي إلا غلاف لكتاب فلا فائدة في غلاف بلا محتوى ولا ينتقص من قيمة الكتاب كونه بلا غلاف.
- إنها كارثة أن نصنف من الفرق المتأخرة كروياً في تصنيف الفيفا، كنا خلال السنوات الماضية نغض الطرف عن التصنيف ونقول أننا نعيش مرحلة انتقالية، ولكن الواقع أثبت غير ذلك.
- وضع الرؤوس في التراب لا يوصل إلى الغايات المنشودة بل بالجهد والعمل والتخطيط المدروس وليس بالارتجال.
? كيف تقيم تجربتك في التدريب بعد مشوارك لموسم كامل مع شعب صنعاء؟
- بدأت باستلام الفريق بتاريخ1/4/2007م أي أن الفترة التي قضيتها مع الفريق هي تقريباً خمسة أشهر فقط مع العمل على الاعتماد على اللاعبين الشباب من أبناء النادي وهذه رؤية الدكتور يحيى الشعيبي وهي رؤية مستقبلية في إيجاد لاعبين شباب بإمكانهم خدمة النادي لسنوات قادمة ومنح استغناءات للعديد من اللاعبين الكبار، ولهم مطلق الحرية في الانتقال للنادي الذي يرغبون في الانضمام إليه أو النادي الذي يطلبهم والعمل بالحديث النبوي (لاضرر ولا ضرار).. قد يرى البعض أن التجربة ناجحة ويرى البعض أنها فاشلة، وأنا أقول .. أنني أستفيد من تجربة الفشل أشياء كثيرة وقد لا أستفيد أبداً من النجاح.
? كيف؟
- لان النجاح تجربة جاهزة تقدم لك في طبق ذهبي وأنت لا تنظر إلى الطريق الذي أوصل إليك هذا الطبق لأنه لا فائدة من تذكره أو ذكره بالنسبة للناجح غالباً.. ولكنك تبهر بذلك المنظر لذلك الطبق.. ولكن الفشل يعلمك ويجعلك تتوقف وتفكر في أسباب الفشل سواء أردت أو لم ترد، فيضيف إلى معلوماتك أشياء جديدة، كما أن الفشل يذكر دائماً بروح الشجاعة والمواجهة فهو للمتفهم معركة وصراع لا يخلو من متسع وإن لم تشعر بها في وقتها، وإذا لم تجرب الفشل فلن تتذوق الطعم الحلو للنجاح.
? قد تقيمه بأنه ناجح بحكم ضخ دماء شابة جديدة في الفريق وبحكم التعلم من الفشل كما قلت، ولكن المطلوب أولاً وأخيراً هو الصعود وهو ما لم يتحقق معك؟
- الصعود إلى الدرجة الأولى حق مشروع لكل الأندية المشاركة في الدوري والصعود سهل جداً.. ولكن البقاء ضمن الكبار هو الصعب، لذلك لا بد من إيجاد دماء شابة، وإكسابها الخبرة ومنحها الثقة ثم العمل على الصعود للمنافسة على المراكز الأولى، أما العمل على أن يكون الفريق موسم صاعد وموسم هابط، فهذا هو العمل العشوائي وإضاعة الوقت وتحطيم الشباب.
? علمنا أن هناك من يحاربك من داخل نادي الشعب، فهل هذا صحيح؟
- لتصحيح هذا السؤال لا يوجد من يحاربني داخل نادي الشعب فالكل يهمهم مصلحة النادي واللاعبين، وإن وجدت محاربة من خارج النادي فهذا أمر طبيعي يحدث في أحسن الأندية لأناس كانت لهم مصلحة فانتهت صلاحيتهم ومصلحتهم.
? هذا يعني وجود من يحاربك!
- أنا لا أعير هذا الموضوع اهتماماً لأنني أتعامل مع إدارة لها وزنها بقيادة الدكتور يحيى الشعيبي والأستاذ راجح القدمي والكابتن فياض بغدادي والأستاذ علي العواضي.
? كيف كان رد إدارة الشعب على تقريرك للموسم الفائت، وهل كانت هناك ملاحظات؟
- التقرير كان مفصلاً عن الفريق منذ استلامي له وحتى آخر مباراة، و يحوي التقرير تقييماً للدورين الأول والثاني وتقييما لأداء اللاعبين وأبرز السلبيات والإيجابيات والتوصيات وكل ما يتعلق بالفريق الأول والرديف.
? هل صحيح أن الدكتور يحيى الشعيبي طلب منك مواصلة مشوارك مع الفريق حتى الموسم المقبل؟
- نعم، طلب مني الدكتور المواصلة مع الفريق ومنحني كافة الصلاحيات وهذه ثقة كبيرة أفتخر بها.
? هناك أنباء عن احتمال سفرك خلال الفترة القادمة لخوض دورة تدريبية في ألمانيا، هل من الممكن تسليط الضوء على هذه الدورة؟
- هذه الدورة معروفة وقد شارك فيها العديد من المدربين اليمنيين بمعهد لايبزج بألمانيا وكان آخرهم الكابتن عادل المنصوب، وهي دورة تستمر لفترة خمسة إلى ستة أشهر، وقد تقدم لها العديد من المدربين والاختيار سيتم لاحقاً عبر السفارة الألمانية بصنعاء لمدرب أو إثنين.
? وماذا إن تعارض موعد الدورة مع فترة تدريبك لفريق الشعب، فلمن ستكون الأولوية؟
- إدارة الشعب متفهمة وواعية ولا تمانع إذا تم اختياري لهذه الدورة كونها ستفيدني كثيراً وعبرها سأقدم ما استفدت عملياً للنادي واللاعبين، لذلك هناك ضوء أخضر من الدكتور يحيى الشعيبي بخصوص هذا الموضوع.
? هناك إشاعات تتردد في مدينة الحديدة بأنك ستقوم بتدريب نادي الهلال، هل هناك مفاوضات أو ما شابه؟
- طالما أن هناك إشاعات فهي تبقى إشاعة ولم يتحدث معي أحد بشأن هذا الموضوع.
? هل هناك أسماء شعباوية شابة ترى أنها سيكون لها مستقبل مع الكرة اليمنية؟
- هناك العديد من الوجوه الشابة بنادي الشعب سيكون لها مستقبل مع الكرة اليمنية بإذن الله تعالى ولكن بشرط التزامهم بالتمارين وعدم السهر والابتعاد عن القات واحترام المشرفين، ومن يسير على غير هذا فلا مستقبل كروي له ولا مستوى ثابت ومتطور، ومن الأسماء التي أرى أن لها مستقبل: شادي عصام، صلاح الزريقي، خالد قائد، إياد هديان، علي البعداني، علي الصيادي، عادل العرجلي، محمد الذاري، رفيق الحدا، علي العراسي، محسن الدوم، أكرم الشاطر، ابراهيم الوصابي، عارف بيرق، وهمام علايه.
? ما سبب ابتعادك عن التدريب في المنتخبات الوطنية في الآونة الأخيرة بعد أن عملت سابقاً مع منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، هل هو تهميش من اتحاد الكرة، أم رغبتك في خوض مغامرة جديدة، أم ماذا؟
- تدريب المنتخبات مسئولية كبيرة، وربما أن اتحاد كرة القدم يريد أن يمنح الفرصة للعديد من المدربين الوطنيين حتى لا يظن البعض أن التدريب حكراً على أحد، وربما لأشياء أخرى، الله أعلم.
? البعض يقول بأن الكابتن أمين السنيني هو من يختارك دائماً لمعاونته ولولاه لما دربت في المنتخبات، ما ردك؟
- للمدرب الحق في اختيار الجهاز والطاقم الذي يعمل معه وهو من يتحمل مسئولية ذلك، والمدرب الوطني القدير أمين السنيني هو من اختارني للعمل كمساعد ضمن صفوف منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي وهو مدرب يعمل بتفان وإخلاص وصاحب شخصية وهيبة، وهو مدرب يحترم نفسه ويحترم من يعمل معه واختياره كأفضل مدرب لهذا الموسم من قبل الجماهير يؤكد صدق كلامي.
? وعلى العكس هناك من يقول أنك مدلل من قبل اتحاد القدم بحكم علاقتك القوية بالشيخ أحمد العيسي رئيس اتحاد القدم، والدليل هو إقامة مهرجان مميز لاعتزالك وبحضور فريق كبير بحجم العين الإماراتي، بالإضافة إلى ميزات أخرى، فماذا تقول؟
- لا يوجد دلال ولا هم يحزنون، جاءت فترة عملت فيها مساعداً و انتهت تلك الفترة .. أما من ناحية العلاقة فعلاقتي بالجميع جيدة ولا أحمل حقداً على أحد ولا توجد مميزات تمنح لي أفضل من غيري، كما أن هناك الكثير من المهرجانات التي أقيمت مثل مهرجاني اعتزال شرف محفوظ و الغرباني.. أما بالنسبة لمهرجان الاعتزال فأشكر كل من سعى وأحضر نادي العين الإماراتي وهذا فخر كبير لي، وبمناسبة ذكر مهرجان اعتزالي أود أن أقول أن يومها تفاعل البعض وأعلن أنه قدم دعماً وتبرعا، ورغم مرور أكثر من عام إلا أن الكثير منهم أخلف وعده، ولا أود هنا أن أذكر أسماء ولكن للتوضيح فقط.
? بعد تدريبك للشعب كيف ترى الفرق بين التدريب في الأندية وفي المنتخبات، وما هو الأصعب؟
- وضع الأندية صعب جداً، من عدة نواحي منها شحة الإمكانيات، الملاعب الترابية، ظروف اللاعبين ومشاكلهم، وعدم انضباط اللاعبين لأنهم هواة، لكن الوضع في المنتخبات يختلف كثيراً، لتوفر كل سبل النجاح من إقامة معسكرات خارجية وداخلية في أرقى الفنادق ووجود الملاعب الصالحة والأدوات الخاصة باللاعبين وإجراء الكشوفات الطبية والتغذية الجيدة، وتقديم الحوافز والمكافآت والمرتبات الشهرية التي تجعل اللاعب أكثر استقراراً.
? الكثير من المحللين والنقاد يقولون بأن زمن الكرة الجميلة واللعب الأصيل قد ولى وبأن الموهبة انعدمت، وبحكم أنك كنت أحد نجوم الزمن الجميل، كيف ترى هذا التعليق؟
- من وجهة نظري، فإن الكرة الجميلة واللعب الأصيل لم ينتهيان، كما أن بلادنا مليئة بالمواهب والمبدعين في كل المجالات لكن تفكير اللاعبين تغير، فأصبح التفكير أولاً في كيفية الحصول على المال في ظل الاحتراف الذي لم نبدأ به بعد، ومن ثم يكون العطاء.
? ولكن من حق اللاعب أن يحسن وضعه المادي؟!
- أنا لا أمانع في أن يفكر اللاعب في تحسين وضعه المادي والمعيشي ولكن أرى أنه إذا فكر في رفع مستواه وطور من نفسه، فإن سعره سيزداد تلقائياً ويحسن دخله، لذلك فإن اللاعب بحاجة إلى توعية وتثقيف وحالياً لا نشاهد لاعباً يؤدي التمارين بمفرده لرفع مستواه وكفاءته كما كان سابقاً في أيام الإجازات بينما الاتجاه إلى القات قاتل الموهوبين والمبدعين هو السائد.
? نشكرك على سعة صدرك .. وكلمة أخيرة؟
- في الأخير أقول لكم كل عام وأنتم بخير، وأشكر صحيفة «الأيام الرياضي» على هذا الحوار وأشكرك أخ محمد، وإن شاء الله أكون وفقت في حديثي معكم.
بن سعيد على هامش اللقاء
- الخطط والبرامج وجهان لعملة واحدة .. فلا خطط بلا برامج ولا برامج بلا خطط بهدف الوصول للأهداف المرسومة.
- من السهل أن يبرز أي شخص السلبيات في عمل ما .. ولكن أتمنى من الذي يبرز السلبيات أن يعطينا البدائل .. بدلاً من الكلام بلا فائدة.
- الفارق كبير بين زمن الهواية والاحتراف حيث تكون العلاقة في الأولى قائمة على الولاء والانتماء للنادي واللاعب نفسه لا يفكر في مغادرة فريقه والانتقال إلى ناد آخر ولا توجد قوانين دقيقة تحدد العلاقة، بينما في زمن الاحتراف فإن العلاقة واضحة وجلية وتحتكم إلى القوانين المحددة للحقوق والواجبات.
- إذا كنا نريد ضمان سير نجاح اللعبة محلياً وتنظيم العلاقة بين النادي واللاعب، فلا بد من أن تنتقل كرتنا اليمنية من الهواية إلى الاحتراف.
- من أجمل ما قرأت: (العلم ليس شهادة والشهادة لا تمثل العلم)، فالشهادة من وجهة نظري ما هي إلا غلاف لكتاب فلا فائدة في غلاف بلا محتوى ولا ينتقص من قيمة الكتاب كونه بلا غلاف.
- إنها كارثة أن نصنف من الفرق المتأخرة كروياً في تصنيف الفيفا، كنا خلال السنوات الماضية نغض الطرف عن التصنيف ونقول أننا نعيش مرحلة انتقالية، ولكن الواقع أثبت غير ذلك.
- وضع الرؤوس في التراب لا يوصل إلى الغايات المنشودة بل بالجهد والعمل والتخطيط المدروس وليس بالارتجال.