الآلاف يحتشدون في مهرجان يافع رصد

> رصد «لأيام» قائد زيد ثابت:

>
شهدت مديرية رصد بيافع محافظة أبين صباح يوم أمس السبت مهرجانا جماهيريا حاشدا شارك فيه الآلاف من ابناء مديريات يافع وأعداد كبيرة من ابناء الضالع وردفان وعدن وحضرموت وأبين للتعبير عن الرفض والسخط تجاه ما وصفوه بسياسات الظلم والتمييز بين ابناء الوطن الواحد.

ورفع المشاركون في المهرجان لافتات كتب عليها عبارات تقول «مقاومة الظلم والطغيان فريضة اسلامية أصيلةى و«لا للظلم والضم نعم للعدالة والشراكة».

وورد المشاركون الهتافات والزوامل الشعرية التي تندد بالانتهاكات الامنية، مطالبين بالمواطنة المتساوية والافراج الفوري عن كل المعتقلين.

وألقى في المهرجان العميد عقيل ماطر، رئيس جمعية المتقاعدين بمديريات يافع القارة كلمة قال فيها:«ان أبناء المحافظات الجنوبية يشعرون بالإذلال والمهانة في ظل واقع معيشي أشبه بالغابة من خلال الاعتداء على المنشآت والممتلكات العامة والخاصة وتحويل معظم المؤسسات والمرافق الحكومية الى أملاك شخصية والبسط على مساجات شاسعة من الارض الساحلية والصحراوية ونهب الثروة في البحر والبر»..مؤكدا ان كل ذلك قد أدى الى تزايد معاناة أبناء المحافظات الجنوبية ودفع بهم للخروج الى الشارع للتعبير عن معاناتهم والمطالبة بالعدل والمساواة بأسلوب حضاري متميز وفقا للدستور والقانون.

وأضاف ماطر قائلا: «إننا نشعر جميعا بالتفاوت الكبير والفوارق في كثير من الامور الحياتية لأبناء المحافظات الجنوبية ولا ينكر ذلك إلا ظالم او مكابر فقد جردونا تماما من المناصب الحكومية والمدنية والعسكرية ومجالات الاستثمار والمواقع السياسية»، داعيا في كلمته الى «استمرار النضال السلمي حتى تتحقق كافة الحقوق والاهداف التي نطالب بها».

ومضى قائلاً: «نعم قد قلناها مرارا وتكرارا.. رحمة الله على رجال حافظوا على الوصية وساروا على درب آبائهم، و(..) على رجال خانوا الوصية وغرقوا في مستنقع من الوحل لا مطهر له حتى يوم القيامة».

الناشطة السياسية انتصار خميس ألقت كلمة في المهرجان قالت فيها:«إن قضيتنا الجنوبية واضحة المعالم كالشمس في وضح النهار ولا يمكن ان تحجب أشعتها أبدا خفافيش الظلام”.

وتحدث الناشط السياسي أحمد عمر بن فريد، مؤكدا ان مواصلة النضال السلمي عبر هذه المهرجانات السياسية هو الطريق الوحيد «الذي قررنا ان يكون رهاننا عليه وهو وسيلتنا الحضارية التي نعبر من خلالها عن وجودنا ونعلن عن قضيتنا العادلة المشروعة قضية الجنوب فلا تدعوا لليأس والاحباط او الخوف أي مكان بيننا ولتكن العزيمة والاصرار والتحدي مصدر ثباتنا ومنبع صبرنا ووقود حركتنا».

وأضاف :«ان الشعوب الحرة التي ناضلت من أجل نيل حقوقها السياسية المسلوبة بفعل غطرسة القوة قد رهنت مصيرها لعقود طويلة من الزمن قبل ان تقطف ثمرة النضال في آخر المطاف، ونحن مازلنا في أول الطريق وبداية المشوار ومع هذا فقد حققنا الكثير من النتائج الهامة».

وقال:«ان حراككم الجماهيري هذا هو روح حركتنا السياسية ومصدر بأسنا وأساس قوتنا وشموخنا وكبريائنا، لقد ألبستمونا ثياب العزة والكرامة وخلعتم عنا ثياب الضعف والشعور بالعزلة أمام الآخرين، وعهدا علينا نقطعة أمامكم ألا نخذلكم ولا نتخلى عنكم ولا نتاجر بكم، اننا نقطع أمامكم وعد الرجال الصادقين ان نكون منكم وإليكم وفيكم نحن نراهن بثقة مطلقة ان جماهيرنا تعي تماما كل الألاعيب والحيل السياسية التي يمكن ان يقوم بها هذا التجمع المعارض او ذاك، لذا نقول لهم ان ركوب موجة الجنوب لن ينتهي بأخذ أي كان إلا على شاطئ واحد هو شاطئ الجنوب».

كما ألقى في المهرجان النائب عيدروس نصر النقيب كلمة البرلمانيين، أكد فيها «ان المشروع الوحدوي الذي ذهبنا اليه يوم 22 من مايو قد تم هدمه يوم السابع من يوليو وتحولت محافظات الجنوب الى غنيمة حرب بيد الفاسدين الناهبين القادمين من بعيد الذين جاءوا لينهبوا ثروات الوطن ويستعبدوا مواطني هذا الوطن ويحولونا الى مواطنين من الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة، لكنكم بإصراركم وثباتكم وعزمكم واستبسالكم هذا تقولون كل يوم لهم لا نحن نرفض الاستبداد، نرفض القهر نرفض نهب الثروات نرفض الاستيلاء والاستحواذ».
وأضاف النائب النقيب قائلا:«إن أبناء الجنوب دعاة الحق والعدل والانتصار للمواطنة المتساوية، ونحن ضد المواطنة المتفاوتة التي يكون هناك مواطن درجة أولى وثانية وثالثة لأن هذا يتنافى مع قيمنا وأخلاقنا ومع تاريخنا، وسنظل نقول ونقول لهم كلا سيكون وسيلتنا لدحرهم وهزيمتهم نضالنا السلمي هذا الذي يجعلهم يقفون عاجزين».

وقال:«ان السلطة قد حاولت وماتزال تحاول اسكات هذا الصوت الحي المتوثب والمتطلع الى الحرية والعدل عندما أقدمت على اغتيال المتظاهرين سلميا في عدن وحضرموت وردفان والضالع، معتقدين انهم برصاصاتهم وقنابلهم المسيلة للدموع يهزمون إرادتكم ولكنكم أثبتم لهم بأن إرادتكم أقوى من الرصاص وأقوى من القنابل المسيلة للدموع.. واليوم أنتم مرة أخرى ومن هذ المكان تبعثون لهم رسالة اضافية بأن قنابلهم ورصاصهم لا يمكن ان تخيف الشعب الطامح الى الحرية، قد يقتلون منا العشرات ولكنهم لن يقتلوا الشعب الذي يريد الحرية، إن الذين يتباكون على الوحدة ويقولون إن نضالكم السلمي هذا يهدد الوحدة إنما يتباكون على مصالحهم وغنائمهم التي كسبوها منذ السابع من يوليو».

وأكد «بأن هؤلاء مستعدون لأن يتخلوا ليس عن الوحدة فقط ولكن مستعدون ان يتخلوا عن الوطن اذا لم يجدوا فيه مكاسب ومغانم وفوائد ومليارات ليضعوها في بنوك الغرب».

واستنكر النائب النقيب في كلمته المحاولة الغاشمة التي تعرض لها المناضل علي ناصر محمد، وحمل السلطة أي أخطار تترتب على حياة المناضلين، كما وجه النقيب الدعوة للمناضلين «بالعودة الى وطنهم كون الوطن بحاجة لهم ونحن سنحميهم».

وفي ختام كلمته قال النقيب ان اطلاق الرصاص على المعتصمين سلميا «إنما يدل على هلع وخوف السلطة من هذا الشعب».

كما ألقى في المهرجان د.مندعي غالب ابوبكر العفيفي، كلمة قال فيها: «اخواننا أبناء يافع باسمكم أرحب بالضيوف الكرام وباسم القارة النصباء والعر العظيم أرحب بضيوفنا.. اننا في احتفالنا هذا في يافع محافظة أبين لا ننسى ان لنا معتقلين من أنبل أصدقائنا الاعزاء باعوم والنوبة، ولكن المعتقل الكبير هو أنتم هذا الشعب الذي باعوه بسيارات في سنة 90م، ثم احتل في سنة 94م، نحن قلوبنا لا تجري الدماء فيها إلا من دمائكم ولا قيمة لنا إلا منكم فنحن شيوخ هذه القبيلة ونحن خدمها في محنتها ونحن خـدمكم عنـد المحن وشيوخكم عند المسرات».

كما ألقت الناشطة السياسية ثريا سالم مجمل كلمة المرأة، أعلنت في مستهلها رفضها لكل الاساليب القمعية التي تمارسها سلطات الامن ضد المعتصمين في محافظات الجنوب.

وقالت:«نحن السباقون الى الوحدة فنحن من سلم دولة بكامل مقوماتها بكل ما فيها من ثروة ولم ندرك في حينها ان هناك لعبة وخيانة ونهباً للثروات وكراهية للانسان».

كما ألقى فادي باعوم كلمة الشباب والعاطلين والعميد حسن علي البيشي، كلمة مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين.

كما ألقيت قصائد شعرية لعدد من الشعراء منهم أبو لحمدي السليماني، زين أحمد علي، طاهر سالم طماح، محمد أحمد شجاع، أبو رامة الكندي، علي محسن جراش، الشيخ زيد بن شائف وشعراء آخرون.

حضر المهرجان عوض بن عوض الصلاحي وصلاح الشنفرة عضو مجلس النواب والزميل صلاح القعشمي وقاسم عثمان الداعري والدكتور ناصر الخبجي، عضو مجلس النواب والسفير قاسم محمد السعدي والمحامي علي هيثم الغريب وشلال علي شائع وعلي محمد البكري والكاتب فاروق ناصر علي ويحيى غالب الشعيبي وعارف الحالمي والدكتور عبده المعطري وعبدالرحمن سالم، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وعيدروس حقيس، رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين بمديريات لودر مودية الوضيع جيشان.

وبلغ المشاركين في المهرجان بأن قوات الامن في سباح للمرة الثانية قامت بعرقلة مرور المشاركين وعملت على سد الطريق، كما قامت أياد مجهولة بقطع الطريق الذي يربط مديرية سرار برصد أثناء الليل بصخور عملاقة مما تسبب هذا وذاك بعرقلة وصول المواطنين للمشاركة في المهرجان.

وفي ختام المهرجان تم قراءة بيان سياسي صادر عن الفعالية.. جاء فيه:

«لقد تابعت الفعاليات السياسية والمدنية في مديريات يافع القارة باهتمام شديد التطورات والاحداث التي شهدتها البلاد عامة وعلى صعيد مديريات يافع بشكل خاص، وأكدت رفضها استمرار السلطة بسياستها الخاطئة للقضاء على المشروع الوطني للوحدة اليمنية وقواه السياسية والمدنية وتجريد الوحدة من مضامينها الديمقراطية وسعيها الدؤوب لتعميق الأزمات وتصعيد الاحتقانات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي جاءت نتيجة لضعف السلطة الحاكمة وعدم مقدرتها على تسيير شؤون البلاد فإننا وعلى هذا الاساس نعلن عن الآتي:

لقد عبرت الفعاليات عن أسفها واستنكارها الشديدين للخطاب السياسي المأزوم للسلطة الهادف الى نبش جروح الصراعات الماضية والقضاء على حركة التصالح والتسامح التي تمخضت عنها نتائج ايجابية في تعزيز أواصر العلاقات والترابط والإخاء والاستفادة من دروس وعبر الماضي والعمل بروح الفريق الواحد في مواصلة مسيرة النضال السلمي للمطالبة بالحقوق ودرء الظلم والاضطهاد، إن هذا الخطاب السياسي الاستفزازي المفرغ من محتواه إنما يدل على فشل وعجز السلطة عن القيام بأداء واجبها تجاه شعبها في حل المشكلات وهي محاولة تنم عن إخفاء الحقائق فكان من الواجب على السلطة ان تفتح ملفات الفساد.

كما تجدد الفعاليات السياسية والمدنية مديريات يافع القارة تأييدها وتضامنها ودعمها المطلق لحركة الاعتصامات والفعاليات الشعبية السلمية وتؤكد على استمرارها وتوسيعها ومواصلة نضالها لخلق الترابط والتلاحم الشعبي ضد الظلم والاستبداد والفساد من أجل المطالبة بالحقوق المطلبية الملحة بالطرق السلمية.

كما أننا نعبر عن إدانتنا لكافة أشكال واجراءات القمع السلطوي ضد الاحتجاجات والمظاهرات السلمية بما فيها عمليات القتل والجرح والاعتقالات للنشطاء السياسيين والاعلاميين ومحاسبة الاجهزة الامنية الآمرة بقمع هذا الحراك واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والمعتصمين في حضرموت المكلا والضالع وعدن وردفان والحبيلين.

ونطالب بالافراج الفوري عن المعتقلين على ذمة هذا الحراك وفي مقدمتهم المناضل حسن باعوم والعميد ناصر النوبة.

كما تعرب الفعاليات السياسية عن استنكارها وادانتها لأساليب الاضطهاد والاستحواذ والضم والإلحاق ونهب الثروات والمال العام التي يتبعها النظام الحاكم وترفض رفضا قاطعا الجرع القاتلة وارتفاع الاسعار، ونطالب بالعدل والمساواة وتوفير فرص عمل للشباب والخريجين العاطلين عن العمل.

لقد تابعنا باهتمام بالغ الأنباء التي ترددت عن محاولة اغتيال الشخصية الوطنية على ناصر محمد، وعليه فإننا نناشد السلطات اليمنية ان تتحمل مسؤوليتها في الكشف عن ملابسات هذه القضية.

كما تطالب الفعاليات الحكومة والقائمين على الدولة بإعطاء الاولوية والاهتمام الخاص بمديريات يافع القارة رصد سباح سرار في توفير احتياجات أبنائها من المشاريع الحيوية كالطرق والمياه وتوفير خدمات صحية وتعليمية مناسبة أسوة بالمناطق الأخرى والاهتمام بالشباب والخريجين وتوفير فرص عمل لهم، وكذا الاهتمام بمناضلي الثورة وأسر الشهداء وإعطائهم مستحقاتهم كاملة.

كما نطالب الحكومة بإعداد الترتيبات والاجراءات اللازمة لسرعة تنفيذ طريق باتيس رصد للخروج من العزلة.

إن التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن تتطلب منا قدراً كبيراً من التسامح والتماسك والعقلانية ورص الصفوف والتلاحم ونبذ الماضي ورؤية المستقبل إلى الأمام نحو طريق التغيير والإصلاح والحفاظ على الوحدة والثوابت الوطنية المتفق عليها، ونطالب بمزيد من الفعاليات والارتباط بحراك الجماهير وتوحيد المطالب لما فيه خير وصلاح المواطنين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى