الافراج عن الاف المعتقلين ومشرف مستعد لاعلان تخليه عن قيادة الجيش

> إسلام أباد «الأيام» رانا جواد :

>
افرج في باكستان أمس الأربعاء عن نحو خمسة الاف من الذين اعتقلوا او وضعوا قيد الاقامة الجبرية منذ مطلع الشهر بينهم نجم الكريكت السابق المعارض عمران خان في خطوة تهدف الى تخفيف اجراءات الطوارىء المفروضة منذ مطلع الشهر الجاري بينما اعلن ان الرئيس برويز مشرف مستعد للتخلي عن قيادة الجيش.

واكد المدعي العام الباكستاني مالك محمد قيوم لوكالة فرانس برس أمس الأربعاء ان الجنرال مشرف سيستقيل في نهاية الاسبوع من مهامه كقائد اعلى للجيش قبل ان يقسم اليمين لولاية رئاسية جديدة.

وتوقع قيوم ان تصادق المحكمة العليا التي جرى تعديل تشكيلتها لتصبح مؤيدة لمشرف في اطار حال الطوارىء التي فرضها في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، الخميس على اعادة انتخابه بعد فوزه في 6 تشرين الاول/اكتوبر في الاقتراع غير المباشر في البرلمان والمجالس المحلية المنتهية ولايتها وليس في مجالس منبثقة عن الانتخابات التشريعية المرتقبة في الثامن من كانون الثاني/يناير المقبل.

وكان مشرف الذي تسلم الحكم قبل ثماني سنوات اثر انقلاب عسكري، وعد تكرارا بانه سيتخلى عن منصبه العسكري عند اعادة انتخابه رسميا.

وترى المعارضة ان الرئيس فرض حال الطوارىء متذرعا بالتهديد الاسلامي لان غالبية قضاة المحكمة العليا مناهضون له. وقد سمح له هذا القانون الاستثنائي، عمليا بابعاد قضاة معارضين واعادة تشكيل المحكمة.

وقد اسقطت هذه المحكمة الاثنين خمسة من الطعون الستة التي رفعتها المعارضة ضد اعادة انتخابه ولم تحتفظ الا بطعن واحد لا يضع عقبات جدية في طريقه. ومن المتوقع ان تستأنف المحكمة جلساتها حول هذا الموضوع اليوم الخميس.

وفي حال رفضت المحكمة العليا الطعن الاخير وهذا امر مرجح بحسب الاوساط القضائية، "عندئذ سيؤدي الرئيس مشرف اليمين الدستورية كرئيس مدني قبل السبت او الاحد" على ما اكد قيوم.

وفي هذه الاثناء اعلنت السلطات انه تم خلال الايام الماضية الافراج عن 5134 شخصا اعتقلوا بموجب قانون الطوارىء ومعظمهم من المحامين والمعارضين والناشطين في الدفاع عن حقوق الانسان.

وتم الافراج عن عمران خان (55 عاما) الذي اعتقل قبل اسبوع في تظاهرة احتجاج على حال الطوارىء وكان بدأ اضرابا عن الطعام الاثنين.

وبلغ عدد المعتقلين ومن وضعوا قيد الاقامة الجبرية 5757 شخصا وفق مستشار وزير العدل سروار حياة.

وقال حياة ان السلطات تدرس الافراج عن الباقين، مرجحا ان يتم ذلك خلال الايام المقبلة.

وقال مسؤول احدى الولايات ان الافراج عن المعتقلين شكل "بادرة حسن نية" تمهيدا للانتخابات العامة المقبلة.

ويواجه الرئيس مشرف ضغوطا دولية وخصوصا من الولايات المتحدة لانهاء حال الطوارىء والتخلي عن قيادة الجيش وتنظيم انتخابات شفافة والافراج عن السجناء السياسيين.

ومع تحديد موعد الانتخابات والافراج عن معظم المعتقلين، قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان مشرف -- حليفه المقرب في "الحرب على الارهاب" -- "لم يتجاوز الخط" الذي كان سيكلفه خسارة تاييد واشنطن.

واكد بوش في مقابلة مع محطة "اي بي سي نيوز" "في الواقع لا اعتقد انه سيتجاوز الخطوط. اعتقد انه فعلا شخص يؤمن بالديموقراطية".

وتساءل بوش "هل نحن مرتاحون لحال الطوارىء؟ هل نتفهم ذلك؟ هل اتفهم الى اي حد هو (مشرف) مهم في الحرب ضد الارهاب؟ نعم. وهل اعتقد انه سيقوم بالنهاية بوضع بلاده مجددا على طريق الديموقراطية؟ امل ذلك".

واعتبر بوش الافراج عن الاف المعتقلين "خطوة جيدة"، وتابع ان مشرف "قال انه سيتخلى عن البزة العسكرية. وقال ان انتخابات سوف تجرى. اليوم، افرج عن سجناء وحتى الان هو بالنسبة لي رجل صادق الوعد".

وقال بوش ايضا "لكن في حال جرت الانتخابات في ظل حال الطوارىء فسيكون من الصعب بالنسبة للذين يؤمنون بيننا انه يعطي دفعا للديموقراطية في باكستان ان يقولوا ان الامر لا يزال كذلك".

وفي هذه الاثناء لا تزال المعارضة تتدارس الموقف بشأن معارضة انتخابات كانون الثاني/يناير.

واعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف لوكالة فرانس برس أمس الأول انه رفض مؤخرا الرد على اتصالات من الرئيس برويز مشرف.

ودعا رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو الى الانضمام اليه في مقاطعة الانتخابات اذا لم ترفع حال الطوارىء والافراج عن السلك القضائي واعادة حرية وسائل الاعلام واللجنة الانتخابية الاصلية" المكلفة تنظيم الاقتراع.

واكدت الرئاسة الباكستانية ان مشرف لم يلتق نواز شريف خلال زيارته للسعودية التي عاد منها الاربعاء، ولم يكن في نيته لقاؤه.

وميدانيا، اعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني الاربعاء ان قواته قتلت أمس الأول نحو اربعين مقاتلا اسلاميا مقربا من حركة طالبان وتنظيم القاعدة في وادي سوات في شمال غرب باكستان، ما يرفع الى 190 عدد قتلى المعارك منذ عشرة ايام.

وتم اخيرا شن هجوم عسكري لاستعادة هذا الموقع السياحي من انصار زعيم ديني متشدد استولوا في الاسابيع الاخيرة على اكثر من ثلثي الوادي.

وقال الجنرال وحيد ارشاد المتحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان الجنود قاموا "بتنظيف مركز مقاومة مهم" للمتمردين على جبل مطل على اقليم شانغلا الذي يعتبر من المناطق التي لا يزال الاسلاميون يسيطرون عليها.

واكد "ان العمليات العسكرية متواصلة الاربعاء في مناطق عدة في وادي سوات". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى