فلاديمير بوتين من الكاي جي بي الى سدة الرئاسة

> موسكو «الأيام» كريم طالبي :

>
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
كان فلاديمير بوتين عميلا للاستخبارات السوفياتية (كاي جي بي) موظفا متكتما قبل ان يصبح رئيسا نهض بروسيا في غضون ثماني سنوات رغم الحرب في الشيشان ونزعة استبدادية، محافظا رغم ذلك على جانب من الغموض.

وعشية الانتخابات التشريعية الاحد التي تقدم على انها مبايعة للرجل المضطر رغم ذلك الى مغادرة الكرملين في 2008، يظهر بوتين النجم المطلق للاقتراع مع ابقائه الغموض على مستقبله السياسي.

فهو يتزعم لائحة روسيا الموحدة وقد وضع البزة الرسمية جانبا حاملا على الخصوم الداخليين "الطماعين" المدربين بمساعدة "خبراء اجانب" والمدعومين "باموال اجنبية".

عند توليه السلطة، كانت روسيا بلدا فقيرا تنهشه ازمة اقتصادية خطرة وهيمنة المافيات ويرئسه بوريس يلتسين بصحته المترنحة.

وباتت روسيا الان تنعم بالاموال التي يدرها النفط مستعيدة طموحاتها ومعها مواجهتها مع الغرب.

وتشكل سنوات حكم بوتين كذلك عودة "هيكليات القوة" الاسم الاخر لعملاء كاي جي بي وضباط الجيش الى الواجهة وعلى رأسهم فلاديمير بوتين عندما اختاره بوريس يلتسين العام 1999 لخلافته.

والرئيس بوتين المجبول بثقافة النظام والامة هذه، سرعان ما اظهر المنحى الذي سيتخذه مؤسسا لحكم صارم.

وقد جذب اسلوبه الصريح والقوي مواطنيه. ورغم شعبيته الكبيرة لا يمكنه الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في اذار/مارس 2008، لكنه اشار الى انه سيستمر بالاضطلاع بدور لم يحدده بعد.

ولد فلاديمير بوتين في السادس من تشرين الاول/اكتوبر 1952 في احدى ضواحي لينينغراد (سان بطرسبورغ راهنا) وتلقى دروسا في الحقوق وتزوج من ليودميلا مضيفة الطيران السابقة وانضم الى "المكتب الاول للكاي جي بي" جهاز الاستخبارات الخارجي قبل ان يرسل الى دردسن في المانيا الشرقية سابقا في 1985.

ومن هناك بدأ يرى الاتحاد السوفياتي ينهار وشهد عاجزا سقوط جدار برلين في 1989 قبل العودة بعد سنة على ذلك الى سان بطرسبورغ. ويؤكد بوتين ان انهيار الاتحاد السوفياتي "شكل اكبر كارثة جيوسياسية في القرن" الماضي.

وبعد مروره في بلدية سان بطرسبورغ ومن ثم الادارة الرئاسية حيث لفت الانظار بفاعليته وتكتمه، عين فجأة العام 1998 رئيسا لجهاز الامن الفدرالي المكلف الامن الداخلي والمنبثق عن الكاي جي بي. وفي آب/اغسطس 1999 عينه بوريس يلتسين رئيسا للوزراء وخلفا مرجحا له.

وساهم دخول القوات الفدرالية الروسية الى الشيشان في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 1999 بعد سلسلة من الاعتداءات التي نسبت الى الانفصاليين الشيشان، في تعزيز شعبيته.

وفي 31 كانون الاول/ديسمبر، اعلن بوريس يلتسين استقالته وسلم السلطة الى فلاديمير بوتين قبل ثلاثة اشهر من انتخابات رئاسية فاز بها هذا الاخير من الدورة الاولى.

وفي غضون سنوات قليلة، فرض "ديكتاتورية القانون". وكانت اولى ضحاياها الصحافة ولا سيما محطات التلفزة المستقلة او المعارضة التي اقفلت او وضعت تحت رقابة الدولة,وبموازاة ذلك تم تحجيم المعارضة.

وحيال كبار الصناعيين الذين كدسوا الثروات في تسعينات القرن الماضي خلال عمليات تخصيص مشكوك فيها احيانا، كانت رسالة سيد الكرملين واضحة "انسوا السياسة".

لكن رغم ذلك، فان حرب الشيشان وتبعاتها هي التي تلقي خصوصا بظلها على سجله. ففي تشرين الاول/اكتوبر 2002 انتهت عملية احتجاز رهائن في مسرح دوبروفكا في موسكو بمقتل 130 شخصا,وفي ايلول/سبتمبر 2004 انتهت عملية احتجاز رهائن في مدرسة في بيسلان في القوقاز الروسي بمقتل 332 شخصا بينهم 186 طفلا.

وفي كل مرة وكما حصل خلال مأساة الغواصة كورسك التي قضى فيها 118 بحارا في آب/اغسطس 2000، انتقد الرئيس على بطئه ورفضه التفاوض.

ولكن مع اقتراب نهاية ولايته، تبقى خصوصا صورة رجل الدولة الحيوي القادر على استشعار تطلعات الشعب الروسي وتعزيز طموحات دولة استردت عظمتها. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى