فنانو البيض المسلوق

> «الأيام» محمد عوض القحطاني:

> للحقيقة ما أود أن أطرحه في هذه السطور طبعا هي وجهة نظر وليس تصفية حسابات أو سخرية من بعض الأشخاص سواء أكانوا شعراء أم فنانين ولكن أنا كشاعر من حقي أن أنتقد وأشاطر زملائي في مجال النقد، ولا أخفيكم سراً فلقد وقع اختياري للعنوان أعلاه لأني قرأت قبل مدة في صحيفة «الايام» العدد 5209 مقالة للناقد والمؤلف المسرحي الزميل مختار مقطري، التي تناول فيها موضوع الفنان المبدع رامي نبيه وفي الموضوع نفسه ذكر أصحاب البيض المسلوق يقصد بعض الفنانين، حينها ضحكت وقلت وكأن الرجل يعلم أن شوارع العاصمة صنعاء مليئة بالبطاط والبيض المسلوق وما أكثر المحرجين لهذه السلعة التي لا تجد من يشتريها أو قد ربما لها زبائن مخصوصون لشرائها وبدون شك أن ما قاله زميلنا هو صحيح لأن الفن في بلادنا أصبح سلعة رخيصة يتداوله بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالفن لا من قريب ولا من بعيد أي أنهم دخلاء على هذه المهنة يريدون أن يفرضوا أنفسهم على الساحة الفنية بأي أمر كان وهم ليسوا فنانين ومنهم فنان مفلس متخصص دائما بغناء الزوامل والأمثلة الشعبية التي يحصل عليها من بعض الناس القدامى ويقوم بتسجيلها في شركة الإنتاج مقابل زائد ناقص ربما حق تخزينة قات وباكت سجارة فقط لا غير وهذا عار عليه .

ومن المؤسف أننا لاحظنا في ألبومه الأخير الذي يحمل عنوان (نسيم الوازعية) ويقول في مطلع الأغنية (نسيم الفوج يضرب من جناب الوازعية ما عليك إلا تلحي والحطب والماء عليّ) هذه الأبيات هي عبارة عن مهجل أو زامل يردده بعض الفلاحين وخصوصا أصحاب المناطق الزراعية أثناء حصادهم أو عند قيامهم بأي عمل يتعلق بالحرث وذلك طبعاً من الموروث الشعبي ولكن مع احترامي لعندليب بني شيبه نسب الكلام لشاعر متقول الذي بدوره أضاف إليه بعض التعديلات فقط وليت الكلام جميل لكي يقول الشاعر إنه من تأليفه لكنه كلام شعبي (مربط بالسناسل) لا يغني ولا يسمن من جوع، ونتساءل كيف تسمح وزارة الثقافة لهؤلاء المتطفلين أن يعبثوا بالتراث الشعبي ويحرفوه بل وينسبوه لبعض الشعراء المتقولين.. ويا ترى هل هؤلاء بصفتهم فنانين أم أنهم قراصنة وبقية خبازين.. وبدون شك هم كذلك.

وقد سبقني في الكتابة عنهم الفنان والملحن المبدع سعودي أحمد صالح الذي قرأنا عنه قبل أيام أنه في العناية المركزة نسأل المولى تعالى أن يكتب له الشفاء وقد وصفهم بقراصنة الأغاني في مقالته التي نشرتها «الايام» أيضا في العدد (5218) بعنوان (قراصنة الأغاني أم قراصنة البحار) .

إذن أنا أقول لهؤلاء المفلسين والدخلاء على الفن أمثال هذا المداح وغيره من المداحين: يجب عليكم أن تحترموا هذه المهنة ومن الأفضل ان تتركوها لأصحابها الأصليين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى