صفحات اليمن.. ماض بغيض وحاضر بليد

> «الأيام» فهد علي البرشاء:

> من يطالع اليوم صفحات اليمن التي تقلبها يد العابثون صفحة صفحة، يلاحظ أن سطوراً تنضح بالهم والأسى.. وتحمل بين طياتها حكاية شعب تجرع شتى أنواع الظلم والقهر.. شعب تغرب في دياره وتنكر له أسياده.

من يقرأها بتمعن سيلاحظ أن ذلك الحبر المنسكب على سطورها الخرساء التي أخرستها الفجائع في وطن الفجائع ما هي إلا دموع الحسرة التي تنحدر من أحداق المسلوبي الحرية والسعادة والاطمئنان.. من يقرأها بصدق وإخلاص سيلاحظ أن تلك الانحناءات في أحرف المأساة والتعرجات، ما هي إلا انحناءات ظهور الغلابى الذين أفنوا جل أعمارهم في خدمة الوطن المعطاء وعوامل التعرية السياسية والسعرية التي تقصم الظهر.. من يطالعها بشغف الباحث عن الحقيقة والمعرفة والتطلع لمزيد من المعرفة عن حياة شعب يحتضر ووطن بين جنون الحاضر ونوح الماضي سيلاحظ نواقص لغوية وإملائية تعم كل نواحي المأساة.. وما هي إلا الافتقارات التي يفتقر إليها شعبنا المغلوب على أمره والذي بات حائراً بين واقعه المزري وماضيه الذي لم يعد يذكر في تاريخ الحاضر المضني .. صفحات اليمن اليوم لم تعد ناصعة البياض كما كانت في السابق بل باتت تشوبها شوائب لا حصر لها.. تلك الصفحات التي تحكي قصة اليمن السعيد الخالي من آفات الزمن وطمع الطامعين، وجشع المتنفذين ومن بيدهم دفة القيادة.. تغيرت صفحات اليمن تخضبت بدماء الأبرياء الذين تحصدهم أسلحة الانتقام والتصفية، التي تجتث في طريقها كل شيء دون التفريق بين البراءة والشيخوخة، بين العاجزين والمساكين.

بهمجية تغتال كل شيء وتخلف مآسي يتكبدها البسطاء فتظل جروحاً غائرة في الجسد تنكيها لحظات الذكرى والشوق.. صفحات اليمن شوهتها لغة الدخلاء المجردين من معنى الإنسانية والأمانة والذين استفحل بداخلهم حب الذات واللهث وراء الأموال ومغريات المناصب التي تكفل لهم حياة رغيدة ونعيماً لا ينقطع حتى بعد تركهم لمناصبهم.. لأنهم قد جنوا ثروات طائلة تضمن لهم العيش دون خط الفقر.

صفحات اليمن خلطتها أيادي المنحرفين بأوراق الماضي الشمولي البغيض فطغت على صفحات الحاضر وأصابتها بداء التفرقة والتمييز والكيل بمكاييل عدة تختلف في الشكل والمضمون وكلها لا تصب في مصلحتنا نحن بني البشر.

صفحات اليمن ستدروها رياح النسيان وستصبح مجرد ذكرى محتها غطرسة البعض فهل ان لنا أن نحافظ عليها ونصوصها من التحريف المنتشر بكثرة والذي بات هماً يؤرق الجفون وكابوساً يقض المضاجع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى