«الأيام» تزور مدرسة البنات الوحيدة في ميفعة ..مبنى مدرسي متهالك ومشروع المبنى الجديد مؤجل إلى أجل غير مسمى

> «الأيام» جمال شنيتر:

>
طلاب ثانوية عزان
طلاب ثانوية عزان
في منطقة تسودها العادات والتقاليد الريفية والقبلية، تظل مسألة تعليم الفتاة فيها نظر، ومديرية ميفعة إحدى المديريات التي تراوح فيها قضية تعليم الفتاة بين المد والجزر، والأخذ والرد والإيجاب والسلب، وإن كانت قد حققت خطوات لابأس بها نحو الأمام.

مدرسة واحدة مستقلة بالبنات، ونحو خمس مدارس للتعليم الأساسي مشتركة مع الأولاد. «الأيام» زارت مدرسة جول الريدة للتعليم الأساسي والثانوي (بنات)، وهي المدرسة الوحيدة المستقلة والمكتملة الصفوف، من الأول أساسي حتى الثالث الثانوي علمي، والتي تحظى بإقبال متزايد من قبل الطالبات.

العادات والتقاليد

العادات والتقاليد واحدة من المشاكل التي تواجه تعليم الفتاة في هذه المديرية، ورغم الوعي بأهمية تعليم الفتاة عند البعض إلا أن كابوس التقاليد مايزال مسيطراً على تفكير بعض الأسر.

أثناء تجوالنا في بعض الصفوف الدراسية وجدنا صعوبات تواجه الفتيات أثناء الدراسة، وطلبنا من الـطالبات الحديث عن الصعوبات التي تواجههن، وعن أسباب التسرب من المدرسة خاصة في المرحلة الثانوية.

من طالبات ثانوية عزان
من طالبات ثانوية عزان
قالت الطالبة نور سالم (ثاني ثانوي علمي):« بعض الآباء معقدون، ولايسمحون للبنت أن تتعلم أو تواصل تعليمها».

وتضيف زميلتها مايسة علي:« الفشل في الدراسة يؤدي إلى إصابة البنت بحالة من الإحباط، فتترك الدراسة، وكذلك الأهل عندما يعلمون بفشل البنت يرغمونها على ترك الدراسة». نفس السؤال طرحته «الأيام» على طالبات الصف الثالث الثانوي علمي، ووجدنا تفاعلا كبيرا من قبلهن، وقد أثلج صدورنا ذلك النقاش الموضوعي الذي أبدته الطالبات حول مسألة تعليم الفتاة الريفية، وكانت الإجابات متشعبة وطويلة، ولكن يمكن تلخيص إجابات الطالبات على النحو التالي:

« إن الأسباب التي تؤدي إلى تسرب الطالبة من المدرسة هي:

- عدم سماح الأهل لبناتهم بمواصلة الدراسة في الجامعة بعد إكمال الثانوية، الأمر الذي لايشجع البنت على إكمال الدراسة الثانوية. - عادات وتقاليد المنطقة التي تفرض على البنت الخروج مبكراً من المدرسة، والزواج المبكر، حيث تقوم كثير من الأسر بتزويج البنت قبل سن الثامنة عشرة.

- نظرة المجتمع الدونية للفتاة المتعلمة أو العاملة.

- الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة لبعض الطالبات.

- تحسس بعض الطالبات من بعض الإجراءات العقابية من قبل إدارات المدارس.وحول الدراسة في الصف الثالث الثانوي علمى قالت إحدى الطالبات (طلبت عدم ذكر اسمها):« الدراسة تسير بشكل جيد، لكن هناك تأخر في تحصيل المقرر من المنهاج في أغلب المواد الدراسية، وهذا يشعرنا بالقلق، لأن أمامنا امتحانات وزارية».

وحول الأنشطة المدرسية، قالت:« توجد أنشطة مدرسية بشكل متقطع، لكن هناك من لا يشجعنا على الأنشطة. على سبيل المثال بعض الطالبات في هذا الصف كتَبْن بعض الأناشيد والقصائد الشعرية، ولكن لم يتم نشرها في المجلة الحائطية، لأن الإدارة تحفظت عليها!».

وقالت طالبة أخرى من نفس الصف:

« هناك فجوة موجودة في المدرسة بين بعض الطالبات وإدارة المدرسة، وحدثت بعض المشكلات، نتمنى ألا تتكرر».

صفوف دراسية بلا أبواب
صفوف دراسية بلا أبواب
نظرة قاصرة

تطابقت آراء المعلمات مع آراء الطالبات حول مشكلات تعليم الفتاة في المناطق الريفية، وقالت إحدى المعلمات (طلبت عدم ذكر اسمها):« بعض الأسر وشريحة من المجتمع الذي نعيش فيه ينتقدون العمل الذي نقوم به، ويرون أن الخروج من البيت إلى المدرسة خروج على العادات والتقاليد، وهذه نظرة قاصرة وغير صحيحة، ولابد من تغييرها، فالدين الإسلامي حث على العلم والمعرفة للمرأة مثل الرجل، وقال- عليه الصلاة والسلام-:« طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»، وللأسف وجود التعصبات القبلية عند البعض يشكل عائقاً أمام تعليم الفتاة، رغم أن هناك تطور إيجابي في منطقة جول الريدة وضواحيها في تعليم البنت، ووجود وعي لدى الأسر، وذلك شيء يستحق الاهتمام والتشجيع».

شمعة تحترق

كان لابد من الالتقاء بمديرة المدرسة الأستاذة زينب علي مبارك، وهي تربوية قديرة، وأول طالبة تحصل على شهادة الثانوية العامة في مديرية ميفعة عام 1992م. وجدناها شمعة تحترق من أجل بناتها الطالبات، وتسعى إلى الرقي بمستوى التعليم في منطقتها، تقول عن سير الدراسة في المدرسة:

« سارت الدراسة منذ بداية العام بشكل جيد، والمعلمات متواجدات منذ بداية العام ماعدا مادة اللغة الإنجليزية للصفين السابع والثامن من التعليم الأساسي، نتيجة ظروف إحدى المعلمات، كذلك مادة الرياضيات للصف الثالث الثانوي القسم العلمي، فلا توجد مدرسة رياضيات ما اضطرنا إلى اللجوء لمدرسة جول الريدة الثانوية للأولاد، حيث تعاونت معنا إدارة المدرسة وأعطتنا معلم رياضيات، وبقية الطاقم لدينا معلمات، ويبلغ عددهن 28 معلمة».

صعوبات وهموم

واستعرضت مديرة المدرسة عدداً من الصعوبات والهموم التي تواجه العملية التعليمية بالمدرسة قائلة:« المبنى المدرسي متهالك وانتهى عمره الافتراضي، فقد بني قبل 33 سنة.

وقد اعتمد مشروع مدرسة جديدة من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية إلا أن المشروع إلى الآن لم ينفذ، وعبر «الأيام» نناشد السلطة المحلية ومكتب التربية سرعة العمل على تنفيذ المشروع، نظراً لحاجتنا الملحة، حيث أن لدينا نقصاً في الحجرات الدراسية وازدحام في الصفوف، فعدد الطالبات في بعض الصفوف الدراسية يصل إلى 65 طالبة، وقد اضطررنا إلى الاستعانة بمدرسة الأولاد فوفروا لنا حجرتين دراسيتين».

وأضافت:« من الصعوبات والهموم التى تواجهنا إقامة الدورات التدريبية في وقت الدراسة، مما يؤدي إلى غياب بعض المعلمات، وهذا يؤثر على الجدول اليومي للحصص، ويؤدي إلى تأخر السير في المنهاج، والطامة الكبرى أن يتم تخصيص بعض القاعات لإجراء الدورات التدريبية فيها، مثل ما ترى هذه الأيام، تستمر دورة معلمي ومعلمات اللغة العربية والاجتماعيات ما اضطرنا إلى إغلاق الصف الأول والثاني من التعليم الأساسي، وإعطائهم أجازة مبكرة.

كما تعاني المدرسة نقص الإمكانيات المادية، والمختبر المدرسي، وعدم وجود القاعات الكافية لإجراء الأنشطة اللاصفية». واختتمت مديرة المدرسة:« هناك تطور إيجابي في وعي الناس في هذه المديرية، وتعد مدرستنا نموذجية في تعليم الفتاة، ويوجد لدينا طاقم جيد من المعلمات، وبالنسبة للصف الثالث الثانوي علمي فالدراسة تسير فيه بشكل جيد، والمشكلات أحياناً تكون مفتعلة من قبل بعض الطالبات، وهن في الأول والأخير بناتنا، ونحن على استعداد لتشجيعهن على الأنشطة وإبراز مواهبهن».

صفوف دراسية عفى عليها الزمن
صفوف دراسية عفى عليها الزمن
للتربية كلمة

الأخ عبدالله حسن فهيد مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية ميفعة، أكد لـ«الأيام» أن مدرسة جول الريدة- أولاد وبنات- من المدارس النموذجية في المديرية، ويولي مكتب التربية اهتماماً غير عادي بجميع المدارس وخاصة مدرسة (البنات) التي تعد المدرسة الوحيدة في المديرية.

وأضاف:« اهتمامنا بهذه المدرسة غير عادي، ونحن سندعمها وسنحل أية صعوبات أو مشكلات قد تواجهها حاضراً ومستقبلاً».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى