> «الأيام» عفاف سالم يحيى /زنجبار - أبين

شهدت محافظة أبين إبان فترة الثمانينيات قفزة هائلة، حيث أولت قيادة المحافظة آنذاك كل الاهتمام في جانب المتنفسات تقديرا لأبناء المحافظة، وعملت على إنعاش المحافظة بمشاريع عدة، ولمسنا الصدق والجدية، حيث غدت واقعا ملموسا نشهده بأم أعيننا، ولم يقتصر الأمر علينا بل وكذا الوافدين إلينا، فقد كانت ساحة الشهداء متنفسا وأثرا استهوى الجميع .

وفرت للصغار أماكن رائعة، وكذا للكبار لقضاء الإجازات، وخففت من أعباء التكاليف التي تثقل كاهل أرباب الأسر، إذ إن معظم الأسر من ذوي الدخل المحدود، فقد كانت معظم الأجنحة فيها مجانية، ومن هنا تهيأ لجميع الأطفال (فقراء وأغنياء) على حد سواء اللعب والاستمتاع، وتلاشت الفوارق والامتيازات، فبمقدور الجميع اللعب، ومشاهدة الحيوانات، وزيارة الإلكترونيات، أو غيرها من الألعاب التي أهملت في وقتنا الحالي بشكل كبير جدا، وأكل الصدأ معظمها، مع أنه المكان الوحيد الذي أعد للترفيه عن الصغار في الإجازات العيدية، ولانقول الأسبوعية، لأن أطفال أبين قد نسوا أو تناسوا مثل هذه العطلة، إذ لا مكان للذهاب إليه أو الاستمتاع فيه. فقد غدت الساحة خرابا، وخلت تماما من مظاهر الحياة، إلا من بعض الأشجار الخضراء، التي كانت قد تحولت حطبا للوقود لولا تداركها بالعناية مجددا، وتعهدها بالمياه بين الفينة والأخرى.

إن ما يثير الحسرة وشجون النفوس، تلك الأفواج التي مازالت تتدافع مع قدوم الأعياد والمناسبات باحثة عن بقايا ألعاب مازالت تقاوم عوامل التعرية والإهمال.

وإذا ما نظرنا إلى المسرح، فقد صار في حالة مزرية، ويثير الاشمئزاز، والناظر إليه اليوم يساوره التساؤل عن الذنب الذي اقترفه هذا المعلم (القسم) حتى يعاقب بهذه العقوبة من الإهمال والخراب.

وهكذا انتهت مظاهر الحياة في هذا المتنفس، وافتقرت إلى من يأخذ بيدها، ويمسح عنها دمعة الحزن، التي لم تجف عنها منذ زمن بعيد، وبما أن الله تعالى قد منّ علينا بقيادة حكيمة وعت المسئولية الملقاة على عاتقها، وأدركت حجم المعاناة التي شهدتها المحافظة فهبت تمسح دمعة الحزن عن المحافظة، وتضاعف الجهود لتسهم في إحداث نقلة نوعية في المحافظة بشكل خاص، وللوطن بشكل عام، فإننا نبارك خطوات الأخ محمد صالح شملان محافظ المحافظة، ونتمنى له التوفيق والسداد والمزيد من المنجزات التي سيذكرها التاريخ، ولن ينساه أبناء المحافظة، لأن الزبد وحده يذهب جفاء، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض إلى ما شاء الله.