سيرج برامرتس قاض طموح سيختتم اعمال محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة

> لاهاي «الأيام» جيرالد دو همبتين :

> يتولى القاضي البلجيكي سيرج برامرتس غداً الثلاثاء مهام الادعاء العام في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة ما يضعه في مواجهة تحد بمستوى طموحاته يقضي باتمام اعمالها بحلول 2010 من خلال محاكمة المتهمين الرئيسيين الفارين راتكو ملاديتش ورادوفان كرادجيتش.

وبحلوله محل المدعية العامة السويسرية كارلا ديل بونتي التي اضحت من اهم رموز محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، يكون برامرتس المولود في 17 شباط/فبراير 1962 كلل مساره اللامع في مجال القضاء الدولي وهو لم يتعد الخامسة والاربعين من العمر.

بدأ برامرتس حياته محاميا وعين مساعدا ثم مساعدا اول للمدعي العام البلجيكي ثم انضم الى مكتب الادعاء العام الوطني. وكلف عام 1997 التعاون القضائي الدولي، قبل ان يصبح عام 2002 مدعيا عاما فدراليا.

وتم استحداث هذا المنصب لتحسين التعاون القضائي في بلجيكا بعد الفشل في قضية جولي وميليسا وهما من ضحايا مارك دوترو المدان باغتصاب وقتل اطفال وفتيات.

وكانت مهام برامرتس في ذلك المنصب تشمل الاشراف على القضايا المتعلقة بالارهاب العابر للحدود والجريمة المنظمة، وهما مجالا عمله المفضلان.

وفي 2003 عين برامرتس مساعدا للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية مكلفا التحقيقات، غير انه لم يبق في هذا المنصب طويلا.

وفي كانون الثاني/يناير 2006 وضع في التصرف حتى يتمكن من تولي رئاسة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وهو منصب يشغله حتى اليوم الاخير من السنة عشية انتقاله الى محكمة الجزاء الدولية.

وبرامرتس ابن نجار نشأ في عائلة من اربعة اولاد تنتمي الى المجموعة الناطقة بالالمانية في بلجيكا.

وقد تخرج من جامعة لييج البلجيكية وحاز اجازة دكتوراه في الحقوق من جامعة فريبورغ حيث تناول في رسالته موضوع التعاون البوليسي عبر الحدود وهو يتقن اربع لغات هي الانكليزية والفرنسية والهولندية والالمانية.

وقال مساعد سابق له لوكالة فرانس برس انه صارم في عمله مع مساعديه لكنه يبقي بابه مفتوحا لهم ويعطيهم المثال بانكبابه على العمل الدؤوب ويمارس الجري والتمارين الرياضية للترويح عن نفسه.

يقرأ برامرتس كثيرا مركزا مطالعاته على القضايا التي يتناولها.

وقال مصدر اخر طلب عدم كشف هويته انه يتقن الاصول الدبلوماسية بقدر ما يتقن الاصول القانونية ويعرف في العمق كيفية عمل المؤسسات والمحاكم الدولية، متوقعا ان يكون عمله امتدادا لخط كارلا ديل بونتي انما بمزيد من الواقعية.

ويوصف بانه مدع عام ماهر وفني مدرك لادنى التفاصيل، يواظب على اعداد ملفاته ويحاذر الظهور الاعلامي.

غير ان منتقديه يأخذون عليه انه يتجنب اي مجازفة ولا يستبقي من الادلة الا تلك التي لا يمكن دحضها، ويضيفون انه يفتقد الى الحضور وان صعوده السريع لم يسمح له مرة باغلاق ملف بشكل تام.

وعرف رغم عدم كشف لائحة المرشحين لخلافة ديل بونتي ان منافسه الرئيسي كان مساعد المدعية العامة الاميركي ديفيد تولبرت.

واستقال الاخير في نهاية كانون الاول/ديسمبر ويرد اسمه بانتظام كمرشح لمنصب المدعي العام في المحكمة الخاصة التي ترعاها الامم المتحدة في كمبوديا والتي ستحاكم اعتبارا من 2008 مسؤولي نظام الخمير الحمر سابقا.

ولم يدل برامرتس حتى الان باي تعليق علني حول تعيينه في المنصب الجديد.

ويفترض ان يختتم التحقيقيات والمحاكمات امام محكمة الجزاء الدولية التي تنتهي مدتها نظريا عام 2010.

وسيترتب عليه استخدام كل الوسائل والاتصالات الدبلوماسية التي في متناوله للحصول على اعتقال او استسلام الفارين الاربعة المتبقين وبينهم الزعيمان السياسي والعسكري لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش المتهمان بارتكاب جرائم حرب وابادة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى