تفجير انتحاري في مجلس عزاء ببغداد يوقع 30 قتيلا

> بغداد «الأيام» بيتر جراف :

>
أسفر تفجير انتحاري وقع أمس الثلاثاء في مجلس عزاء شرق بغداد عن سقوط 30 قتيلا على الأقل وإصابة 38 آخرين,وبدد الهجوم الانتحاري بهجة أول يوم في العام الجديد والذي بدأ باحتفالات مفعمة بالأمل على نحو لم يشهده العراق منذ سنوات.

وأكد مصدران بالشرطة عدد القتلى الذي جعل الهجوم الاسوأ في بغداد منذ سبتمبر أيلول الماضي وواحد من أسوأ الهجمات في العراق منذ شهور.

وكان سكان بغداد استقبلوا عام 2008 بتجمعات عائلية وحفلات كانت مستحيلة قبل أشهر حيث كان التنقل ليلا في العاصمة العراقية خطيرا جدا. وبمنتصف الليل أطلقوا نيران أسلحتهم في الهواء احتفالا كما أضاءت الألعاب النارية سماء العاصمة العراقية.

وقالت الشرطة إن انتحاريا فجر سترة ناسفة داخل مجلس عزاء لرجل قتل في تفجير قنبلة قبل ثلاثة أيام.

وقال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم قوات الأمن في بغداد إن مجلس العزاء كان داخل منزل حيث اقيم سرادق في الفناء.

وتابع قائلا نقلا عن أشخاص حضروا العزاء إنه لم يدخل أي شخص غريب السرداق,ومن ثم فإن المفجر إما أنه كان من الأقارب أو شخصا معروفا جيدا للعائلة. وقال لرويترز إنه نظرا لأن العزاء كان يخص رجلا من محافظة ديالى يشتبه في أن المفجر الانتحاري عضو في تنظيم القاعدة من ديالى.

والمحافظة واحدة من المناطق الواقعة شمالي بغداد التي يقول مسؤولون أمريكيون وعراقيون إن متشددين من القاعدة من السنة العرب أعادوا تنظيم صفوفهم بها بعد أن طردوا من معاقلهم في مناطق أخرى.

وقال الموسوي إن الأرقام الرسمية أشارت إلى 24 قتيلا و18 جريحا إلا أنها قد ترتفع.

ويتراجع العنف بشكل عام في العراق ولم تعد القاعدة تسيطر على مناطق كبيرة في البلاد مثلما كانت تسيطر قبل عام. لكن القادة الأمريكيين يقولون إن المتشددين ما زالوا قادرين على شن هجمات "مثيرة" تقتل أعدادا كبيرة من المدنيين.

وتوضح الاحصاءات الأمريكية التي أعلنت في مطلع الأسبوع أن التفجيرات الانتحارية تزايدت بصورة طفيفة بعدما كانت تراجعت إلى مستوى متدن في أكتوبر تشرين الأول الماضي رغم استمرار تراجع الأشكال الأخرى من العنف في انحاء البلاد.

وأوضحت المعلومات التي جمعتها وزارات الداخلية والصحة والدفاع أن 481 مدنيا قتلوا في أعمال عنف في العراق خلال ديسمبر كانون الأول الماضي في تراجع نسبته 75 في المئة عن 1930 مدنيا قتلوا خلال ديسمبر عام 2006 عندما هددت موجة من أعمال العنف الطائفي باندلاع حرب أهلية.

وينسب التراجع في أعمال العنف إلى استراتيجية أمريكية جديدة لمكافحة المسلحين شهدت إرسال 30 ألف جندي أمريكي اضافي للعراق خلال عام 2007 وإلى انقلاب عشائر للعرب السنة على تنظيم القاعدة ووقف لاطلاق النار أعلنه رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر.

وسمحت الشوارع الأكثر آمانا بشكل عام للعراقيين بالاحتفال إلى ما بعد منتصف الليل في فندقي شيراتون وفلسطين وهما من المعالم الشهيرة في العاصمة بغداد.

وفي شارع فلسطين وهو منطقة تسوق معروفة في شرق بغداد رقص شبان في الشارع وأخذوا يقرعون الطبول ويلتقطون الصور لبعضهم البعض باستخدام هواتفهم المحمولة.

وفي حي الكرادة وهو حي تجاري بوسط بغداد خرج شبان ومعهم ألعاب نارية للاحتفال بالعام الجديد وهم يضحكون ويرشون الرغاوي على بعضهم البعض.

وقالت أم علي التي كانت من بين المحتفلين بالعام الجديد في فندق فلسطين "احتفالات العام الماضي لم تكن آمنة لكنها جميلة هذا العام.. أشعر بتفاؤل بأن الخطة الأمنية تحقق نجاحا وأن الوضع سيتحسن."

وبالرغم من تحسن الأوضاع الأمنية إلا أن الاحتفالات بالعام الجديد في بغداد اقتصرت بشكل كبير على المناطق الأكثر أمانا على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقسم العاصمة إلى نصفين.

وقال موظف يبلغ من العمر 40 عاما في حي المنصور في غرب بغداد "انخفض العنف في منطقتي ولكننا ما زلنا نشعر بالخوف من مواجهة الموت في أي لحظة."

وقال أبو زهرة وهو شيعي من حي البياع المختلط دينيا في غرب بغداد حيث الحركة صعبة بسبب العديد من الحواجز على الطريق متسائلا "أي احتفالات.. ما زالت منطقتي ميتة."

(شارك في التغطية روس كولفن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى