مديرية الطلح بشبوة ..مديرية تنحر على طاولة الإهمال والنسيان ومشاريعها الخدمية محدودة وطرقاتها مأساة تتكلم عن نفسها ومعالمها الأثرية تندثر

> «الأيام» محمد عبدالعليم :

>
الطلاب يستخدمون الحمير
الطلاب يستخدمون الحمير
مديرية الطلح بشبوة تقع على سلسلة جبلية تمتد على هضاب جبال جردان غرباً والروضة جنوباً ووادي دوعن شرقاً ومديرية عرماء شمالاً.

المديرية تتميز بمناخ أكثر اعتدالاً في فصل الصيف وبارد وقارس في فصل الشتاء.. ولكون هذه المديرية واحدة من المديريات الشرقية التي لا تزال تعاني قلة المشاريع الخدمية وخاصة في الطرقات والكهرباء والاتصالات وغيرها من المشاريع الخدمية فهي محرومة تماماً، وإنصافاً من الـ«الأيام» قامت بإجراء استطلاع للواقع المرير الذي تعيشه مديرية الطلح تطالعونه في الأسطر التالية:

من ماذا تتألف مديرية الطلح ؟

تتألف مديرية الطلح من المئات من المناطق والقرى المنتشرة على صحاري المديرية الواسعة، يبرز في المديرية العاصمة لمديرية الطلح الذي تشتهر بسوق الخميس الذي يتوافد له المواطنون من مختلف المديريات المجاورة للطلح، لكونه تتوفر فيه الكثير من الاحتياجات، وتتألف المديرية من مقر للسلطة المحلية بني بدعم هولندي ومركز لشرطة للمديرية ومستوصف وغيرها من الدوائر الحزبية والحكومية بالمديرية.

سوق الخميس في الطلح
سوق الخميس في الطلح
مستوصف المديرية مبنى حديث وخدمات ناقصة

يوجد في مديرية الطلح مستوصف صحي حديث، تم بناؤه مؤخراً بتصاميم حديثة، ويتكون من عدد من الغرف والأقسام الترقيدية، ولكن الخدمات التي تقدم فيه محدودة للغاية جداً، وذلك لوجود الأطباء في بعض الأوقات، وتقتصر خدمات المستوصف على الوصفة الطبية وأخذ العلاج من العيادة الخارجية، رغم أنه يوجد في المستوصف جهاز أشعة ومختبر حديث، ولكن غياب بعض مستلزماتها أجل تشغيلها، وهذه الخدمة المحدودة في المستوصف وعدم تشغيل الأجهزة يكبدان المواطنين عناء السفر إلى عتق وسيئون والمكلا لعلاج مرضاهم مما يكلفهم مبالغ كبيرة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

أول مدرسة للتعليم ساهم في بنائها الرئيس الراحل سالم ربيع علي

يظل في ذاكرة التاريخ اليمني الرئيس سالم ربيع علي (رحمه الله) الأوحد في ذاكرة أبناء مديرية الطلح، كونه ساهم في 1972م حين زيارته المديرية في مشاركة الأهالي في مبادرة شعبية كبيرة لبناء مدرسة الطلح للتعليم، لتشهد المديرية حدثاً تاريخياً بزيارة الرئيس الراحل (سالمين) ومشاركته في بناء أول مدرسة للمديرية، كون التعليم في مديرية الطلح في مراحل الستينات والخمسينات يتم عن طريق المعلامة وهي طريقة بدائية تتم بتعليم الحروف الأبجدية والقرآن الكريم والقراءة والكتابة، أما الآن فإنه يوجد بمديرية الطلح مدرسة الطلح للتعليم الأساسي والثانوي ويتم فيها التدريس إلى الصف الثاني ثانوي علمي ويوجد بها قسم داخلي مغلق لغياب الأغذية فيه، وكذلك يوجد في مناطق المديرية عدد كبير من المدارس للبنين مع غياب تام لمدراس مستقلة للبنات، حيث تدرس البنات إلى الصف الثالث والخامس مختلط وتنقطع عن الدراسة لغياب مدارس البنات، وتبرز معاناة الطلاب في مديرية الطلح في صعوبة التنقل للمدارس مشياً على الأقدام وعلى الحمير وفي بعض المناطق يتم استخدام السيارات والدراجات النارية، لبعد المدارس عن منازلهم.

عقبة باراح
عقبة باراح
الطرقات مأساة تتكلم عن نفسها

تعتبر الطرقات من مديرية الطلح إلى عاصمة المحافظة وعرة للغاية ومتحجرة فإن الطريق تعتبر شريان الحياة ولا يزال أهالي المنطقة يطالبون الجهات المسؤولة بالنظر لها لإصلاح الطريق والمد بخط إسفلتي، وكذلك عقبة باراح التي يوجد فيها 25 منعطفاً جبلياً صعباً بحاجة إلى إصلاح رغم أن اعتمادها السنوي أكثر من مليونين حسب إفادة الأهالي لكنه يضيع ولا يوجد للعمل أثر فيه، فهي بحاجة إلى إصلاح وصيانة باستمرار لتنقل الأهالي يومياً عبرها.

يقول الشاعر صالح جحاف من أهالي الطلح هذه الأبيات الشعرية عن عقبة باراح:

سجلوا عقبة باراح في كشف الإعانة

خاف شيء راتب بيطلع باترمم

سجلوها اما شليلة في العانة

أو يتيمة ما لها أب ولا أم

سجلوها العاد في الكشف شي خانه

أوقده كلن بيجلس في مكانه بيمشي ما يهمتم

الجبال السود ما حملت أمانة وانته حملته يابن آدم

البطانة معلم تاريخي يتعرض للانهيار

تتكون بطانة آل عبدالعزيز من أكثر من 50 منزلاً قديماً وحديثاً وثلاثة حصون تاريخية ومسجد جامع تم إنشاؤه في العصور الإسلامية وصالة كبيرة يطلق عليها «مقصد» للسبيل يتم استقبال الضيوف فيه وتم تأسيسه قبل أكثر من 500 خمسمائة عام من قبل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالحق الأب الروحي لآل عبدالعزيز (رحمه الله)، حيث قام ببناء البطانة تظهر معالمه التاريخية شاهدة على حضارته الماضية، حيث إن المسجد والمقصد يتميزان بطرز معماري فريد يدل على قدم التاريخ في المنطقة وحضارتها، فقد شهدا ترميماً في عصور مختلفة وكذاً في عهد الوالد الشيخ عبدالعليم صالح (رحمه الله) والجد محسن عبدالله شفاه الله وعدد من أبناء آل عبدالعزيز، ولكن بعد ترجل هؤلاء ورحيل أحدهم وإصابة أحدهم بالأمراض شفاه الله فإن المسجد والمقصد معرضان للانهيار وبدأت التشققات عليهما فهل من لفتة لهذا المعلم التاريخي وإعادة الاعتبار له وبناء المسجد وبيت السبيل من جديد من أهل الخير.

آثار التشققات في مقصد البطانة
آثار التشققات في مقصد البطانة
ومن المعاناة يتحدث مواطنو الطلح

يسلم بامخشب يقول:«ماذا تريد أن نكتب الأوضاع في المديرية لا تسر، وضعها يسير إلى الأسوأ، الطرقات معطلة فنحن حينما نذهب إلى عتق فأننا نمر بطريق صعب للغاية لوعورته ونقول هل تنظر الحكومة لمديرية الطلح وتهتم بها وتصلح خطها الإسفلتي مثل بقية مناطق الجمهورية. وإننا نطالب بتفعيل العمل في المستوصف في المديرية».

أما المواطن محمد عبدالحق عبدالعزيز فيقول:«معاناة المديرية مستمرة فإن المعاناة تكتمل في الاحتياجات الأساسية ولتجاهل المديرية للمشاريع الخدمية وخاصة في الطرقات والكهرباء فإننا نلفت النظر لهذه المديرية واحتياجاتها».

من الزيارة هناك إشارة عابرة

المجلس المحلي للمديرية ما يزال بعيداً عن متطلبات الناس وقضاياهم والدليل أنني التقيت أحد أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس بالمدير بالمحافظة فقلت له لماذا لا تهتمون بقضايا الناس وتدعمونهم في جانب المشاريع وتتخذوا عبراً من المجلس السابق؟ فقال ساخراً : نريدك تحضر للمجلس تقول لنا هذا الكلام فهل من واجبنا أن نعلمهم عملهم!

-ما تزال مديرية الطلح في كل الانتخابات ورقة رابحة مع المؤتمر الشعبي العام ولكن ورقة بدأت تتلاشى لأن المؤتمر يتجاهل المديرية بشكل تام ويتذكرها أيام الانتخابات فقط فلماذا لا يهتم بها الآن؟

- لا تزال المديرية تعاني من شحة المياه ولا تزال بحاجة إلى سدود وآبار.

-الطلاب يتنقلون على الحمير ومشياً وعلى الدراجات النارية لغياب القسم الداخلي.

- يعتبر أبرز المحافظين الذين زاروها، لكن في ظروف استثنائية علي محمد المقدشي المحافظ الحالي لصنعاء وأحمد محسن محافظ المحويت الحالي وأحمد مساعد حسين محافظ ريمة الحالي واللواء عبدالله علي عليوة مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى