التضامن مع الاحتجاجات السلمية والمطالبة بتقديم قتلة شهداء النضال السلمي للعدالة في مهرجان الراهدة

> الراهدة «الأيام» أنيس منصور - غازي العلوي:

>
احتشد صباح أمس أكثر من (10) آلاف مواطن في الساحة الأمامية لحارة الجنوبيين بمدينة الراهدة، توافدوا إليها من مناطق كرش والصبيحة والمسيمير وردفان، يتقدمهم عدد من المشائخ والوجاهات، وكذا جموع كبيرة من مديريات حيفان وخدير ومحافظة تعز.

وأوضح القادمون من مناطق الصبيحة وردفان والمسيمير أن مشاركتهم في المهرجان تأتي للتعبير عن الاستنكار لأعمال المداهمة التي قامت بها قوات السلطة لحارة الجنوبيين في الراهدة، واعتقال عدد من أبناء الصبيحة.

وذكر عدد من المشاركين في المهرجان أن القوات العسكرية قامت أمس باعتراض ومنع القادمين من مديرية سامع عن المشاركة في المهرجان الذي دعت له ونظمته أحزاب اللقاء المشترك بمحافظتي تعز ولحج تحت شعار (من أجل تعميق الحرية ورفض الظلم والاستبداد).

ورفع المشاركون صورا للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ولافتات قماشية وورقية تدين الفساد المتفشي في مختلف مرافق الدولة وسلطاتها، وتدني الخدمات وارتفاع الأسعار.

كما طالبت اللافتات بتحرير الراهدة مما وصفته باستبداد المشائخ وتسلطهم.

وانعقد المهرجان وسط تشديدات أمنية ونقاط تفتيش انتشرت على طول طريق خط عدن ـ تعز، وكل منافذ شوارع الراهدة.

وبدأ المهرجان بآي من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على روح شهداء ردفان والضالع وحضرموت، وكذلك الفاتحة على روح الشيخ عبدالله بن حسين ومحفوظ شماخ، ووقف الحاضرون دقيقة حداد عليهما.

وألقى د.عبدالرحمن الأزرقي كلمة أحزاب المشترك بتعز، مشيرا إلى «أن حياة اليمنيين في ربوع الوطن تدهورت تدهورا خطيرا في الجانب الاقتصادي والمعيشي والصحي في ظل حكومة المؤتمر، وانتشار الفساد في مفاصل السلطة».

وقال: «ليس من العدل أن يتضرر مئات الآلاف من الجوع بجانب قلة متخمة مترفة، والعجيب أن السلطة نفسها عاجزة عن تقديم الحلول للأزمات التي صنعتها، وتصرخ مدعية أن الوحدة في خطر لتغطية فضائحها». منوها إلى «أن سلطة تقف عاجزة أمام مشكلة مقلب قمامة الراهدة، كيف لها أن تحل مشاكل شعب؟!».

وأعلن الأزرقي باسم اللجنة التنفيذية للقاء المشترك بتعز عن التضامن مع حركة الاحتجاجات السلمية بالمحافظات الجنوبية والشمالية.

كما تحدث في المهرجان الأخ عبدالله أحمد علي العديني عضو مجلس النواب مخاطبا الحاضرين بقوله: «أنتم اليوم بهذا المهرجان تصنعون اليمن الجديد والمستقبل الأفضل، لأن البلاد تعاني الذل والاستضعاف، ولن تتحرر إلا بثورة سلمية تحطم أوثان وأصنام السلطة، وأن هذه المهرجانات هي الحياة والنضال لانتزاع الحقوق والحريات، ولابد من الشجاعة والإقدام لتسير إلى الأمام حتى يحكم الله بيننا وبين هذا النظام، والله خير الحاكمين».

كما ألقيت في المهرجان كلمة المعتصمين في منصة ردفان ألقاها عيدروس صالح حسين، قال فيها: «ها هو الشعب قادم وردفان تقول لكم نعم من أجل وحدوية النضال لإسقاط نظام الفساد، معا من أجل الحرية والكرامة والعيش الكريم».

وأضاف قائلا: «نؤكد لكم أن السلطة لاتمتلك مشروعا وحدويا حقيقيا، وهي تعمل على ممارسة التضليل من خلال تصوير مصالحها الأنانية الفاسدة القائمة على احتكار الثروة والسلطة على أنها هي الوحدة بعينها».

وأعلن عن الرفض القاطع «لكل الشعارات والسياسات التي تمنح السلطة أحقية الدفاع عن الوحدة».

وقال: «لن يهدأ لنا بال، ولن يقر لنا قرار وقد طغى الفاسدون واستفحل ظلمهم، لقد صادروا حقوقنا، ونهبوا ثرواتنا، وتملكوا في أرضنا، وسفكوا دماءنا، لقد سقط في ردفان أربعة شهداء وخمسة عشر جريحا في مجزرة دموية، وهي ملحمة بطولية تضاف إلى سجلات آبائهم الأبطال».

وتحدث في المهرجان م.فيصل بن شملان، مترحما في مطلع كلمته على الشيخ عبدالله بن حسين ومحفوظ شماخ.

وقال: «لقد ودعنا عاما مليئا بالظلم والفقر والبطالة والفساد الحكومي، وأداء متدن رديء في إدارة البلاد، وها نحن نستقبل عاما جديدا أشد منه مع اشتداد النضال السلمي رأسيا وأفقيا، لأن المستقبل يتحول مع الفساد وسوء إدارة البلد إلى بؤس عميق..» مشيرا إلى «أن ماشهدته المحافظات الجنوبية من غليان، وما تشهده المحافظات الشمالية من حروب طاحنة في صعدة، لهو دليل على فشل النظام، وأن استعمال التعسف والقوة العسكرية وشراء الذمم في مواجهة الاعتصامات والمسيرات بهذه الأساليب هو جهل مركب، يهدر طاقة كبرى البلد بحاجة لها».

ودعا بن شملان إلى التوقف عن زراعة القات بالتدريج وتشكيل حكومة وطنية للخروج بالبلاد من هذه الأزمات.

وكان الحاضرون في المهرجان قد حملوا جنازة رمزية لتشييع ودفن كيس الدقيق بمشاركة الفنان المسرحي الساخر فهد القرني.

وعقب التشييع جرى عرض مسرحية تطرح السؤال «هل تقع الراهدة ضمن نطاق الجمهورية؟ وهل يحكمها النظام الجمهوري اليمني أم المشائخ المستبدون؟!».

كما ألقى الشاعر نجيب القرني قصيدة شعبية بعنوان خدير ليست مخدرة، نالت الاستحسان.

ثم خرج الحاضرون في مسيرة حاشدة جابت الخط العام عدن ـ تعز حتى إدارة أمن الراهدة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من حافة الجنوبيين على ذمة المهرجان ليلة أمس الأول، واصطف المشاركون في المسيرة وسط الخط العام لمدة نصف ساعة أمام إدارة الأمن في اعتصام حاشد.

وبعد مداولات وتشكيل لجنة لمحاورة إدارة الأمن مكونة من الشيخ علي عبده حنش وأعضاء مجلس النواب ومراسل صحيفة «الأيام» أنيس منصور للمطالبة بسرعة الإفراج عن المعتقلين بحضور مشائخ الصبيحة والحواشب بمحافظة لحج تم الإفراج مباشرة عن المسجونين بضغوط هتافات المعتصمين المنددة بالاستبداد والمستبدين.

وفي ختام المهرجان والمسيرة صدر بيان جاء فيه:

«إن السبيل الأمثل لمناصرة المطالب الحقوقية الشعبية وتحقيق المساواة العادلة بالثروة والسلطة واحترام المواطنة المتساوية هو النضال السلمي المستمر، ذلك أن هذه المطالب هي واجب كل الأحرار في كل محافظات الجمهورية.

لقد أصبح النضال السلمي هو الطريق الذي ينبغي أن ينخرط فيه كل الأحرار والشرفاء.

إننا نضع بين يدي السلطة المحلية في مديرية خدير وفي المحافظة المطالب المحلية الآتية:

-1 إعادة المبعدين والمبعدات في سلك التربية والتعليم إلى إعمالهم.

-2 توفير الخدمات الصحية اللازمة، وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل.

-3 الاهتمام بالعملية التعليمية والتربوية، وإنقاذها من المستوى المتردي الذي وصلت إليه، وتطهيرها من الغش المستطير في الاختبارات العامة والمدرسية.

-4 التوزيع العادل لحصة الضمان الاجتماعي، وإيصاله إلى مستحقيه، بدلا من العبث به وتسخيره لشراء الولاءات الحزبية الضيقة.

-5 توفير النظافة في حدها الأدنى لمدينتي الراهدة والدمنة، وإيجاد مقلب لتصريف القمامة منهما.

-6 إعادة الاعتبار لمدينة الراهدة والاهتمام بها، لما تمثله من موقع حيوي يعود نفعه على كل المناطق المجاورة، كما أنها مدينة تاريخية لها أثرها في الثورة، ومثلت بوابة انطلاق أثناء حرب التحرير.

-7 احترام الوعود الانتخابية، وإعادة الأسعار إلى ماكانت عليه في عام 2005م على الأقل.

-8 إدانة التعسفات والانتهاكات التي تحدث في المنطقة خارج الدستور والقانون، وإغلاق السجون الخاصة.

-9 نعلن تضامننا مع حركة الاحتجاجات السلمية في اليمن عموما، ونطالب بتقديم قتلة شهداء النضال السلمي إلى العدالة، من أجل الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره».

حضر هذه الفعالية أعضاء مجلس النواب أحمد سيف حاشد وعبده محسن مهدي وصادق البعداني وعبدالكريم شيبان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى