الشاعر عبدالقادر فدعق لـ«الأيام»:مافيا الكاسيت يتحكمون بنبض الفن وأعناق الفنانين!!

> «الأيام» مختار مقطري:

> الشاعر الغنائي المعروف عبدالقادر فدعق، شاعر متجدد، ينأى بشعره عن الفكرة المألوفة والمعنى المستعاد والموضوع المجتر، فالشعر عنده - لمن دنا منه- عناء ومكابدة، وإعمال مضن للعقل، بحثاً عن صياغة جديدة وتوظيف مبتكر للمفردة، ليرقى كل ذلك إلى ترجمة مشاعره الجياشة بالحب والندية بالجمال، فإذا مالت قصيدته - وهو يكتبها - إلى التكلف والتقاليد، تركها بانتظار أخرى من عرائسه الحسان الهائمات في مساحة ضوء في فضاءات فنه، والهائم بسحرهن المتدفق، والتجدد لدى هذا الشاعر الرقيق له وجه آخر يتجلى في حرصه دائماً على تقديم أغنية جديدة، تخلقها كلمته الشاعرة في البدء، فلا ينفك باحثاً عن لحن جميل وجديد، بالاتصال المباشر بكل ملحن موهوب وبكل صوت قادر على توصيل الكلمات والألحان، ولذلك حق لي القول إن زيارته لمعشوقته عدن بعد كل عدة أشهر قادماً إليها من معشوقته الثانية جده، صارت زيارة فنية أكثر من كونها زيارة للأهل والأقارب والأصدقاء، فمنذ زيارته قبل الأخيرة لعدن في (8/ 2007) وزيارته الأخيرة لها في عيد الأضحى المبارك الماضي لحن وغنى من شعره أسماء جديدة لم يتعامل معها من قبل، ففي كل زيارة أغنيات جديدة وعلاقات فنية جديدة لأن فيها قصائد جديدة، بتواصل جميل قائم على الود والتقدير والإخلاص للفن. عن الجديد لدى الشاعر الغنائي الجميل عبدالقادر فدعق في زيارته الأخيرة لمعشوقته عدن أجريت معه الحوار التالي:

< مع من تعاملت أول مرة؟

- كنت محظوظاً في هذا الحانب، فكان أول من تعاملت معه هم من خير الأساتذة: علي سيود (أتمنى له الشفاء العاجل)، محمد المسلمي وجعفر حسن، والفضل في ذلك للأستاذ عوض أحمد الذي عرفني بهم.

< هل كتبت أول قصيدة لتصبح أغنية؟

- لم أكتب قط بهدف الغناء، فكانت مجرد صدفة لا أكثر ولا أقل، ومازلت أكتب جميع الألوان التي أستشعر أني متمكن من أدواتها.

< أنت متهم بالتدخل في تلحين قصائدك.. ما رأيك؟

- لا يجوز أن نشارك أنا وأنت معاً في تنسيق زهور مزهرية جميلة وتفرض علي ألوان الزهور دون اعتبار لألوان الزهور المحببة إلى قلبي، ولا يمنع أن أعترف بأن هناك بعض ألحان تم صياغتها قد أخطأنا في تقديرها ولم تكن بالمستوى المطلوب، وهي قلة قليلة جداً.

< كم لك أغان ملحنة وأخرى موثقة؟

- لا أعرف الرقم الصحيح، إلا أنها تفوق الأربعين أغنية تم توثيق القليل منها بأصوات عوض أحمد، إيهاب خليل، رويدا وروينا رياض، وفي أقرب فرصة متاحة سيتم توثيق أغان أخرى، وهذا عائد لطاقة الفنان نفسه وقدرته على المتابعة، فسفري وغيابي الكثير يمنعاني من متابعة مثل هذه الأمور، على الرغم من أن الجميع يشيد بجهد وتفهم الأستاذ القدير أحمد ناصر الحماطي وتعاونه غير المحدود في توثيق مثل هذه الإبداعات.

< أحب صوت رجالي وصوت نسائي إلى قلبك؟

- من الصعب تحديد أيهما أقرب إلى قلبي، شاطئ جولدمور أم شاطئ حقات، فكلاهما يسعدني ويدخل السكون إلى قلبي، ولي معهما ذكريات العمر الجميلة، فكل صوت يطربني له مكان في قلبي، ودعني أتجاوز ذلك إلى من هو الصوت الذي لفت نظري خلال عام 2007م؟ إنه الشاب حسين محب الذي سيكون له شأن كبير في المستقبل.

< كونك شاعراً غزير العطاء، لماذا تأخر صدور مجموعتك الشعرية الأولى؟

- قد أكون كتبت حتى الآن ما يكفي لصدور مجموعتي الشعرية الأولى من قصيدة عمودية وقصيدة نثرية وشعر عامي، لكني بكل أمانة وصدق لا أملك الوقت الكافي للإعداد لذلك كما أن هناك أموراً أشد أهمية تشغلني عن هذا الأمر وأتمنى ألا يطول هذا الانشغال.

< مع اقتدارك في كتابة النص الغنائي لماذا تحاول كتابة الشعر الفصيح؟

- لا أملك أجابة لذلك، فالفكرة والموضوع هما سيدا الموقف، فهي التي تحكمني وبكل رضا أحتكم لها.

< ماهي أسباب تدني مستوى الأغنية اليمنية برأيك؟

- كل من تعاملت معهم لا يزالون في حالة إبداع متواصل، ولكن يؤسفني القول إن بعض سادة مافيا الكاسيت وشركات الإنتاج واستديوهات التسجيل متمركزون بصنعاء وبعض مناطق أخرى، ويتحكمون في نبض الفن وأعناق الفنانين، وبعضهم يفرض علينا ذوقه الرديء، وبالنسبة لهم فإن آلات مثل الكمان والتشيلو.. الخ من الآلات المحرم دخولها استيديوهاتهم الخاصة، لذلك سيبقى مستوى الأغنية متدنياً، فكيف يعقل عدم وجود استيديو تسجيل خاص بعدن؟

<مع من تعاملت فنياً في زيارتك الحالية؟

- تجدد اللقاء مع الفنان القدير عوض أحمد بأغنية (كذاب) تلحين الأستاذ غلام علي، والفنانة القديرة أمل كعدل بأغنية (باكون ممنون) تلحين الفنان جعفر حسن، وتم الإعداد لأغنية جديدة مع الرائعة رويدا رياض بعنوان (شهر تشرين) ومع الفنانة روينا رياض بعنوان (روينا عروق الوصل) وسيتم قريباً الاتفاق مع الملحن المناسب، كما تم الاتفاق مع الفنانين فيصل الصلاحي وناصر فدعق على أعمال جديدة ستظهر قريباً إن شاء الله، ومع الفنان إيهاب خليل على أغنية (أكتبني) تلحين الفنان أنور الرهوى، وهناك عمل مع الفنان أبوبكر عوض أحمد أغنية (شمس الحقيقة) تلحين الفنان جعفر حسن، هذا بالإضافة إلى أعمال أخرى.

< ماذا يمثل لك الفنان سعد مانع؟

- أشكرك لأنك عرفتني على الفنان المبدع سعد مانع، فهو بكل أمانة ملحن موهوب بالفطرة ويحتاج لكل تشجيع ودعم، فمهارته تساعده بتجهيز وجبة دسمة من أبسط المقادير.. وجبة تشبع الأذن وتطرب القلب، وتم الاتفاق معه على عدة أعمال فنية سيعلن عنها في الوقت المناسب.

< نشاطك الفني في أرض الوطن ملحوظ للمتابع، ماذا عن نشاطك الفني في المملكة؟

- لا يوجد لي نشاط فني في المملكة، حيث ينصب هناك كل اهتمامي على عملي ومراعاة أسرتي الصغيرة في المقام الأول والأخير، وليس لي الوقت الكافي لذلك، ولكن إن حصل تواصل معي فلا شيء يمنع ولكن بالحد المسموح.

< هل تحققت أمانيك الفنية؟

-تحقق أهمها ممثلاً بتعاون مع العملاقين العطورش وعوض أحمد وأطمح لتعاون فني مع أستاذ الجميع محمد مرشد ناجي.

< سمعتك تقول إن التعاون الفني مع أمل كعدل إضافة إلى تاريخ كل من الشاعر والملحن، هل عنيت ما تقول؟

- نعم قلت ذلك بوجودها ووجود آخرين ولم يكن ما قلته مجاملة، وأكرر هنا ما قلته.. نعم التعامل مع أمل كعدل إضافة غير عادية لكل من الشاعر و الملحن، وأنا سعيد وممتن لكل ملحن تعاملت معه مهما كان حجمه أو موقعه في رفعة الفن فكل واحد منهم -دون شك- سيضيف لي شيئاً.

< هل ترى أن وزارة الثقافة أدت دورها في توثيق أعمال الفنانين اليمنيين؟

- في الواقع هم يحاولون بقدر ما يستطيعون ولكني أرى أن المنتديات اليمنية في الانترنت قطعت شوطاً كبيراً في توثيق الأعمال النادرة لجميع فناني هذا القرن من الشيخ علي أبوبكر وإبراهيم الماس وغيرهم حتى يومنا هذا، فعندما تتصفح منتدى الشامي ومنتدى المرشدي سترى أن القائمين عليها يبذلون الجهد الذي يشكرون عليه.

< أشكرك.

- وأنا أشكرك وأشكر «الأيام» التي أتاحت لي فرصة الالتقاء بقرائها الكرام داخل وخارج الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى