وللفن أسراره ..فنانون.. تحت المراقبة

> «الأيام» فاروق الجفري:

> لم يكن من طبع الفنان عبدالحليم حافظ أن يعيش على هامش السلطة مثل غيره من الفنانين وإنما كان ينغمس في السياسة بدافع من طموحه ويضع نفسه في دائرة الكبار ويهوى الاقتراب من السلطة وكان يرى أن له دوراً آخر من خلال فنه، وكان يعتبر أنه ابن الثورة المصرية وصورتها المعبرة عنها بأغانيه، ومن هنا كانت صداقاته المتشعبة مع رجال الثورة. ولهذا تعرض عبدالحليم حافظ للمتاعب والمشاكل مع الكبار وبالذات المخابرات. وكان صلاح نصر رئيس المخابرات العامة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لا يرتاح إلى عبدالحليم حافظ ويضيق باتصاله المباشر مع الرئيس جمال عبد الناصر، وكان يرى أن عبدالحليم حافظ أخذ حجماً أكبر منه، وبدأ عبدالحليم يتعرض للمضايقات الخفية من مجموعة صلاح نصر وأخذوا يرصدون اتصالاته وزياراته .

وأما الموسيقار الموهوب الفنان فريد الأطرش فقد كان يحتفظ بصداقات قوية مع الملوك والأمراء العرب، وكان يشعر أنه أمير من آل الأطرش في جبل الدروز في سوريا، وكانوا يعاملونه بهذه الصفة قبل أن يكون فناناً مشهوراً، ورغم ظروف الأزمات في العلاقات مع بعض الدول العربية أيام عبدالناصر، فإنه كان يتصل بالملوك العرب وغيرهم من الأمراء والشيوخ، وكان يحتفي بهم عند حضورهم إلى مصر، ويقيم حفلات العشاء في منزله، ولم يكن فريد الأطرش يتدخل في السياسة حتى لا يقع في المحظور، ورغم ذلك تعرض لشبهات من جانب المخابرات المصرية في عهد صلاح نصر ووضع تحت المراقبة.

وعكس ما يتصور الناس كان فريد الأطرش رغم الشهرة على حافة الإفلاس في أواخر حياته، ولم يدخر شيئاً للمرض والزمن، وكان يعيش حياة الأثرياء العرب في القاهرة، ويفتح منزله لأصدقائه وضيوفه من الخارج، وكان كريماً إلى حد البذخ والإسراف. وهكذا كان مصدر إنفاق فريد الأطرش محل الشكوك من جانب المخابرات عام 1961 وضيق صلاح نصر الخناق عليه، ولذلك قرر فريد الأطرش وقتها الهجرة من القاهرة إلى بيروت وشارك في ملهى ليلي لتسديد ديونه ومصاريف العلاج لقلبه المريض، ونقل مقر إقامته إلى شقة صغيرة متواضعة، وقام فريد الأطرش بإنتاج أفلامه الأخيرة ولم يتوقف عن حياة البذخ ولكن بعيداً عن الكبار .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى