كوبا تعيد انتخاب النائب فيدل كاسترو الاحد تمهيدا ربما لعودته الى السلطة

> هافانا «الأيام» باتريك ليسكو :

>
من المتوقع انتخاب فيدل كاسترو نائبا اليوم الاحد لدى تجديد اعضاء الجمعية الكوبية، ما يفسح الطريق لاحتمال عودته الى سدة الرئاسة بعدما ابعده المرض عنها منذ حوالى 18 شهرا.

ودعي اكثر من 3،8 ملايين كوبي الى صناديق الاقتراع لانتخاب النواب ال614 في الجمعية الوطنية الحاكمة الشعبية (البرلمان) والتي ستعين فيما بعد 31 منهم في مجلس الدولة (الحكومة) الذي يرئسه فيدل كاسترو منذ 1976.

ومن غير المتوقع ان تسفر هذه الانتخابات عن اي مفاجأة اذ ان عدد المرشحين مساو تماما لعدد المقاعد في عملية انتخابية خالية من اي منافسة تجري بادارة الحزب الواحد وهو الحزب الشيوعي.

غير ان الاستحقاق اتخذ هذه السنة بعدا غير مسبوق بسبب الغموض المحيط بنوايا الزعيم التاريخي للثورة الكوبية في ما يتعلق بدوره على رأس النظام.

واضطر فيدل كاسترو في 31 تموز/يوليو 2006 وبعد ترؤسه البلاد منذ 1959 الى تفويض صلاحياته "موقتا" الى شقيقه راوول اثر خضوعه لعملية جراحية اولى بسبب اصابته بنزيف خطير في الامعاء.

واصدر منذ ذلك الحين اشارات متناقضة بشأن مستقبله في السلطة.

ففي كانون الاول/ديسمبر الماضي اعلن للمرة الاولى انه لا يعتزم "التشبث" بمهامه ولا قطع الطريق امام قيادة شابة.

ثم عاد وابلغ الصحافة الاربعاء بانه لا يملك "القدرة الجسدية" للمشاركة في الحملة الانتخابية والقاء خطب.

غير ان الرئيس البرازيل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا كان صرح في اليوم السابق بعد لقاء كاسترو على مدى ساعتين ونصف الساعة انه رآه "على استعداد للاضطلاع بدوره السياسي" ويتمتع ب"صحة ممتازة" وب"وضوح مذهل في التفكير".

وظهر المسؤولان في شريط فيديو بدا فيه كاسترو ضعيفا انما افضل حالا من قبل وبكامل وعيه.

وسيكون امام الجمعية الجديدة بعد انتخابها مهلة 45 يوما حتى الخامس من اذار/مارس لتشكيل مجلس الدولة الذي سيختار رئيسه وهو رئيس الدولة.

ويرى جميع المحللين تقريبا ان الجمعية ستتبنى قرار فيدل كاسترو نفسه بشأن مستقبله السياسي.

وعمد الزعيم الكوبي خلال ممارسته السلطة بلا منازع على مدى نصف قرن تقريبا الى تجسيد المسؤوليات في شخصه ولم يسفر ابتعاده عن السلطة منذ حوالى سنة ونصف عن اي تغيير او اضطراب في البلاد.

ويمكنه بصفته رئيسا للبلاد وللحزب الشيوعي ان يختار التخلي عن احد هذين المنصبين، غير انه سيحتفظ على الارجح بدور الحكم والمرشد الاعلى للبلاد الذي لا يخطر لاي كان في القيادة الكوبية ان ينقضه له.

ويؤكد شقيقه راوول الذي تولى قيادة البلاد "بالوكالة" وبالتعاون مع نائب الرئيس كارلوس لاغي انه يستشير شقيقه الاكبر في كل القرارات المهمة.

غير ان بعض المحللين يرجحون تثبيت راوول كاسترو على رأس مجلس الدولة بدل شقيقه، على ان يتولى فيدل تحديد التوجهات الكبرى للبلاد ويعنى راوول بادارة الشؤون الجارية.

ويدعو الكوبيون وقد اعتادوا غياب الرئيس الذي لم يعرف 70% منهم رئيسا غيره، الى "تصويت موحد" ما يعني التصويت بالاجماع للمرشحين الرسميين وتاليا مبايعة النظام.

وعينت المجالس البلدية المنتخبة في تشرين الاول/اكتوبر نصف المرشحين ال614 للبرلمان فيما عينت النصف الاخر النقابة الوحيدة و"المنظمات الجماهيرية" التابعة للنظام.

ويصف المنشقون الكوبيون هذه الانتخابات ب"المهزلة" ولو ان الاكثر اعتدالا بينهم يرون فيها فرصة قد تخرج النظام من "جموده". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى