أمير سعودي كبير يعرض على إسرائيل رؤية للسلام

> كرونبرج «الأيام» بول تيلور :

> عرض أمير سعودي كبير على إسرائيل رؤية تتمثل في تعاون موسع مع العالم العربي وإقامة اتصالات بين الشعوب إذا وقعت معاهدة سلام وانسحبت من جميع الأراضي العربية المحتلة.

وفي مقابلة مع رويترز قال الأمير تركي الفيصل وهو سفير سابق إلى الولايات المتحدة وبريطانيا ومستشار سابق للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إن إسرائيل والعرب يمكن أن يتعاونوا في كثير من المجالات بينها المياه والزراعة والعلوم والتعليم.

وعندما سئل عن طبيعة الرسالة التي يريد ان يبعثها إلى الشعب الإسرائيلي قال "من خلال مبادرة السلام العربية تجاوز العالم العربي حد العداء تجاه إسرائيل إلى السلام مع إسرائيل ومد يد السلام لإسرائيل ونحن بانتظار أن يمسك الإسرائيليون يدنا وينضمون إلينا فيما سيعود حتما بالنفع على إسرائيل والعالم العربي."

وخلال قمة بالعاصمة السعودية الرياض العام الماضي أحيت جامعة الدول العربية التي تضم 22 عضوا خطة سعودية للسلام طرحت للمرة الأولى عام 2002,وتعرض مبادرة السلام العربية على إسرائيل التطبيع الكامل للعلاقات مع الدول العربية مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة.

ورفضت إسرائيل العرض وقتها خلال ذروة الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

لكنها أبدت مزيدا من الاهتمام منذ دشنت الولايات المتحدة مساع جديدة للسلام خلال مؤتمر للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عقد في مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني بهدف التوصل لاتفاق بين الجانبين بحلول نهاية العام الحالي.

وقال الأمير تركي الذي شغل سابقا منصب مدير المخابرات السعودية إنه إذا قبلت إسرائيل خطة الجامعة العربية ووقعت اتفاق سلام شاملا "فيمكن أن يتصور المرء اندماج إسرائيل في الكيان الجغرافي العربي."

وأضاف "يمكن أن يتصور المرء وجود علاقات بين العرب والإسرائيليين ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي بل أيضا في مجالات مثل التعليم والبحث العلمي ومكافحة التهديدات المشتركة لسكان هذه المنطقة الجغرافية المترامية الأطراف."

وجاءت تصريحاته على هامش مؤتمر عن الشرق الأوسط وأوروبا نظمته مؤسسة برتلزمان للأبحاث. وكانت من بين أكثر التصريحات شمولا واتساعا من مسؤول سعودي إلى الإسرائيليين.

وقال الأمير تركي "ستكون هناك زيارات متبادلة بين شعبي إسرائيل وباقي الدول العربية."

وتابع "سنبدأ بالنظر إلى الإسرائيليين باعتبارهم يهودا عرب وليس باعتبارهم إسرائيليين" مشيرا إلى أن الكثير من العرب ينظرون إلى إسرائيل تاريخيا باعتبارها كيانا أوروبيا فرض على العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية.

ولا يشغل الأمير تركي وهو شقيق وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أي منصب رسمي في الوقت الراهن لكنه يرأس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض.

وقال إن إسرائيل يمكن أن تتوقع تحقق بعض المنافع على الطريق نحو إبرام معاهدة والانسحاب الكامل مشيرا إلى أن تعاونا اقليميا بدأ مع الدولة اليهودية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو المؤقتة عام 1993 مع منظمة التحرير الفلسطينية وانه بات لإسرائيل تمثيل في عدد من الدول العربية.

لكن هذه التحركات واجهت انتكاسة بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

ويساور إسرائيل القلق من خطة الجامعة العربية لأسباب منها أنها ستنطوي على اعادة مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها خلال حرب عام 1967 وإعادة تقسيم القدس التي ضمت إسرائيل شطرها الشرقي العربي الذي احتلته عام 1967.

لكن يوسي ألفير وهو مشارك إسرائيلي في المؤتمر وأحد رؤساء تحرير موقع بيتر ليمونز الإسرائيلي الفلسطيني على الانترنت ومسؤول كبير سابق في المخابرات رحب بتصريحات الأمير تركي.

وقال ألفير "سعدت لسماع وصف الأمير تركي للطبيعة الشاملة للتطبيع كما يتصورها ضمن إطار مبادرة السلام العربية."

وأضاف "ينبغي أن تشجع تصريحاته الإسرائيليين والعرب على تعميق وتوسيع نطاق المناقشات بشأن سبل التوصل لاتفاق سلام شامل وتطبيق مبادرة السلام العربية وتحقيق هذا النوع من التعاون الذي وصفه سموه."

وعبر عن أمله في أن تتقبل الدول العربية الإسرائيليين بصفتهم "يهودا يعيشون حياة سيادية في وطننا التاريخي" وليس مجرد "يهود عرب" أو "يهود أوروبيين" بمجرد توقيع اتفاق سلام شامل. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى