مشرف يتعهد للاوروبيين تنظيم "انتخابات حرة وعادلة" في بلاده

> بروكسل «الأيام» كاترين ترايومف :

>
تعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس الإثنين في بروكسل اجراء انتخابات تشريعية "حرة وعادلة" في 18 شباط/فبراير المقبل مع تاكيده العمل لاحلال الديموقراطية بصورة تدريجية في بلاده التي تشهد موجة هجمات لا سابق لها.

وحرص الرئيس الباكستاني خلال اليوم الذي قضاه في بروكسل على التاكيد على ان الانتخابات التي اجلت بعد اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في 27 كانون الاول/ديسمبر، ستكون "نزيهة وشفافة وسلمية"، وان "السلطة ستذهب للفائز بغض النظر عن هويته".

ومشرف الذي يواجه ازمة سياسية وموجة اعتداءات لا سابق لها في الدولة المسلمة الوحيدة التي تملك السلاح النووي، سعى الى طمأنة محادثيه الاوروبيين القلقين من زعزعة استقرار باكستان التي تعتبر حليفا رئيسيا في مواجهة الجماعات الارهابية.

وحض الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الاثنين مشرف الذي تناول معه الغداء على تنظيم انتخابات "حرة وعادلة"، و"في اجواء آمنة".

وقال سولانا "رسالتنا واضحة: ان تكون هذه الانتخابات عادلة وحرة وان تتم في اجواء آمنة".

واضاف "سنرى ما سيحصل في نهاية العملية الانتخابية. سيتقرر رد فعلنا وتعاوننا ودرجة التزامنا (مع باكستان) في ضوء نتيجة هذه العملية، وهو امر طبيعي. ولكن علينا اعطاء فرصة" لهذه العملية.

وطالب مشرف الغرب باعطائه "بعض الوقت" من اجل ان تصل بلاده الى الديموقراطية.

وقال "نحن مع الديموقراطية وقد قمت بادخال روح الديموقراطية الى البلاد. لكننا لا نستطيع ان نتقدم سريعا مثلكم انتم (الغربيون). اعطونا بعض الوقت لنصل اليها".

ونفى مشرف وضع قيود امام الحريات الفردية وحرية الصحافة في بلاده، الا خلال الفترة التي فرضت فيها حالة الطوارىء وعلق فيها والدستور من 3 تشرين الثاني/نوفمبر الى 15 كانون الاول/ديسمبر، والتي قال انها فرضت في "ظروف خاصة".

وبدأ مشرف مساء أمس الأول جولة في اوروبا تشمل بعد بروكسل باريس ومنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا ولندن.

وقبل مغادرته بروكسل في المساء اعلن انه "يرغب في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عما يجري في باكستان والمنطقة".

وتشكل هذه الزيارة اول رحلة مهمة الى الخارج لمشرف منذ اغتيال الزعيمة المعارضة بنازير بوتو.

وكان تصعيد اعمال العنف التي تنفذها طالبان في افغانستان واستخدامها لشمال باكستان كنقطة انطلاق لتنفيذ عملياتها ضد القوات الدولية بقيادة حلف شمال الاطلسي، موضوعا اخر بحثه المسؤولون الاوروبيون وحلف شمال الاطلسي مع مشرف.

وقال الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر على هامش اللقاء مع مشرف "انه لغاية في الاهمية للمنطقة ان يعم الاستقرار افغانستان وباكستان، وقد اتفقنا على هذا".

واضاف "باكستان جزء من الحل وبالطبع ليس من المشكلة"، في حين يوجه الاتهام الى باكستان بين الحين والاخر بعدم فرض رقابة محكمة على حدودها لمنع تسلل طالبان.

وكانت هذه المسالة ايضا في صلب المباحثات مع سولانا الذي قال "يؤكد مشرف ان (قواته) تحقق تقدما في التصدي للقاعدة (...) لكنه يقر بان العمليات الانتحارية ازدادت في باكستان نفسها في الاونة الاخيرة".

والتقى مشرف في المساء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي للاجابة على اسئلتها، قبل ان يواصل جولته الى باريس ومن ثم الى دافوس في سويسرا ولندن.

وبمناسبة زيارته، اصدرت الفدرالية الدولية لحقوق الانسان بيانا دانت فيه "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان" في باكستان ودعت الاتحاد الاوربي الى ممارسة ضغوط على مشرف.

واعتبرت الفدرالية في بيانها الصادر في باريس ان "اقامة مؤسسات ديموقراطية واحترام حقوق الانسان فقط من شانهما تشكيل قاعدة لمكافحة التطرف وكل اشكال التعصب الديني"، ودعت الاتحاد الاوروبي الى ممارسة ضغوط على مشرف لاحترام "حرية التعبير والتجمع والتظاهر (..) والحفاظ على استقلال القضاء واطلاق سراح الناشطين السياسيين والمحامين والقضاة والمدافعين عن حقوق الانسان فورا وبدون شروط".

والاتحاد الاوروبي هو اول شريك تجاري لباكستان، ويبلغ حجم التبادل السنوي بين الجانبين حوالى تسعة مليارات دولار بحسب اسلام اباد.

ومشرف الذي وصل الى السلطة اثر انقلاب عام 1999، اعيد انتخابه في 6 تشرين الاول/اكتوبر في اقتراع غير مباشر اثر انتخابات اثارت جدلا امام المحكمة العليا.

وقد اوقعت موجة الهجمات التي تشهدها بلاده وغالبيتها انتحارية تنسب الى الاسلاميين مقربين من القاعدة، اكثر من 800 قتيل عام 2007.

وقبل وصوله الى اوروبا، ذكرت صحيفة ال باييس الاسبانية ان السلطات الاسبانية حذرت فرنسا والبرتغال وبريطانيا من احتمال تنفيذ هجمات خلال جولته الاوروبية التي تستمر ثمانية ايام.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الاستخبارات الاسبانية قولها ان مجموعات صغيرة تضم باكستانيين بشكل خاص تعد لتنفيذ هجمات "على الفور". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى