صرخة الوطن

> عمر محمد بن حليس:

> إن الوطن يدعونا أن نستظل تحت مظلته الكبيرة، يدعونا لننعم بخيره وأمنه ونعتز بتاريخه وحضارته ووحدته، يدعونا أن نستلهم الدروس ونأخذ العبر مما نراه حولنا من اقتتال وملاحقات كل فيها يقتفي أثر صاحبه كي ينال منه ليرديه قتيلاً.

إن وطننا اليمني الواحد الموحد يدعونا بصوت تردد أصداءه السموات ويختلط بحبات الثرى، صوت يقول: انظروا إلى أقرب بقعة من خارطتي سترون ضحايا الذين لم يفكروا بمصيرهم ومصير من تقذف بهم أمواج البحار الهادرة وتلقي بهم في قيعانها لتلتهمهم حيتانها.

إنها صرخة وطن ينشد السلم الأهلي ويأبي الجراح، فهل نلبيها ونتجاوز المصالح الذاتية، ونرتقي بحب الوطن بالصدق والإخلاص لنجعل مصلحة اليمن هي المصلحة العليا التي تسمو على كل المصالح، لأن الوطن هو وحده المصلحة الأولى والأخيرة، وأمنه واستقراره هو أمننا وطمأنينتنا، وهو وحده السكينة العامة، فليكن شعارنا، الحب للوطن أولاً دون ذلك فلا وألف لا.

هل يتجاوب أبناء الوطن أينما كانوا ومهما كانوا في الداخل والخارج وكيفما كانوا، فليتحاوروا ويجعلوا من عقولهم فنار الوطن الذي من واجبنا وحبنا الحفاظ عليه والعمل سوياً لتهيئة المناخات الآمنة المستقرة والمزدهرة لحاضرنا ومستقبل أبنائنا من بعدنا، فالخيار الوحيد هو الحوار لإنقاذ الوطن، وتلافي كل من شأنه إيقاظ الفتن التي لن تنام إذا ما أوقظت ونهضت، اللهم نسألك النجاة من جحيمها، والحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم يقول:(من يضلل الله فلا هادي له) صدق الله العظيم

هذه الآية الكريمة تنطبق على أولئك الذين ختم الله على قلوبهم وأبصارهم، فنسوا آيات الله البينات المحذرة من إشعال الفتن، ومن قتل النفس ومن نشر الفساد وترويع الناس، فويل لأولئك القوم الذين أضلهم الله.

وطوبى لمن تنزلّت عليه هداية ربنا سبحانه وتعالى واللهم لا شماتة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى