ديبي يؤكد السيطرة الكاملة على تشاد وسقوط اكثر من 160 قتيلا

> نجامينا «الأيام» فرانشيسكو فونتيمادجي :

>
اكد الرئيس التشادي ادريس ديبي أمس الأربعاء في نجامينا ان القوات الحكومية تملك "السيطرة الكاملة" على العاصمة وعلى البلاد بعد معركة العاصمة التي اسفرت عن سقوط 160 قتيلا.

اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أمس الأربعاء في نجامينا لوكالة فرانس برس مقتل 160 شخصا على الاقل واصابة الف نهاية الاسبوع الماضي في هذه المعركة من اجل السيطرة على نجامينا بين المتمردين والقوات الحكومية.

واعلن رئيس بعثة الصليب الاحمر في نجامينا توماس مركلباش ان "الصليب الاحمر التشادي جمع ثمانين جثة ويبقى العدد نفسه وربما اكثر بقليل".

واضاف ان "الجثث دفنت في مقبرتين جماعيتين في مقبرة نجامينا وليس بين الجثث الثمانين التي جمعت اطفال".

وفي وقت سابق قال الرئيس التشادي "لدينا السيطرة الكاملة لا على العاصمة فحسب بل على البلاد برمتها"، وذلك في مؤتمره الصحافي الاول منذ بداية معركة نجامينا في نهاية الاسبوع المنصرم بين قواته والمتمردين الذين حاولوا الاطاحة به.

واضاف ديبي متوجها الى الصحافيين في لباس عسكري قتالي "منهم (المتمردون) من فر، ومنهم من بقي في نجامينا بعدما ارتدى اللباس المدني، ومنهم من يحاول العودة الى الحدود (السودانية)".

وجاء هذا الموقف للرئيس التشادي الذي حاصره المتمردون في مقره طوال نهاية الاسبوع اثر لقائه وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران الذي حضر الى نجامينا لاعلان دعم باريس له.

وقال وزير الدفاع للصحافيين انه يحمل "رسالة سياسية الى الرئيس ديبي" تؤكد "دعم فرنسا وارادتها ان تحتفظ تشاد بوحدتها".

واضاف موران قبل مغادرته الى باريس انه كرر امام ديبي "دعم الحكومة الفرنسية لحكومة تشاد الشرعية وتصميم فرنسا على صون سلامة اراضي هذا البلد واستقراره".

وبعدما اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأول ان باريس ستقوم "بواجبها" في تشاد اذا اقتضت الحاجة، اوضح وزير الخارجية برنار كوشنير أمس الأربعاء ان "واجب (فرنسا) يقضي بحماية الحكومة الشرعية، ربما الآن بمزيد من الحزم اذا اقتضت الحاجة".

ومع اظهار فرنسا مزيدا من مؤشرات الدعم حياله، لم يستبعد الرئيس التشادي أمس الأربعاء منح عفو للفرنسيين الستة الاعضاء في جمعية "ارش دو زوي" والمحكومين بالسجن ثمانية اعوام بتهمة "محاولة خطف اطفال" في تشاد.

وقال "ابتداء من اللحظة التي يعطيني فيها الدستور التشادي حق العفو عن اي كان، سواء تشادي او اجنبي (...) ليس الامر مستحيلا، في حال طلبت مني فرنسا ان ادرس هذه القضية".

وعلى الصعيد العسكري، فان الوضع في محيط نجامينا يتبلور بشكل متزايد يوما بعد يوم امام الجيش الوطني التشادي.

وبعدما انطلق المتمردون في 28 كانون الثاني/يناير من السودان لمهاجمة العاصمة وخاضوا فيها معارك قبل ان ينسحبوا في الايام الاخيرة الى ابوابها، اعلنوا أمس الأربعاء انهم "انسحبوا قليلا" الى مسافة حوالى سبعين كلم" من نجامينا.

لكن مصدرا عسكريا رصد رتلا من قوات المتمردين على مسافة 200 كلم من الحدود السودانية متوجها الى نجامينا.

وتحدث كوشنير عن مئة الى مئتي آلية للمتمردين في شرق نجامينا. بدوره، اكد موران "وجود رتل" من المتمردين "يتقدم ببطء" في اتجاه العاصمة.

وقال ان "فرنسا ستفعل ما سبق ان فعلت ضمن حدود القانون الدولي والقواعد التي فرضها رئيس الجمهورية (الفرنسية) على القوات في ما يتعلق بهذه العملية".

لكن تشاد لم تطلب حتى الان مساعدة عسكرية من فرنسا، بحسب ما اعلن أمس الأربعاء برلماني فرنسي اثر لقائه كوشنير.

من جهتهم، يرفض المتمردون الرضوخ و"حذروا" فرنسا أمس الأربعاء "من اي تدخل مباشر" مؤكدين ان تهديدات باريس "لن تردعهم" عن الهجوم مجددا.

وعادت الحياة خجولة أمس الى بعض احياء نجامينا غير ان المتاجر بقيت مغلقة. وكانت آثار المعارك التي شهدتها العاصمة لا تزال ظاهرة خارج نطاق وسط المدينة حيث كانت تشاهد في الشوارع سيارات وآليات متفحمة او مدمرة او مقلوبة في وسط الشارع تحيط بها جثث محترقة او متحللة.

واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان القوات الفرنسية اجلت مجموع 1231 شخصا منذ السبت من نجامينا الى ليبرفيل في الغابون بينهم 491 فرنسيا و740 اجنبيا.

واوقعت المعارك ما لا يقل عن الف جريح ودفعت عشرين الى ثلاثين الف شخص الى النزوح الى الكاميرون المجاورة. واستأجرت باريس طائرتين لنقل ثمانين طنا من المساعدات الانسانية الى الكاميرون لمساعدة هؤلاء النازحين.

لكن مئات التشاديين سارعوا أمس، سيرا او على دراجات نارية، الى عبور جسر نغيلي عائدين الى نجامينا، الامر الذي اكدته المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف.

وحول قوة يوفور اعلن وزير الدفاع الفرنسي ان التخطيط لانتشار هذه القوة في يوفور في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى استؤنف لعدم تأخير هذه المهمة لاكثر من شهر ونصف الشهر.

وصرح موران ان "التخطيط استؤنف لكي لا تتأخر عملية الانتشار اكثر من شهر ونصف الشهر".

واضاف ان "فرنسا ترغب كما الاتحاد الاوروبي في ان تتم عملية الانتشار في اقرب فرصة" مشيرا الى انه "لا بد بالطبع من ان يستقر الوضع في تشاد" بعد الهجوم الذي شنه المتمردون ضد الرئيس ادريس ديبي.

وكانت عملية يوفور بدأت بالانتشار عندما شن المتمردون في 28 كانون الثاني/يناير هجومهم انطلاقا من الحدود السودانية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى