وزير الدفاع الاميركي في بغداد وأكد أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما أدارت ظهرها لأفغانستان بعد خروج السوفيت انقسام حلف الاطلسي الى فئتين يعرضه للخطر

> بغداد «الأيام» رويترز/ا.ف.ب :

>
وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس
وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس
ناشد وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الدول الاوروبية أمس الاحد دعم الحرب في افغانستان قائلا ان حلف شمال الاطلسي سيكون عرضة للخطر اذا انقسم أعضاؤه الى دول مستعدة للقتال ودول غير مستعدة للقتال.

وسلم جيتس بأن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء سياسية وكذلك بدوره في أحد هذه الأخطاء إلا أنه حث الدول الأعضاء في الحلف على الوقوف معا في مكافحة الاسلاميين المتشددين في افغانستان.

وقال لتجمع خبراء أمنيين وعسكريين في ميونيخ «لا يمكننا وينبغي لنا ألا نصبح تحالفا ذا فئتين..

المستعدون للقتال وغير المستعدين للقتال..

فمن شأن مثل هذا التطور بكل عواقبه بالنسبة للأمن الجماعي أن يدمر التحالف فعليا». وكان خطابه أحدث خطوة في إطار حملة يقوم بها لإقناع اعضاء حلف شمال الاطلسي بتقديم مزيد من القوات والموارد للمهمة في أفغانستان.

وقال جيتس ان حلف الاطلسي لا يملك «رفاهية» السماح لبعض الدول بأن تقوم بمهام أقل خطورة بينما تقاتل دول أخرى وتقع الوفيات في صفوف جنودها وهي ملاحظة موجهة فيما يبدو إلى ألمانيا التي تعمل قواتها في المناطق الشمالية في أفغانستان الأكثر أمنا من مناطق أخرى مثل الجنوب والشرق والتي تصر على أنها لا يمكنها تقديم المزيد أو تغيير مهمتها في افغانستان.

وانتقد عدة ساسة ألمان جيتس بعد خطابه واتهمه احدهم بتوزيع الاتهامات علناً غير أن الوزير الأمريكي قال انه لم يقصد الاشارة لأي دول بعينها ووصف المانيا بانها «ذات حساسية مفرطة» مضيفا «اصبع الاتهام لم يوجه قط إلى ألمانيا». وعبر جيتس عن قلقه لأن أوروبا لا تدرك تمام الادراك الخطر الذي يمثله التطرف الاسلامي على القارة مسلما بضعف تأييد الرأي العام هناك للحرب.

ووصف جيتس التشدد الاسلامي بأنه حركة تقوم على «نجاح زائف» قائلا:«الشيء الوحيد الذي حققوه أخيرا هو وفاة آلاف المسلمين الأبرياء في اطار محاولتهم بث الخلاف في شتى انحاء الشرق الأوسط». واضاف «ما الذي سيحدث اذا اصبح النجاح الزائف الذي يزعمونه نجاحا حقيقيا..

اذا انتصروا في العراق أو أفغانستان أو تمكنوا من الاطاحة بحكومة باكستان او حكومة دولة رئيسية في الشرق الاوسط..» وتابع «مع وجود أماكن تمثل ملاذا آمنا في الشرق الاوسط وأساليب قتالية جديدة يتم اتقانها في ساحة القتال وتبث من خلال الانترنت الى كل مكان قد يتصاعد العنف والارهاب في شتى أنحاء العالم». وقال ان الولايات المتحدة أخطأت حين أدارت ظهرها لافغانستان بعد انسحاب القوات السوفيتية منها في الثمانينات فصارت ملاذا آمنا للقاعدة مضيفا انه يتحمل جانبا من المسؤولية عن هذا الخطأ حيث كان مسؤولا كبيرا في وكالة المخابرات المركزية الامريكية حين كانت الوكالة تساعد المجاهدين الافغان على قتال السوفيت.

ووصل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس مساء أمس الى بغداد في زيارة مفاجئة للعراق حيث خلفت اعمال العنف اربعين قتيلا على الاقل في شمال البلاد الذي تدور فيه مواجهات مع انصار تنظيم القاعدة.

وقال غيتس انه سيلتقي القادة العراقيين «لتهنئتهم على التقدم المحرز» بعد تبني البرلمان العراقي في الشهر الماضي قانونا لإعادة تأهيل البعثيين السابقين، في اجراء ينبغي ان يبدا مرحلة مهمة باتجاه المصالحة الوطنية اشاد بها الرئيس الاميركي جورج بوش.

في هذه الاثناء، قتل 23 شخصا واصيب 25 بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في سوق في قرية في ناحية يثرب القريبة من مدينة بلد، على بعد 75 كيلومترا شمال بغداد.

واعلنت المتحدثة باسم الجيش الاميركي لشمال العراق الميجور بيغي كاغيلري أمس ان التفجير وقع في سوق في منطقة بلد واستهدف حاجزا للشرطة.

وقبل ذلك، اعلن الجيش الاميركي مقتل 15 شخصا على الاقل أمس الاحد في شمال العراق في مواجهات مسلحة بين مقاتلين من القاعدة وآخرين من مجالس الصحوة.

كما قتل شرطيان واصيب عشرة آخرون منهم بجروح وسبعة مدنيين في قصف بالهاون على مركز للشرطة في بلدة بلدروز على بعد 80 كلم شمال شرق بغداد.

ويلتقي غيتس في بغداد مع قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الذي يفترض ان يرفع توصية في ابريل بشأن احتمالات سحب قسم من القوات الاميركية بعد يوليو، بعد ان قررت واشنطن سحب ثلاثين الف جندي بحلول الصيف المقبل وهم الجنود الذين ارسلتهم لتعزيز القوات بداية 2007 لينخفض عدد الجنود الاميركيين في العراق الى 130 الفا.

وقال غيتس على متن الطائرة التي اقلته من ميونيخ الى بغداد «اود بالطبع ان استمع الى تقييم الجنرال بترايوس، ومعرفة مدى تقدمه وما يتبقى عليه انجازه قبل رفع توصياته».

وينشر الجيش الاميركي 160 الف جندي حاليا في العراق.

كما سيلتقي غيتس كبار المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم الرئيس جلال طالباني.واوضح غيتس انه «سيهنئ (القادة العراقيين) على التقدم المحرز» على الصعيد التشريعي.

وتعود آخر زيارة لغيتس الى العراق الى ديسمبر 2007، وهي تتزامن مع تصاعد وتيرة الهجمات على القوات الاميركية خلال الاسابيع القليلة الماضية بعد ان كانت سجلت تراجعا.

ومنذ مطلع السنة الحالية تستهدف قوات التحالف بعبوات ناسفة بوتيرة تصل الى عبوة كل ثلاثة ايام حسب القيادة الاميركية.

وهذه العبوات الناسفة هي السبب الاول لمقتل الجنود الاميركيين في العراق.

وتجري حاليا معارك عنيفة بين القوات الاميركية مدعومة من القوات العراقية ومجالس الصحوة والمتمردين من القاعدة خصوصا في محافظات ديالى والتأميم وصلاح الدين ونينوى شمال العاصمة.

واعلنت قوات التحالف ان الموصل (370 كلم)، عاصمة محافظة نينوى، امست في الاشهر الاخيرة «مركز ثقل خطير» لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

ووعد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في الخامس والعشرين من يناير بتوجيه ضربة قاضية الى مقاتلي القاعدة في محافظة نينوى.

وحصلت مواجهات أمس الاحد في مدينة سنجار في محافظة نينوى، حسب ما قال مسؤول في الجيش الاميركي اثر قيام عناصر من القاعدة بمهاجمة مقر لمجلس صحوة في مدينة سنجار.واضاف المصدر نفسه ان خمسة عناصر من مجلس الصحوة قتلوا خلال تصديهم لهجوم عناصر القاعدة واصيب خمسة آخرون، كما قتل عشرة مقاتلين اسلاميين في هذه المعارك.

وتضم مجالس الصحوة متمردين سابقين من السنة بشكل خاص وهم تشكلوا ابتداء من العام 2006 بدعم من القوات الاميركية لملاحقة عناصر القاعدة.

واكدت القيادة الاميركية أمس الاحد انها عثرت خلال اقتحام مخابىء للقاعدة على وثائق تؤكد ان التنظيم يواجه «أزمة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى