«200» ألف دولار.. تضع الفضائية في قفص الاتهام دورينا من «التعيسة» إلى قناة «السعيدة»! ..استديو الرياضة.. هان الود عليه!!

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> صحيح أنني معجب بأغنية «يا بائعات البلس والقات» لكن هذا لا يمنع من مكاشفة الفضائية اليمنية في قضايا شبابية لا تجد أذناً مصغية لما يطلبه الشباب والرياضيون.

فجأة تحول «الوئام» بين الفضائية واتحاد الكرة إلى «احتقان» ذكرني بما يفعله الفأر «جيري» بالقط «توم».. فقد انقلب «الود» إلى «صد» حتى أن مسؤولاً في الفضائية لم يجد إهداء لأسرة برنامج استديو الرياضة أفضل من أغنية «هان الود عليه» على خلفية وصول المفاوضات بين الاتحاد والفضائية بخصوص شراء حقوق الدوري إلى طريق مسدود وقصر موصود..

المشكلة أن الفضائية اليمنية تغرد خارج السرب.. تعتقد أن على رأسها «ريشة».. وأنها أفضل فضائية في العالم.. ومن يريد «إرضاءها» عليه أن «يدفع» مقابل «لقطات».. لا نعلم هل من صورها لايزال يدخل إلى أرض الملعب لتصوير ضربات الجزاء؟!

ما يحدث لا يحتاج إلى بحث الأسباب والمسببات التي فتحت «النيران» الصديقة على جماهير رياضية فرضت عليها الظروف متابعة الفضائية اليمنية التي مازالت تتحفنا بين كل فاصل إعلاني بفاصل إعلاني مكرر لا يُعلم الشطار.

وعندما تغيرت الموازين.. وفهم الاتحاد اللعبة متأخراً دخل في «جدل» بيزنطي مع الفضائية اليمنية باحثاً عن «حل».. لأنه من غير المنطقي أن تباع الدوريات العالمية -بما فيها الدوري الموريتاني وربما جزر القمر- بالعملة الصعبة في وقت لايزال الاتحاد يدفع للفضائية مقابل تصوير بضع لقطات كوميدية لا يشاهدها إلا من يشتري نظارات من محل «بشار بن برد» في معادلة معكوسة يستعصي على قوانين الخوارزمي فك طلاسمها.

مرة أخرى.. مشكلة الفضائية اليمنية أنها رفضت مبدأ «الدفع» أو قل إنها لا تعترف بشراء الحقوق وكل همها أنها تطارد الإعلانات بهدف ضرب البورصة العالمية.. أما أن «تدفع» لتستعيد ثقتها بجمهورها فذلك ما لا يمكن أن يحدث حتى ولو أضطرت إلى شراء برامج معلبة لا تقدم ولا تؤخر.. وحتى لو طحنت الطحين بعمليات تجميلية للست «هيام يونس» التي تسببت ذات مرة في عرقلة استديو تحليلي -لمباراة ايطاليا والارجنتين في دورة أثينا - كنت طرفاً فيه مع زميلي عادل الحبابي الذي نسمع عن قناته دون أن نرى طحينها.. المهم أنني قلت لأحدهم : تفعلون بنا كل هذا على شان الست هانم هيام.. طيب لو كانت الضيفة ذات القوام الممشوق نانسي بنت عجرم؟!

رد عليَّ بأحلى ابتسامة والله لا نطردكم لتسجلوا الحلقة في التحرير!!

صحيح دورينا هابط.. لا يمكنه أن يصدّر «الراحة» إلى البيوت.. لكن هذا لا يعني أن تتعامل الفضائية مع الدوري بلا مبالاة ولا يعطيها الحق أن تصادر حقوق الجماهير لانها لا تريد أن تدفع مليماً واحداً.. لا يهمنا أن الفضائية تؤمن بأن القرش الأبيض ينفع في أقرب يوم أسود.. لا يهمنا أن من يديرون عملها لا يفرقون بين الجابون والصابون.. بين طبق اللحم المندي والأطباق الطائرة التي حيرّت ودوخت العالم.. نحن نناقش حقاً جماهيرياً اغتصبته الفضائية وصادرته.. مع العلم أن «أموالها» رأس مال خاص بالمواطنين.. وهم من يصوتون.. نشتري الحقوق أو لا؟! لكن أن تفرض الفضائية مبدأ أنها الخصم والحكم مع أن عيون المشاهدين هي من تحرّك أرقام الإعلانات فهذا يعني أن الجماهير في آخر أولوياتها وأن برامجها تخدم «فئة» الناس اللي فوق.. أما الناس اللي تحت -وفي مقدمتهم عشاق كرة القدم- فهم في «جحيم» برامج تصلح لتعذيب الخارجين عن النص!!

اتحاد الكرة فطن إلى أن الفضائية ربما تبث لتشاهد في كوكب بلوتو الذي لم يعد كوكباً ربما بسبب الفضائية اليمنية نفسها.. بحكم أنها تؤمن بالدخل .. أما الدفع فهو «بعزقة» على الفاضي.. ومن مبادئها أنها لا تدفع لجلد منفوخ يطارده لاعبون.. إذا كان على «المطاردة» فلدى الفضائية نماذج أفضل من ذلك كما هو الحال بمطاردة توم لجيري والثعلوب للأرنوب.

وإذا كان على الفرفشة والانبساط فلدى الفضائية «آه ونص» و«البرتقالة» و«يجي لك يوم».. كما أنها والشهادة لله ملتزمة بتقديم أخبار رياضية مرة واحدة في اليوم.. يقرأها المقدم من اليسار إلى اليمين مصحوبة بطيف للقطات خاطفة ربما لاختبار قوة النظر ودقة الملاحظة للفوز بجائزة زرقاء اليمامة.. المهم أن الخبر في واد والصورة في واد.. ومقدم النشرة يحول «ويستهام» إلى «ست هانم».. واللاعب «توني ويلي» إلى «تيري بيري» ويالها من أخبار كوميدية تعوّض المشاهد الغلبان عن مشاهد الدمار والخراب التي شاهدها قبل أخبار الرياضة في «الروزنامة» السياسية!!

حتى وقت قريب كنا نقول إن برنامج استديو الرياضة وحده لا يكفي وإن القطاع التلفزيوني الفضائي مطالب بأن يعطي مساحات إضافية للرياضة.. ولم نكن نعلم أن مفاجأة حرمان الرياضيين من حقوق مشاهدة ولو لقطات عابرة لما يحدث في الملاعب الداخلية في الطريق.. وأن فضائية أخرى وليدة هزمت الفضائية بجبروتها وسطوتها بمائتي ألف دولار شفرت حقوق النقل عن فضائية «النكد».. وفي طريقها لأن تحقق أعلى نسبة مشاهدة طالما وقناة «السعيدة» ترضي أذواق المشاهدين وتعرف تماماً من أين تؤكل الكتف!!

(السعيدة) اشترت حقوق النقل وبات من حقها أن «تبيع» لقطات للآخرين.. ومن المفارقات أن الفضائية اليمنية ستضطر لأن «تدفع» بالإكراه لقناة السعيدة لقاء الحصول على لقطات لبرنامج استديو الرياضة حتى لا يفرغ من محتواه العام.

إذاً .. ألم يكن من باب الحكمة أن تدفع الفضائية 200 ألف دولار لشراء الحقوق مع العلم أنه مبلغ «تافه» جداً بالنظر إلى العائدات الإعلانية التي تتساقط على الفضائية كالمطر؟!

سمعت.. وقرأت .. أن الأخ حسين الشريف النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة .. داخ السبع دوخات وهو يحاول إقناع الفضائية بضرورة أن تتخلى عن «عنادها» الذي يفوق «عناد» شعب إب هذه الأيام.. وكان الاتحاد على استعداد لأن يبيعها الحقوق برخص التراب لكن الفضائية رفضت لأنها متعودة دائماً -على رأي عادل إمام- على «فرض» سياستها التي تتلخص في الدفع لها مقابل تصدير كرة القدم إلى منازل الناس.. وهذا دليل على أن الرياضة لا تحظى في الفضائية بأي نسبة اهتمام.

ربما لأن بعض العقليات التي أكل عليها الدهر وشرب مازالت ترى في كرة القدم - بالذات- رجساً من عمل الشيطان الذي يسكن هذه الأيام نادي وحدة عدن.. وربما لأن قوماً ذهبوا إلى قوم أخذوا تاكسي ورجعوا ثاني .. المهم أن الفضائية اليمنية أمام خيار واحد .. هو التفاوض مع السعيدة المالك الحصري لحقوق النقل لشراء لقطات من المباريات حتى تواكب الأحداث من الداخل، خصوصاً وأن أكبر ملعب في البلد على مرمى حجر من جبال الفضائية .. فهل يعقل أن تدفع الفضائية الملايين لشراء أخبار الدمار في العالم وشراء مسلسلات وبرامج معلبة من الخارج بشي وشويات ولا تدفع مقابل نقلها للأحداث الرياضية في الداخل؟!

إذاً ما الفائدة من وجود فضائية تستورد ولا تصدر.. وهل يمكن أن تكون مرايا حضارية عاكسة لبيئة رياضية وشبابية زاخرة بالأحداث!! وإذا لم يكن من صلب مهام الفضائية إبراز هذا الزخم الرياضي أمام العالم.. فما هي رسالتها تجاه العقل السليم والجسم السقيم؟!

فضائيات العالم تدار باحترافية ترتقي إلى أعلى درجات التناسق في مختلف البرامج المتنوعة.. وهي قبل هذا وذاك لا تحتاج إلى عقليات تجسد أمام المشاهد أهمية التعامل مع الحدث.. رصده.. وتحليله.. كما هو الحال بالحدث الرياضي الذي يحبل بأبعاد كثيرة بالإمكان تحويلها إلى مادة حية تنبض بالحركة لأنها نبض شارع رياضي بحاجة إلى الاهتمام به وتوطيد العلاقة معه.. فهو مال قارون أي فضائية.. فهل غابت هذه البديهية عن عقول قيادة الفضائية في زمن تزحف فيه الإعلانات على مساحات الرياضيين بنفس تكاثر البعوض في المناطق الساحلية!!

قد يقول عقل فضائي يسبح في الموجات الكهرومغناطيسية : ماذا يقول هذا الرجل؟! ألاً يعلم أن هناك قناة فضائية متخصصة تهتم بالسياحة والتعليم والشباب والهباب.. إسمها «سبأ»؟!

أنا على علم بذلك.. لكن كلما «ودّفت» وحولت صحني باتجاه «عرب سات» بعد مشاق تسلق السطوح.. وبعد أن أنشر الفوضى غير الخلاقة بين أسراب الحمام.. أكتشف أن قناة سبأ مازالت جنيناً نطفة في رحم المجهول.. فالبث التجريبي لا يزال ساري المفعول وربما ينطلق البث الرسمي لها يوم «كذبة أبريل»!!

وبعدين.. حتى وإذا قدر لهذه القناة الانطلاق صوب البث الرسمي فهي ليست مخولة بنقل مباريات الدوري لأن الحقوق في جيب «السعيدة».

وحتى إذا كان زميلنا المبدع و«بلدياتي» رياض الجيلاني يعد العدة لبرنامج جماهيري عن الدوري يكسّر الدنيا.. فما هي محاوره؟! وهل سيكون نسخة مكررة من برنامج «الجماهير» لحسن حبيب الذي يعرض على قناة دبي الرياضية؟! وهل تفاوضت القناة مع «السعيدة» للحصول على الأجوال التي غنّت عنها مدللة الفضائية «الأم» هيام يونس؟!

«الرياضة» توازي السياحة.. وهي لغة التعليم.. فهل دفع 200 ألف دولار لقاء شراء حقوق النقل حصرياً لا يساوي رصيد انطلاقة قوية ولافتة للأنظار؟!

الدوري اليمني ضعيف المحتوى وركيك المبتغى لكن هذه «بضاعتنا» التي نبيعها في الأسواق.. بدليل أن ما دفعته قناة السعيدة مبلغ يكفي لشراء المياه عند مانشستر يونايتد مثلاً؟!

أنا أتكلم من حيث مبدأ تسويق دورينا.. ودائماً رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة .. واتحاد الكرة الذي يحاول تطبيق توصيات الاتحادين الدولي والآسيوي الخاصة بالتسويق.. بدأ رحلة التسويق مع «السعيدة» هذا الموسم ومع انتظام المسابقة وارتفاع المستوى سترتفع القيمة الشرائية للحقوق الحصرية.

وإذا كان الاتحاد قد «قرص أذن الفضائية» هذا الموسم فإن الأمل يحدونا في أن تبتعد عن تطبيق حكاية الغراب الذي قّلد مشية الحمام فنسي مشيته في ما بعد.

بالمناسبة كان في وسع وزارة الإعلام الاستفادة من شراء حقوق النقل وتعويض ما ستدفعه الفضائية عن طريق جذب إعلانات أخرى قبل وبعد وبين شوطي كل مباراة.. بالإضافة إلى فرض رسوم على القنوات العربية التي تبث أهداف الدوري.. لكن يعطي الحلق للي بلا ودان.

وفي سباق تفرضه «حسبة» بلاتر.. لم تعد كرة القدم إفراغاً للطاقة.. واستهلاكاً للوقت.. إنها علم اقتصاد له بورصته التي تحددها الدوريات.. هناك الدوري الذي يوازي المليارات.. وهناك الدوري الذي لا يساوي ثمن لاعب موريتاني كما هو الحال بدورينا .. المواطنون يتأثرون بالإعلانات وهم من يتهافتون عليها.. فلماذا نحرمهم من «حقوقهم» الكروية؟!

لا يمكن للفضائية أن تناصب كرة القدم العداء، فحتى دجاج كنتاكي مازالت تصل لليابان بانتظام رغم «قنبلتي هيروشيما وناجازاكي» .. فلماذا تصادر الفضائية طلبات المشاهدين وهم الذين يرفعون إيقاع إعلاناتها؟!

انتصرت قناة «السعيدة».. لانها تعلم أن ما دفعته مقابل شراء الدوري سيدر عليها أرباحاً مضاعفة.. ولأنها تعلم تماماً أنها ستحظى بأعلى نسبة مشاهدة .

وما أخشاه أن تسجل الأرقام حقيقة أن الفضائية اليمنية لا يشاهدها إلاّ من يريد الانتحار والوصول إلى «القبر» من أقصر الطرق!

وخسرت قناة «التعيسة» جمهورها الرياضي لأنها أكدت لنا بالطول والعرض والارتفاع .. أنها لا تهتم بأذواق المشاهدين وأنها تلعب دور «كعكي» في مسلسل «افتح يا سمسم»!

قناة «التعيسة» حنّطت قدرات المعلق الممتاز بندر الأحمدي .. أهملته رفضت توظيفه .. أو حتى منحه فرصة .. كما منحت «المطبلين» ومن يحرّقون بخور النفاق.. أدارت ظهرها لبندر رغم كثرة النداءات وكأنها تقول لنا لا نريد مبدعاً يفرحنا.. نريد معلقاً ينكد على الناس ويسد أنفاسهم.. نريد معلقاً يحلق رؤوس المشاهدين حتى تتحقق عدالة «الصلع» قبل حلول عقد هذه الألفية!!..

بندر وجد أمامه أبواب الفضائية مغلقة ربما لأنه لا يمتلك مفتاح «وساطة» أو كارت «توصية».. المهم أن «السعيدة» لقنت «التعيسة» درساً في كيفية استثمار موهبة بندر.. فتعاقدت معه.. وحالياً تؤهله وتجهزه.. وقريباً جداً جداً.. سيصبح من أفضل المعلقين العرب.

لقد تابعت تعليقه على مباراة أهلي صنعاً وأهلي تعز عبر «السعيدة» ولقد كان في برج تألقه .. وإذا كنا قد شاهدنا لقاء قمة .. فلأن بندر كان عنوانها فقط لأنه كان يستحق جائزة أفضل لاعب في المباراة.. نعم لا تستغربوا.. لقد شعرت أن بندر كان يلهث أكثر من اللاعبين أنفسهم!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى