التوتر يتصاعد بعد ليلة من اعمال العنف في بلغراد احتجاجا على استقلال كوسوفو

> بلغراد «الأيام» اندريه بيروكوف :

> تصاعد التوتر في شكل ملحوظ بعد اعمال عنف في بلغراد دانها الغربيون بشدة واسفرت عن قتيل ونحو مئة جريح بعد تجمع حاشد احتجاجا على استقلال كوسوفو.

ودان رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا أمس الجمعة اعمال العنف التي شهدتها بلغراد، معتبرا انها "تضر مباشرة" بجهود صربيا للتصدي لاستقلال كوسوفو.

وعثر صباح أمس الجمعة على جثة محترقة لم تحدد هوية صاحبها في السفارة الاميركية التي استهدفتها اعمال الشغب. واوضحت السفارة ان الجثة لا تعود الى احد موظفيها.

واسفرت المواجهات التي استمرت ساعات عدة عن 118 جريحا بينهم ثلاثون شرطيا، فيما قالت مصادر طبية ان ثلاثة جرحى لا يزالون في المستشفى.

وكان متظاهرون غاضبون اضرموا النار في السفارة الاميركية ثم هاجموا مقار بعثات دبلوماسية غربية ومطاعم لشبكة ماكدونالدز وحطموا واجهات عدة.

وسارعت واشنطن وبروكسل الى ادانة اعمال العنف، ومثلها مجلس الامن الدولي الذي ذكر بمبدأ تحييد البعثات الدبلوماسية.

وحذر الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا أمس الجمعة من ان المفاوضات حول اتفاق شراكة بين صربيا والاتحاد الاوروبي لن تستأنف في اجواء العنف.

ومن شأن هذا التحذير ان يحرج الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي لا يزال يؤيد انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي رغم معارضته استقلال اقليم كوسوفو.

ودعا تاديتش الذي غاب عن تظاهرة أمس الأول الى التهدئة بعد عودته من زيارة لرومانيا، احدى دول الاتحاد الاوروبي التي ترفض الاعتراف بالدولة الكوسوفية الجديدة.

لكن الغضب الصربي من استقلال كوسوفو احدث توترا بالغا في البلقان، وخصوصا ان صرب البوسنة اعلنوا ان من حقهم الانفصال في حال اعترفت الامم المتحدة وغالبية دول الاتحاد الاوروبي باستقلال كوسوفو.

وتساءل عدد قليل من السياسيين الصرب حول رد الفعل المتأخر للشرطة التي لم تعمد الى حماية السفارات الغربية سلفا، علما ان المشاغبين سبق ان استهدفوها.

وتعتبر بلغراد ان الافرقاء الغربيين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، دفعوا نحو استقلال كوسوفو الذي اعلن الاحد الفائت.

وصدم تجار صباح أمس الجمعة بحجم الاضرار التي احدثتها اعمال الشغب في ضوء تخريب عشرات المتاجر في وسط بلغراد.

وقال دراغان (58 عاما) امام متجره "لقد سرقوا كل شيء. لم يكونوا اولادا غاضبين بل وحوشا". واضاف "لقد سحقوا الصورة الايجابية التي كانت لنا".

لكن امرأة في الخمسين اشادت بما حصل وعلقت "كان يمكن ان يتسببوا بمزيد من الخسائر، الغرب يريد ان يجعل منا عبيدا".

وعنونت صحيفة "داناس" المستقلة "عمل همجي في وسط بلغراد"، فيما كتبت صحيفة +كوريير+ في صفحتها الاولى "بلغراد تحترق، دماء في الشارع".

ووقعت اعمال الشغب بعد تجمع حاشد ضم اكثر من 150 الف شخص احتجاجا على استقلال الاقليم الصربي وتخللته مداخلات حادة.

وقال رئيس الوزراء القومي فويسلاف كوشتونيتسا "الشعب يطلب منا ان نقول كلمتنا: ما دمنا على قيد الحياة فان كوسوفو هو صربيا".

وعلق القومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش الذي تزداد شعبية حزبه الراديكالي في صفوف الرأي العام "لن يكون هناك وجود لصربيا في غياب كوسوفو".

وحض نيكوليتش اوروبا على اعادة النظر في موقفها حيال كوسوفو وقال ان "الصرب يستطيعون الغفران في حال كان هناك طرف (يستحق) الغفران، ولكن اذا كان هذا الطرف غير موجود فلا غفران".

في المقابل، اكد زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي سيدومير يوفانوفيتش ان "القوميين المتشددين هم المسؤولون عن العنف"، علما انه السياسي الصربي الوحيد المؤيد لاستقلال كوسوفو. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى