سجن ابو غريب حول الجنود الى اشرار

> مونتيري «الأيام» غلين تشابمان :

> راى باحث اميركي معروف ان طبيعة سجن ابو غريب العراقي جعل من الجنود الصالحين جلادين اشرار اهانوا المعتقلين وعاملوهم بوحشية.

ووصف فيليب زيمباردو بروفيسور علم النفس الاجتماعي في جامعة ستانفورد (كاليفورنيا، غرب) ما حصل في ابو غريب بانه "تاثير ابليس" اثناء عرضه الصور المريعة لممارسات التعذيب التي جرت في سجن ابو غريب امام مؤتمر للتكنولوجيا والترفيه والتصميم عقد في كاليفورنيا.

وقال زيمباردو امام الحضور "اذا منحتم اشخاصا سلطة بدون مراقبة، فان هذا سيؤدي بالضرورة الى سوء استغلال السلطة".

واضاف امام حضور من بينهم ممثلون مشهورون واصحاب مشاريع وسياسيون "استمرت التجاوزات في ابو غريب ثلاثة اشهر (....) فمن كان يراقب ما يحدث؟ لا احد، وكان ذلك متعمدا".

واشتهر زيمباردو (75 عاما) لقيامه بابحاث حول ظروف الاعتقال في 1971 لعب خلالها طلاب في عطلة صيفية دور حراس ومعتقلين في سجن وهمي في الطابق تحت الارض من احد مباني الحرم الجامعي في ستانفورد.

وقد اصبح الحراس المزعومون في التجربة ساديين للغاية بينما تملك الرعب المعتقلين المفترضين الى درجة اضطر معها الى وقف التجربة قبل اوانها.

وقارن الباحث بين نتائج دراسته وعمليات التعذيب التي مارسها عسكريون في سجن ابو غريب على مشتبه بهم بالارهاب، وكشف كيف ان البيئة تحول الناس من ابطال الى شياطين.

وحول صور التعذيب في ابو غريب، قال البروفيسور "لقد صدمت لدى مشاهدتي تلك الصور لكني لم افاجأ"، موضحا كيف يمكن للبيئة ان تحول اناسا الى ابطال او اشرار.

واضاف ان السبب في ذلك هو "انني رأيت هذه الزنزانات في السابق في ستانفورد".

واستعرض زيمباردو الذي كان يرتدي قميصا قطنيا اسود اللون عليه صورة الشيطان يحيط به ملاكان صور التعذيب التي عرضت على شاشات كبيرة. وكان قد وضع النتائج التي توصل اليها في كتاب اصدره مؤخرا بعنوان "تاثير ابليس".

واضاف "توجد عوامل غير محدودة تجعلنا نتصرف بشكل طيب او شرير او تجعل من بعضها ابطالا".

واضاف "ان تجربة سجن ستانفورد تظهر قوة المؤسسات على تغيير السلوك. لقد اخذنا اشخاصا جيدين ووضعناهم في موقف سيء".

وحصل البرفيسور على صور ووثائق بصفته شاهدا في قضية جندي ملاحق قضائيا في اطار الفضيحة حيث كان حارسا في مركز الاستجواب في سجن ابو غريب عند وقوع عمليات التعذيب.

وقال ان الجنود ابلغوا بان عليهم "تليين" المعتقلين لدفعهم الى التعاون بشكل اكبر مع محققي الاستخبارات العسكرية.

واظهرت الصور معتقلين عراة واخرين وضعت الاقنعة على وجوههم وقد تعرضوا للضرب المبرح واجبروا على ارتكاب ممارسات مهينة مثل تشكيل اهرامات بشرية او تمثيل القيام بممارسات جنسية شاذة.

وعرض البروفيسور كذلك صورا لجنود يقفون بكل فخر لالتقاط صورهم امام جثث ومعتقلين عراة او جرحى.

وتظهر احدى الصور جنديا يطلق رصاصة على رأس جمل عن قرب.

واضاف البروفيسور "كانوا يلتقطون صورا لكل شيء".

واشار الى ان "البطل" في ابو غريب كان جنديا برتبة متواضعة دعا الى انهاء الاساءات التي ترتكب هناك.

واكد "البطولة هي علاج الشر (...) دعونا نركز على العدل والسلام وهو ما لا تفعله ادارتنا للاسف". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى