ألوان الطيف في المضاربة.. آلام جمَّة.. وآمال ضائعة.. ومعالم قاتمة

> «الأيام» محي الدين الشوتري :

>
ما فتئت مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج حبلى بهمومها وأحزانها وآلامها وجراحها رغم مضي عقد من الزمن منذ إعلانها مديرية مستقلة بعد أن كانت تابعة لمديرية طور الباحة، فمازال الضباب «المتجمع» والمتعاقب على كرسيها الهش يباعد من الرؤية المطلوبة الواضحة لمستقبل بدا أكثر قتاماً وحلوكة ولا غرابة في مديرية يعشعش فيها الثالوث المخيف: الفقر، الظلام،الخوف، ويدق المسمار الأخير في نعشها ولدفنها في عالم التوهان والنسيان «عالم الحرافيش» وقد دخلت هذا النفق المظلم بفعل فاعل فعله النصب ورفعه القرب من أصحاب العمامات البيضاء وجره الكذب، آهات وأنات متعددة وجراحات وصرخات مثخنة لم تضمدها ليال مسكنات «ليالي الدعايا والانتخابات» فما انفكت أزمة الظلام ملامسة لبقعة أرضها الخصبة المترامية الأطراف ونهر الدماء الهادر الذي يسكبه أبناؤها في جنباتها يخضب أصقاعها ، فلعلعة الرصاص بلغت الفيافي والقفار، والجبال والبحار، اللهم سلم، سلم.

«الأيام» تنقلكم إلى موقع الحدث ليكتمل الصوت والرمز والصورة عند عزيزي القارئ فتفضلوا بقراءة السطور.

مديرية عاصمتها الشط لا يوجد فيها مجمع إداري يضم إدارتها التي تأكل اليوم من حشيش تركته تعاونية الشط الاستهلالية في الزمن الجميل الذي ينشده أبناؤها وهي شامخة شموخ الجبال لمن يزور عاصمة المضاربة، هذه السذاجة والحماقة التي ارتكبت في مديرية تختزن في باطنها ثروات ثمينة ويكفي لحج الخضيرة عزاء في هذه المديرية أن تجد العارة هو البحر الوحيد فيها ولا تعليق.. مديرية تمثل مساحتها 40% من إجمالي مساحة المحافظة الكلي لاتزال مقومات البنية التحتية فيها غير واضحة المعالم سوى مواعيد عرقوب التي حطمت معنويات مواطني المضاربة الذين رفعوا شهادة «الموت فرض.. والحياة نافلة» ولتعليم كل متخاذل ومحارب بهذه المديرية أن من لا يحاول حتى تسجيل اسمه في صناعة تاريخ المضاربة سيرمى يوماً في مزبلة التاريخ والأيام كفيلة بحقيقة ذلك وسلام على من ادكر.

حرف غالبه مقلوب

نحن نقدس علم التجويد وهو أحد العلوم المتصلة اتصالاً وثيقاً بعلم القرآن الكريم فحروف التجويد لدى السلطة المحلية في لحج لدراسة واقع المضاربة والعارة أربعة وهي الإظهار أي أن يظهر رجال السلطة المحلية في المحافظة شفقاً وحباً معكوساً للمضاربة والدليل على ذلك تعيين السلطات مسؤولين همهم المضاربة، النوع الثاني الإدغام وهو إدخال مسؤول بدل مسؤول من نفس الجنس والدليل على ذلك الإدارات المتعاقبة.

والنوع الثالث الإخفاء ويعنى به الإهمال في السراء والاهتمام في الضراء ودليل ذلك المشاريع المتوقع تنفيذها في المضاربة.

والنوع الرابع والأخير من كيفية إخراج المضاربة من واقعها المعتم هو الإقلاب ويعنى به قلب الحقائق ودليل ذلك المشاريع المنجزة الوهمية.

سفر المصائب

قيل إن للسفر خمس فوائد لانعكاسه الإيجابي للقائم به فسفر يفرج الهم ويكسبك العيش المنشود ونهل العلوم المختلفة من بحورها الجميلة أكرم وأنعم به من سفر!! لكن المسافر لمديرية المضاربة ورأس العارة كان الله في رفقته وعونه فهو لن يضيف هماً ويعدم عيشاً فحسب بل سيرى عجباً وحقيقة مدقعة مرة لم تكن في أحلام مسافرها وزائرها.. سيتخيل نفسه أنه في العصر الحجري، وللتذكير فقط كنت في الأسبوع الماضي في دردشة مع زميل لي دكتور في مستشفى الوحدة التعليمي بعدن فقال لي:

سافرت ذات مرة مع زميل لي للمضاربة لغرض ما هناك فلم يكن واقعها حتى في الخيال فبادرني بسؤال من يستطيع العيش في تلك المناطق؟ قلت له وبنبرة يكسوها الأسى والحزن يسكنها صلابة الإنسان وعزيمته لقهر الظروف.. إنها قصص تراجيدية عجيبة من فصول المآسي في المضاربة وما أكثرها من مآس! من أراد أن يسأل عن المضاربة وأحوالها فهذه الإجابة مديرية نائية فيها مقاييس الغنى والترف ولكن أفقرها من يريد لها ذلك العش والقش والخيم بيوت أهاليها لا يجدون قوت يومهم فليس هم من نالوا أو حازوا الدنيا بحذافيرها ماداموا في نكد والخوف يلاحقهم إلى أسرابهم ولا معافين في أبدانهم فالأمراض الخطيرة تفتك بحياتهم يشربون المياه مما شرب منه حيواناتهم يا للقسوة! والفانوس نور يشع بالكاد في جنبات تلك العشش، اللهم إني أسألك سؤال من ذلت لك رقبته، ورغم لك أنفه ، اللهم إني أسألك سؤال الخائف الضرير أن ترفع الضرر الذي لحق بالمضاربة وأهاليها.

حتى في أوطانهم

سبحان الله.. من عجائب الدنيا العظام.. هل تظنون ذلك من عالم الخيال بل هي حقيقة لقد صارت المناطق المجاورة لمخيم اللاجئين الصوماليين بخرز تدفع ثمن الكذبات البيضاء التي خدعوا بها أهالي هذه المناطق في أن منطقتهم ستصير جنة فردوسية وقد تلقت “الأيام” اتصالات هاتفية عديدة في الفترة الماضية وأحاديث شخصية من مواطني وأهالي هذه المناطق يشكون فيه نقص ونكث العهد الذي نص على تساوي الخدمات على حد ٍ سواء وهكذا كذب المتفيهقون على المساكين من أبناء هذه المناطق في ليلة ليلاء ويوم أي يوم.جزاء سنمار..

أبدى الممثل المصري الشهير ورجل النوايا الحسنة عادل إمام تعاطفاً مع المناطق المجاورة لمخيم اللاجئين الصومال بخرز أثناء زيارته للمخيم في فترة سابقة وقال يجب علينا أن نهتم بهؤلاء كأنهم لاجئون بل حال اللاجئون أفضل منهم باامتياز ومع مرتبة الشرف.. وافضيحتاه.. ياحكومتاه، ومالفت نظري ذات مرة مقال للكاتب نبيل العمودي في مقال كتبه لـ”الأيام” لاجئون في أوطانهم وكل ما كتبه يتجرع علقمه القرى المجاورة لمخيم اللاجئين يومياً.. ولا محرك لساكن.. ولم يسمع لنداءاتهم البتة ولسانهم حالهم يرد:

لقد أسمعت من ناديت حياً

ولكن لا حياة لمن تنادي

أرض بها نصب.. والهم يهلكها

تعددت مشاكل وهموم وجراحات مديرية المضاربة محافظة لحج وعجز المعالجون والأطباء بمختلف تخصصاتهم عن إيجاد «مصل» لخروج المضاربة والعارة من وضعها البائس والنتيجة شلل تام يهدد المديرية النائية وينذر باستمرار سوادها القاتم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى