مقاطعة منتجات الدنمارك ليست ردا على الإساءة

> «الأيام» لطفي يسلم بن عويد:

> إننا نعيش في مرحلة كثر فيها اللغط والافتراء والكذب والتلفظ بألفاظ البذاءة والسوء في أوساط شبه إسلامية أو غير إسلامية تتزايد من فترة لأخرى من مدعيي العلم والفهم، وأنهم يتعاملون مع الغير دون مراعاة شعور الآخرين أو معتقداتهم، ويتجاهلون مدى الألم الذي سيلحقونه بالآخرين.

إن إساءة أهل الدنمارك المتكرر لرسولنا عليه الصلاة والسلام ونهجه القويم تتطلب منا وقفة جادة، أولا أمام أنفسنا ثم أمام العالم بأسره، وأن نجتهد في الدفاع عن الرسول الأكرم في كل حال.

وأحب أن أسأل المتطاولين على النسب الشريف، وهو ماذا تعرفون عن محمد، وعن مقدار حب المسلمين له، ومدى استطاعتهم أن يضحوا ضد تعدٍ سافر على قدوتهم ومثلهم الأعلى، وهل تعلموا أننا معشر المسلمين لاتبرح ألسنتا ذكره، من صلاة عليه، أو اقتباس منه، أو نهل من ينبوعه الصافي، واقتداء به، واتباع لسنته، وأنه لايفارق خيالنا لا في حلنا ولا ترحالنا، ونزيد ذكره في أجل عباداتنا من صلاة وأذان وخطب، ونستبشر باسمه في معاملاتنا في سوقنا، من (بيع وشراء)، نذكره ونجله ونصلي عليه (صلى الله عليه وعلى آله).

إن دعوات منظمات إسلامية بأن نقاطع كل منتجات الدنمارك هو تعبير وقتي وحيني عن السخط والغضب الذي ينتابنا من تلك الدولة بسبب تعمد صحفها الإساءة لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن هذه الدعوة ليست حلا على الإطلاق، وأنا أدري أنه قد لايوافقني البعض في هذا الرأي الذي أرى فيه أن المقاطعة ليست حلا بل تعبيرا وقتيا عن السخط والغضب، كما حصل عند الإساءة الأولى، ولو كانت حلا لما عاودت الدنمارك حملتها الشعواء للمرة الثانية.

لكن وجب علينا الرد على الإساءة، وأن نجتهد بأن نوجهه إلى اتجاه آخر ليس فيه مقاطعة وليس طلبا للاعتذار، وهو أن نعرف نبينا عليه الصلاة والسلام، وأن نعرف به في كل المجالات، سواء بسيرته العطرة أم بأخلاقه القرآنية وآدابه الرفيعة أم بأسلوب تعامله مع الأعداء، فما بالك بالأصدقاء والأصحاب، وأن ندعو مشايخ العلم ليقيموا المنتديات والمحاضرات حتى نتعرف على نبينا، ونسعى لتعريف العالم بمحمد الذي لاتبرح صحف الدنمارك الإساءة إليه، ولايكون تعريفنا عربيا أو إسلاميا بل عالميا، عبر المحطات الفضائية والإذاعية وعبر الشبكة العالمية (الإنترنت) لأننا بردنا هذا نقطع كل الطرق على من تسول له نفسه الخوض في عرض حبيبنا محمد، لأنه يعلم أنه لن يجد آذانا تصغى إليه، بل سيرد عليه الصغير قبل الكبير، والعدو قبل الصديق.

وعلينا السعي نحو مقاطعة سياسية بالرفع إلى حكومتنا بطلب المقاطعة السياسية لكل الدول الإسلامية التي لها ممثليات في الدنمارك أو العكس، بطرد سفراء الدنمارك وسحب سفرائنا منها، وإعلانها عالية مدوية أننا نرفض الذل والمهانة لأنفسنا، فما بالك برسولنا ومنجينا من الظلمات وهادينا إلى الصراط المستقيم.

علينا أن نسعى حثيثا لاستصدار قانون دولي يحظر الانتقاص من الأنبياء والرسل والمقدسات بالتحقير أو الإهانة أو الشتم، فقد صدر قانون بشأن المحرقة النازية، يدين القانون الدولي كل من يسهب في الحديث المفصل عنها، ويمنع حتى البحث العلمي في أسبابها ودوافعها وتأثيرها وغيره.

ألا يجدر بنا أن نسعى لاستصدار قانون دولي يحرم الإساءة للأنبياء والرسل والمقدسات جميعا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى