مهرجان الحسينية 2008م للفروسية والهجن والألعاب والموروث الشعبي ..ختام ناجح، والرئيس يدعو إلى إقامته سنويا وإلى مشاركة دول الخليج

> «الأيام الرياضي» محمد سعيد سالم:

>
قال الرئيس علي عبدالله صالح في الحسينية:«إن مهرجان الحسينية 2008م جميل، وهو أفضل من المهرجانات الثلاثة التي سبقت..وقد شهد المهرجان تطورا في كل عام، حتى صار هذا العام في أفضل صورة».

قال الرئيس هذه الكلمات في ختام المهرجان الكبير، الذي استضافته الحسينية بمحافظة الحديدة أمس الأول بعد أسبوع حافل بالفعاليات الثقافية والفنية والرياضية غير المسبوقة في تاريخ المهرجان منذ إقامته على مشارف تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية.

دعوة دول مجلس التعاون الخليجي

في المهرجان طالب الرئيس بأن«ينتظم قيام المهرجان كل عام، ليصير مهرجانا سنويا. ودعا دول المنطقة وخاصة الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في منافسات الفروسية والهجن، الذي تشكل الملامح الأساسية للمهرجان.

الشعار والتوجه الجديد

مهرجان الحسينية الذي تواجدت فيه «الأيام الرياضي» منذ المراحل الأولى لفعالياته المختلفة، انطلق تحت شعار (مهرجان الحسينية للفروسية والهجن والألعاب والموروث الشعبي)، ولعل ذلك يفسر التوجه الجديد للمهرجان، الذي حدد مضامينه الأستاذ حمود محمد عباد، وزير الشباب والرياضة، وقيادة وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع قيادة محافظة الحديدة ومجلسها المحلي، وعلى رأسها القاضي أحمد عبدالله الحجري، محافظ المحافظة.

أسبوع من الثقافة والرياضة

خلال الأيام الممتدة منذ 27 فبراير وحتى يوم المهرجان في 8 مارس الجاري، ظلت الحديدة والكثير من قاعاتها وصالاتها ساحة لفعاليات ثقافية وفنية صباحية ومسائية، أطلقت المخزون الثري لمديريات الحديدة وأبنائها، الذي يشكل موروثها ومكونها الثقافي، وكانت الصورة طوال تلك الأيام متميزة بالروعة والجمال، حيث قدم أبناء الحديدة وكوادرها تنوعا متميزا في الشعر والرقص الشعبي والأناشيد الدينية والوطنية.

وفي اتجاه موازٍ دخلت الرياضة شريكا حيويا وفاعلا في الصورة القائمة، وجرت العديد من المسابقات الرياضية التي نظمها عدد غير قليل من اتحادات الألعاب، وهي: الجودو، المبارزة، الكونغ فو، المصارعة، الدراجات، ألعاب القوى،والجمباز، وأكملت هذه اللوحة الإنسانية مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة.

كل هذه التفاعلات جعلت الحديدة ومناطقها المختلفة في حراك حيوي يومي متصل، وأسهمت العديد من مؤسساتها وقياداتها وكوادرها في تفعيل مختلف الأمور. وكان جمال هذه الصورة يعكس إيقاع المتابعة الطيب الذي جسده الوزير عباد والقاضي الحجري، بمعاونة مخلصة من الوكيل الأول لوزارة الشباب والرياضة معمر الإرياني، والأمين العام للمجلس المحلي (الهيج).

يوم المهرجان الكبير

أما يوم المهرجان الكبير (مهرجان الحسينية) الذي شكل التتويج الرائع لكل هذه التفاعلات، واستنزف قدرات وطاقات الحدث الواسع، فقد كانت له حكاية أخرى على أكثر من صعيد، وخاصة المتمثل بالرعاية المباشرة للرئيس علي عبدالله صالح، الذي كان الحدث منذ انطلاقته يجري برعايته، كما أظهرت ذلك فعاليات المهرجان وشعاراته المتعددة.

انطلاقة المهرجان جاءت وسط حضور جماهيري كثيف، وتنظيم عام جيد للتجمعات الجماهيرية وللمنصات القائمة داخل ساحة المضمار. وقد بدأ المهرجان بكلمة وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد، التي ركزت على أهداف المهرجان ومضامينه. وحول دور الرئيس من مختلف القضايا الوطنية والعربية والإسلامية والدولية، وما حققه من نجاح لافت في هذا الاتجاه في زياراته الأخيرة لعدد من الدول الأوروبية.

كانت كلمة الوزير عباد الوحيدة فيما يخص الحدث. وقد أبرز خلالها الملامح غير المسبوقة للمهرجان في جوانب الثقافة والفنون والرياضة والموروث الشعبي.. وبين دور وزارة الشباب والرياضة الفاعل في ظل توجهات رئيس الجمهورية، والدعم الذي يقدمه الرئيس لتطوير قاعدة المبدعين والشباب.

وأعلن الوزير عباد عن إنشاء ناد للفروسية في (التحيتة) بالحديدة ليكون مرتكزا لتطوير هذه الرياضة، ويخدم دورها في المستقبل.

المشاهد والأوبريت واللوحات

شهد المهرجان الختامي بالحسينية مشاهد متعددة، جرت في القياس العام بنسق ونظام عكس الجهد المبذول لتحقيق النجاح المنشود، الذي أشاد به الرئيس وبوزارة الشباب والرياضة وقيادة الحديدة في كلمة الختام بالمهرجان.

من صور المهرجان: مشاركة رجال المظلات في نزول جميل أمام المنصة الرئيسة، وعدد المشاركين، وانطلاق الحمام الزاجل في رحلة بين الحديدة وعدن، وبعض عطاءات الشعر والشعراء، والعروض المرتبة للفرق الرياضية التي شاركت في أسبوع المهرجان.

أما الجديد الذي ميز نفسه في المهرجان، فقد كان الأوبريت الغنائي الجميل، الذي أداه مبدعون من شباب وشابات وزارة الشباب والرياضة. وقد نظم كلمات الأوبريت الوزير حمود عباد، وأخذت أفقا واسعا في إبراز مسيرة التحول الوطني في البلاد، وما يعبر عنه المكون الثقافي اليمني، وخاصة في منطقة تهامة.

لفت النظر في عرض الأوبريت اللوحة الفنية الراقصة المصاحبة أمام المنصة، وقد قدمت ما يعزز كلمات الأوبريت، في صورة وسائل تعبيرية من التراث، وما أراده الأوبريت في تجسيد معاني ومضامين الانتماء للوطن.

الفروسية والهجن

عروض الخيول والهجن جاء عنوانا رئيسيا خلف كل تلك المشاهد، فقد عبر الحاضرون عن إعجاب ملحوظ باستعراض الخيالة والهجانة، وبمشاركة فارسات يمنيات.

ثم انطلقت المنافسات وسباقات الفروسية والهجن وسط تفاعل من الجماهير ورئيس الجمهورية، والقيادات السياسية التي كان بينها رئيس الوزراء د. علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، وشخصيات عديدة جاءت من مختلف المحافظات.

أبرز ما في السباقات مشاركة فرسان وهجانة تم اختيارهم بعد عدد غير قليل من (البروفات) على مدى أسبوعين. أما القفز على الجمال فقد ظل على مدار المهرجانات (مثلما هو دأب المهرجان الجديد) بصمة يمنية تراثية خاصة، تكسب المهرجان سمة خاصة، قد تخلق الحافز لجذب مشاركين من غير أهل اليمن في المستقبل.

نجاح لافت وسلبيات

لابد من الاعتراف بحدوث نجاح لافت في مهرجان الحسينية 2008م، ولا بد من لفت الانتباه إلى أن إشادة الرئيس بالمهرجان وبمنظميه جاءت في محلها، ولكن لابد من الاعتراف أنه مهما كان حجم النجاح وقاعدة الإيجابيات فلا بد من سلبيات.. وفي رأيي أن أبرزها ما يلي:

1- ظهر سوء في الإدارة في بعض جوانب المهرجان، وخاصة في الجوانب المتصلة بمكتب وزارة الشباب والرياضة، حيث لم يكن أداؤه في التفاعل مع أعمال اللجان الأخرى على المستوى المناسب الذي يليق بمستقبل المهرجان، وبدعوة الرئيس لمشاركة الأشقاء من دول المنطقة.

2- المدير العام لمكتب الشباب والرياضة نبيل الحبيشي لا يفي بالتزاماته تجاه الآخرين من لجان وإعلاميين ومشاركين، ولا يلتزم بمتابعة وتنفيذ التوجيهات التي تصدر له من مسئوليه (الوزير، الوكيل الأول، وغيرهما)، وهذا له دلالة إما أن المدير العام ضعيف الشخصية، أو مراوغ، أو له أفكار أخرى!! وللأمر حكاية أخرى سنعرضها في مناسبة قادمة!

3- في أثناء منافسات القفز على الجمال لم تكن الرؤية واضحة للمشاهدين من داخل المنصة والمنصتين المجاورتين، رغم أن هذه المنافسة أهم وسيلة للجذب والترويج للمهرجان. وقد قيل لنا أن مشاهدتها عبر النقل التلفزيوني كانت ضعيفة ومحدودة، بسبب إحاطة الجمهور الدائرية لمنطقة التنافس.

4- عدم نزول البرنامج والجداول الزمنية إلى الجهات والجماهير، ولولا جهود المتابعة من قيادات اللجنة الثقافية واللجنة الإعلامية وبعض المهتمين من الكوادر لحدث إرباك يشوه جمال الصورة ومستوى النجاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى