مصارحة حرة ..ياكايدهم

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> مازلت من أنصار مدرسة الكاتب الراحل مصطفى أمين في بحثه عن الخبر «السبق» الذي يخالف وكالات الأنباء، ولست من أنصار الخبر الشائع التقليدي الذي يتكرر بإيقاع بطيء.. صحافة اليوم تسير على قضبان الخبر التقليدي الخالي من بهارات الإثارة، فعندما يعض كلب إنسانا، فهذا خبر (اعتيادي) يخلو من المفارقات والمفاجآت معا، لكن عندما يحدث العكس ويعض الإنسان كلبا.

فهنا جوهر الخبر الإنفرادي الذي يسمع دويه من به صمم، وعلى هذا الأساس فإن زيارة الأسطورة العالمية زين الدين زيدان للبرازيل والحفاوة الشعبية التي قوبل بها ليست خبرا يهز أركان القرية الإلكترونية .. نعم عندما يستقبل البرازيليون عدوهم الأول في عقر دارهم، فهذا يتناقض تماما مع تعاملي مع الخبر الذي يستحق أن يتصدر رأس الصفحة، وبحسب هذه القاعدة فإن الخبر الإنفرادي، هو أن ترفض السلطات البرازيلية منح زيدان تأشيرة دخول أراضيها، خصوصا وقد كان السبب المباشر في تشريد الصبيان والبنات وما لحق بالكرة البرازيلية من ضرر نفسي يصعب ترميمه بزيارة للذي قتل القتيل ومشى في الجنازة، ورسم حدادا حالكا لن تمحوه لحظة هاربة ارتدى خلالها زيزو القميص الأصفر.

أما إذا كان زيدان قد دخل أراضي البرازيل مستغلا (جواز) سفير النوايا الحسنة، فإن الصواب أن تخلي السلطات البرازيلية مطار ريو دي جانيرو من العاملين والمستقبلين، وتكتفي بلوحة سوداء تحمل رسالة (عتاب ولوم) لزيدان، كما يلي: (يا سبحان الله عليك يا زيزو تزورنا في عقر دارنا، وقد فصلت ألوان السامبا في فرنسا وألمانيا وحولتنا في لحظة تجلي من برازيل إلى براميل، في بلد يفتقد للكثير لقد أرملت نساءنا .. ويتمت أطفالنا.. وذبحتنا بلا قبلة، ومع ذلك تزورنا، وتصالحنا بمشروع خيري.. لقد مسحت بنا الأرض في فرنسا.. ويا ليتك توقفت عند هذه (المرمطة) لا لقد عدلت عن قرار اعتزالك وعدت من جديد في ألمانيا لتذلنا رغم أننا توسلنا إليك أن ترحم عزيز قوم ذل .. لقد أصبت نصف الشعب البرازيلي بالصلع وحرمتهم من كلمة (نعيما) والآن لم يعد لدينا حلاقون، بعد أن غزاهم سحرك الذي جلب لهم البطالة.. نحن نرفع لك الرايات البيضاء احتجاجا على (أفعالك) التي فجرت القلوب وضاعفت من الذبحة الصدرية .. ضحاياك يرفضون أن ترقص السامبا على جثثهم وأهاليهم وذويهم يرفضون الفداء.

أخيرا .. خذها من قاصرها وعد من حيث أتيت فأنت عدونا الأول الذي لن ننسى ما فعلته بنا رغم أن مارادونا نفسه لم يجرؤ على تحويلنا إلى براميل وأكياس للتدريب، ولو سمحت ياعدونا إقرأ اللوحة من بعيد حتى لا يكون مصيرها كمصير الإيطالي ماركو ماتيراتزي الذي عرف كيف يؤكل كتفك ، ويحرمك من كلمة (مبروك) كما حرمتنا من كلمة (نعيما).. وتقبل فائق العتاب واللوم من الشعب البرازيلي الجريح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى